الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  3095 حدثنا بشر بن علي بن بشر العجلي قال : حدثنا محمد بن سلام المنبجي قال : حدثنا الوضاح بن عباد الكوفي ، عن عاصم الأحول [ ص: 73 ] عن أنس بن مالك قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي أحمل له الطهور ، إذ سمع مناديا ، فقال : " يا أنس ، صبه " فقال : اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو قال أختها " ، فكأن الرجل لقن ما أراد رسول الله ، فقال : وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " حيا يا أنس ، ضع الطهور ، وائت هذا المنادي ، فقل له أن يدعو لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه على ما ابتعثه به ، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق " فأتيته فقلت : ادع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه الله على ما ابتعثه ، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق ، فقال : ومن أرسلك ؟ فكرهت أن أعلمه ، ولم أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : وما عليك رحمك الله بما سألتك ؟ قال : أولا تخبرني من أرسلك ؟ فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له ما قال ، فقال : " قل له : أخبرنا رسول الله " فقال لي : مرحبا برسول الله ، ومرحبا برسوله ، أخبرنا كنت أحق أن آتيه ، أقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام ، وقل له : الخضر يقرئك السلام ، ويقول لك : إن الله قد فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور ، وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام ، فلما وليت عنه ، سمعته يقول : اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها .

                                                  [ ص: 74 ]

                                                  لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا عاصم الأحول ، ولا عن عاصم إلا الوضاح بن عباد ، تفرد به محمد بن سلام .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية