nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=55يدعون فيها بكل فاكهة آمنين [55] قال : ويجوز أن يكون العامل فيه (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=51إن المتقين في مقام أمين ) ، وقال غيره : العامل فيه (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56ووقاهم عذاب الجحيم ) ، وجواب رابع أن يكون هذا كله عاملا فيه لأن معناه كله تفضل من الله جل وعز . وكله يحتاج إلى شرح . وذلك أن يقال : قد قال جل وعز "بما كانوا يعملون" . "و بما
[ ص: 138 ] كانوا يكسبون" فما معنى التفضل ههنا ففي هذا غير جواب منها أن تكليف الله جل وعز الأعمال ليس لحاجة منها إليها ، وإنما كلفهم ذلك ليعملوا فيدخلوا الجنة فالتكليف وإدخالهم الجنة تفضل منه جل وعز . فأصح الأجوبة في هذا أن للمؤمنين ذنوبا لا يخلون منها ، وإن كانت لكثير منهم صغائر فلو أخذهم الله جل وعز بها لعذبهم غير ظالم لهم فلما غفرها لهم وأدخلهم الجنة كان ذلك تفضلا منه جل وعز ، وأيضا فإن لله جل وعز على عباده كلهم نعما في الدنيا فلو قوبل بتلك النعم أعمالهم لاستغرقها فقد صار دخولهم الجنة تفضلا ، كما قال صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=655986 "ما أحد يدخل الجنة بعمله" قيل : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة" .
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=55يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ [55] قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=51إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) ، وَقَالَ غَيْرُهُ : الْعَامِلُ فِيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) ، وَجَوَابٌ رَابِعٌ أَنْ يَكُونَ هَذَا كُلُّهُ عَامِلًا فِيهِ لِأَنَّ مَعْنَاهُ كُلَّهُ تَفَضُّلٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ . وَكُلُّهُ يَحْتَاجُ إِلَى شَرْحٍ . وَذَلِكَ أَنْ يُقَالَ : قَدْ قَالَ جَلَّ وَعَزَّ "بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" . "وَ بِمَا
[ ص: 138 ] كَانُوا يَكْسِبُونَ" فَمَا مَعْنَى التَّفَضُّلِ هَهُنَا فَفِي هَذَا غَيْرُ جَوَابٍ مِنْهَا أَنَّ تَكْلِيفَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ الْأَعْمَالَ لَيْسَ لِحَاجَةٍ مِنْهَا إِلَيْهَا ، وَإِنَّمَا كَلَّفَهُمْ ذَلِكَ لِيَعْمَلُوا فَيَدْخُلُوا الْجَنَّةَ فَالتَّكْلِيفُ وَإِدْخَالُهُمُ الْجَنَّةَ تَفَضُّلٌ مِنْهُ جَلَّ وَعَزَّ . فَأَصَحُّ الْأَجْوِبَةِ فِي هَذَا أَنَّ لِلْمُؤْمِنِينَ ذُنُوبًا لَا يَخْلُونَ مِنْهَا ، وَإِنْ كَانَتْ لِكَثِيرٍ مِنْهُمْ صَغَائِرُ فَلَوْ أَخَذَهُمُ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ بِهَا لَعَذَّبَهُمْ غَيْرَ ظَالِمٍ لَهُمْ فَلَمَّا غَفَرَهَا لَهُمْ وَأَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ كَانَ ذَلِكَ تَفَضُّلًا مِنْهُ جَلَّ وَعَزَّ ، وَأَيْضًا فَإِنَّ لِلَّهِ جَلَّ وَعَزَّ عَلَى عِبَادِهِ كُلِّهِمْ نِعَمًا فِي الدُّنْيَا فَلَوْ قُوبِلَ بِتِلْكَ النِّعَمِ أَعْمَالُهُمْ لَاسْتَغْرَقَهَا فَقَدْ صَارَ دُخُولُهُمُ الْجَنَّةَ تَفَضُّلًا ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=655986 "مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ" قِيلَ : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : "وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ" .