الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يدعون فيها بكل فاكهة آمنين [55] قال : ويجوز أن يكون العامل فيه ( إن المتقين في مقام أمين ) ، وقال غيره : العامل فيه ( ووقاهم عذاب الجحيم ) ، وجواب رابع أن يكون هذا كله عاملا فيه لأن معناه كله تفضل من الله جل وعز . وكله يحتاج إلى شرح . وذلك أن يقال : قد قال جل وعز "بما كانوا يعملون" . "و بما [ ص: 138 ] كانوا يكسبون" فما معنى التفضل ههنا ففي هذا غير جواب منها أن تكليف الله جل وعز الأعمال ليس لحاجة منها إليها ، وإنما كلفهم ذلك ليعملوا فيدخلوا الجنة فالتكليف وإدخالهم الجنة تفضل منه جل وعز . فأصح الأجوبة في هذا أن للمؤمنين ذنوبا لا يخلون منها ، وإن كانت لكثير منهم صغائر فلو أخذهم الله جل وعز بها لعذبهم غير ظالم لهم فلما غفرها لهم وأدخلهم الجنة كان ذلك تفضلا منه جل وعز ، وأيضا فإن لله جل وعز على عباده كلهم نعما في الدنيا فلو قوبل بتلك النعم أعمالهم لاستغرقها فقد صار دخولهم الجنة تفضلا ، كما قال صلى الله عليه وسلم "ما أحد يدخل الجنة بعمله" قيل : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة" .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية