الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في السهو عن وقت صلاة العصر

                                                                                                          175 حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله وفي الباب عن بريدة ونوفل بن معاوية قال أبو عيسى حديث ابن عمر حديث حسن صحيح وقد رواه الزهري أيضا عن سالم عن أبيه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( فكأنما وتر ) على بناء المفعول ، أي سلب وأخذ ( أهله وماله ) بنصبهما ورفعهما ، قال الحافظ : هو بالنصب عند الجمهور على أنه مفعول ثان لوتر وأضمر في وتر مفعول ما لم يسم فاعله [ ص: 445 ] ، وهو عائد إلى الذي فاتته ، فالمعنى أصيب بأهله وماله ، وهو متعد إلى مفعولين ، ومثله قوله تعالى : ولن يتركم أعمالكم ، وقيل وتر هاهنا بمعنى نقص ، فعلى هذا يجوز نصبه ورفعه ؛ لأن من رد النقص إلى الرجل نصب وأضمر ما يقوم مقام الفاعل ، ومن رده إلى الأهل رفع ، قال القرطبي : يروى بالنصب على أن " وتر " بمعنى سلب ، وهو يتعدى إلى مفعولين ، وبالرفع على أن " وتر " بمعنى أخذ فيكون أهله هو الذي لم يسم فاعله ، قال : وظاهر الحديث التغليظ على من تفوته العصر وأن ذلك مختص بها .

                                                                                                          وروى ابن حبان وغيره من حديث نوفل بن معاوية مرفوعا من فاتته الصلاة فكأنما وتر أهله وماله وهذا ظاهره العموم في الصلوات المكتوبات ، وأخرجه عبد الرزاق من وجه آخر عن نوفل بلفظ : " لأن يوتر لأحدكم أهله وماله خير له من أن يفوته وقت صلاة " وهذا أيضا ظاهره العموم ، ويستفاد منه رواية النصب ، لكن المحفوظ من حديث نوفل بلفظ " من الصلوات صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله " أخرجه البخاري في علامات النبوة ومسلم أيضا ، قال : وبوب الترمذي على حديث الباب ما جاء في السهو عن وقت العصر فحمله على الساهي ، وعلى هذا فالمراد بالحديث أنه يلحقه من الأسف عند معاينة الثواب لمن صلى ما يلحق من ذهب ماله وأهله ، وقد روي معنى ذلك عن سالم بن عبد الله بن عمر ويؤخذ منه التنبيه على أن أسف العامد أشد لاجتماع فقد الثواب وحصول الإثم . انتهى كلام الحافظ .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن بريدة ونوفل بن معاوية ) أما حديث بريدة فأخرجه البخاري بلفظ : بكروا بصلاة العصر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله .

                                                                                                          وأما حديث نوفل بن معاوية فتقدم تخريجه في كلام الحافظ .

                                                                                                          ( حديث ابن عمر حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري ومسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية