قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=27521_30428_30437_32496_34147_7856_8178_28979nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ، الآية: 16.
[ ص: 153 ] روى
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبو نضرة عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد أن ذلك إنما كان يوم
بدر، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبو نضرة: لأنهم لو انحازوا يومئذ لانحازوا إلى المشركين، ولم يكن يومئذ مسلم غيرهم.
وهذا الذي قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبو نضرة فيه نظر، لأنه كان
بالمدينة خلق كثير من
الأنصار لم يأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام بالخروج، ولم يكونوا يرون أنه يكون قتال، وإنما ظنوا أنها العير، فخرجوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن خف معه. فقول
أبي نضرة: إنه لم يكن هناك مسلم، وإنهم لو انحازوا انحازوا إلى المشركين، غلط لما بيناه.
وقد قيل: إنه لم يجز لهم الانحياز يومئذ لأنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن الانحياز جائزا لهم، قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=120ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه . فلم يكن لهم أن يسلموا نبيهم وإن تكفل الله بنصرته وعصمته من الناس، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67والله يعصمك من الناس . فكان ذلك فرضا عليهم، قل أعداؤه أو كثروا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فئة المسلمين يومئذ، ومن كان ينحاز عن القتال، فإنما كان ينحاز إلى فئة، وما كان للمسلمين فئة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ ص: 154 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=686337كنت في جيش، فخاض الناس خيضة، ورجعنا إلى المدينة فقلنا: نحن الفرارون، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "إنا فئتكم" . فلم يكن للمسلمين إذ ذاك أن ينحازوا، قل عدد العدو أو كثر، وقال تعالى في آية أخرى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ، ثم نسخ بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الآن خفف الله عنكم ، وليس عند أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في ذلك تفصيل، فيجوز فرار الواحد من ثلاثة. وقال
محمد: إذا بلغ الجيش اثني عشر ألفا، فليس لهم أن يفروا من عدوهم وإن كثر عددهم، ولم يذكر عن أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة خلافا فيه، واحتج بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبد الله بن عبد الله عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=683428خير الأصحاب أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يؤتى اثنا عشر ألفا من قلة، وفي بعضها ما يغلب قوم يبلغون اثني عشر ألفا إذا اجتمعت كلمتهم. وهذا ليس بيان حكم شرعي وإنما هو بيان حكم العرف.
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا سئل فقيل له: أيسعنا التخلف عن قتال
nindex.php?page=treesubj&link=28803من خرج عن أحكام الله تعالى وحكم بغيرها؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: إن كان معك اثنا عشر ألفا مثلك فلا يسعك التخلف، وإلا فأنت في سعة من التخلف.
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=27521_30428_30437_32496_34147_7856_8178_28979nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=16وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ ، الْآيَةَ: 16.
[ ص: 153 ] رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12179أَبُو نَضْرَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا كَانَ يَوْمَ
بَدْرٍ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12179أَبُو نَضْرَةَ: لِأَنَّهُمْ لَوِ انْحَازُوا يَوْمَئِذٍ لَانْحَازُوا إِلَى الْمُشْرِكِينَ، وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ مُسْلِمٌ غَيْرُهُمْ.
وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12179أَبُو نَضْرَةَ فِيهِ نَظَرٌ، لِأَنَّهُ كَانَ
بِالْمَدِينَةِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ
الْأَنْصَارِ لَمْ يَأْمُرْهُمُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالْخُرُوجِ، وَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَكُونُ قِتَالٌ، وَإِنَّمَا ظَنُّوا أَنَّهَا الْعِيرُ، فَخَرَجُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَنْ خَفَّ مَعَهُ. فَقَوْلُ
أَبِي نَضْرَةَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مُسْلِمٌ، وَإِنَّهُمْ لَوِ انْحَازُوا انْحَازُوا إِلَى الْمُشْرِكِينَ، غَلَطٌ لِمَا بَيَّنَّاهُ.
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَجُزْ لَهُمْ الِانْحِيَازُ يَوْمَئِذٍ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَكُنْ الِانْحِيَازُ جَائِزًا لَهُمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=120مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ . فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يُسَلِّمُوا نَبِيَّهُمْ وَإِنْ تَكَفَّلَ اللَّهُ بِنُصْرَتِهِ وَعِصْمَتِهِ مِنَ النَّاسِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ . فَكَانَ ذَلِكَ فَرْضًا عَلَيْهِمْ، قَلَّ أَعْدَاؤُهُ أَوْ كَثُرُوا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِئَةَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ، وَمَنْ كَانَ يَنْحَازُ عَنِ الْقِتَالِ، فَإِنَّمَا كَانَ يَنْحَازُ إِلَى فِئَةٍ، وَمَا كَانَ لِلْمُسْلِمِينَ فِئَةٌ غَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[ ص: 154 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=686337كُنْتُ فِي جَيْشٍ، فَخَاضَ النَّاسُ خَيْضَةً، وَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَقُلْنَا: نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "إِنَّا فِئَتُكُمْ" . فَلَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ إِذْ ذَاكَ أَنْ يَنْحَازُوا، قَلَّ عَدَدُ الْعَدُوِّ أَوْ كَثُرَ، وَقَالَ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=65يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ، ثُمَّ نُسِخَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ، وَلَيْسَ عِنْدَ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ فِي ذَلِكَ تَفْصِيلٌ، فَيَجُوزُ فِرَارُ الْوَاحِدِ مِنْ ثَلَاثَةٍ. وَقَالَ
مُحَمَّدٌ: إِذَا بَلَغَ الْجَيْشُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، فَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَفِرُّوا مِنْ عَدُوِّهِمْ وَإِنْ كَثُرَ عَدَدُهُمْ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَنْ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبِي حَنِيفَةَ خِلَافًا فِيهِ، وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16523عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=683428خَيْرُ الْأَصْحَابِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَلَنْ يُؤْتَى اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ، وَفِي بَعْضِهَا مَا يُغْلَبُ قَوْمٌ يَبْلُغُونَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا إِذَا اجْتَمَعَتْ كَلِمَتُهُمْ. وَهَذَا لَيْسَ بَيَانَ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ وَإِنَّمَا هُوَ بَيَانُ حُكْمِ الْعُرْفِ.
وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14695الطَّحَاوِيُّ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكًا سُئِلَ فَقِيلَ لَهُ: أَيَسَعُنَا التَّخَلُّفُ عَنْ قِتَالِ
nindex.php?page=treesubj&link=28803مَنْ خَرَجَ عَنْ أَحْكَامِ اللَّهِ تَعَالَى وَحَكَمَ بِغَيْرِهَا؟ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ: إِنْ كَانَ مَعَكَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِثْلُكَ فَلَا يَسَعُكَ التَّخَلُّفُ، وَإِلَّا فَأَنْتَ فِي سِعَةٍ مِنَ التَّخَلُّفِ.