الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الصفار

                                                                                      الشيخ الإمام المحدث القدوة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد ، الأصبهاني الصفار الزاهد .

                                                                                      سمع أحمد بن عصام ، وأسيد بن عاصم ، وأحمد بن مهدي ، وعبيدا الغزال ، وعدة بأصبهان بعد الستين ومائتين . وسمع بفارس من : أحمد بن مهران بن خالد ، وببغداد من : محمد بن الفرج الأزرق ، وأحمد بن عبيد الله النرسي ، وابن أبي أسامة ، وسمع التصانيف ، من : أبي بكر بن أبي الدنيا ، وسمع بمكة من : علي بن عبد العزيز .

                                                                                      وجمع وصنف في الزهريات ، وقدم نيسابور بعد الثلاثمائة فسكنها : وسمع " المسند الكبير " من عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وكتب عن إسماعيل القاضي تصانيفه ، وصحب الأولياء والعباد ، وارتحل إلى الحسن بن سفيان ، فحمل " المسند " ، وكتب أبي بكر بن أبي شيبة عنه .

                                                                                      [ ص: 438 ] حدث عنه : أبو علي الحافظ ، وأبو عبد الله الحاكم ، وأبو الحسين الحجاجي ، وابن منده ، وأبو سعيد الصيرفي ، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني ، وآخرون .

                                                                                      قال الحاكم : هو محدث عصره ، كان مجاب الدعوة ، لم يرفع رأسه إلى السماء كما بلغنا نيفا وأربعين سنة .

                                                                                      وكان وراقه أبو العباس المصري خانه ، واختزل عيون كتبه وأكثر من خمسمائة جزء من أصوله ، فكان أبو عبد الله يجامله جاهدا في استرجاعها ، فلم ينجح فيه ، فذهب علمه بدعاء الشيخ عليه .

                                                                                      توفي الشيخ في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وله ثمان وتسعون سنة .

                                                                                      ومات معه مسند بغداد أبو جعفر بن البختري ، ومسند الثغر علي بن أبي مطر الإسكندراني عن مائة عام ، وأحمد بن محمد بن عاصم الكراني ، وأحمد بن محمد بن فضالة الحمصي بمصر ، والقاهر بالله ، وأبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابي المتفلسف ، والقاضي عمر بن الحسن الأشناني .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية