الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا .

استئناف ابتدائي قصد به تهديد الذين أهملوا الاستدلال بآيات الله على توحيده .

[ ص: 304 ] وقوله لا يخفون علينا مراد به الكناية عن الوعيد تذكيرا لهم بإحاطة علم الله بكل كائن ، وهو متصل المعنى بقوله آنفا وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم الآية .

والإلحاد حقيقته : الميل عن الاستقامة ، والآيات تشمل الدلائل الكونية المتقدمة في قوله قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وقوله ومن آياته الليل والنهار إلخ . وتشمل الآيات القولية المتقدمة في قوله وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه .

فالإلحاد في الآيات مستعار للعدول والانصراف عن دلالة الآيات الكونية على ما دلت عليه . والإلحاد في الآيات القولية مستعار للعدول عن سماعها وللطعن في صحتها وصرف الناس عن سماعها .

وحرف في من قوله تعالى في آيتنا للظرفية المجازية لإفادة تمكن إلحادهم حتى كأنه مظروف في آيات الله حيثما كانت أو كلما سمعوها .

ومعنى نفي خفائهم : نفي خفاء إلحادهم لا خفاء ذواتهم إذ لا غرض في العلم بذواتهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية