nindex.php?page=treesubj&link=28974_13581_16338_31979_34195nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44ذلك إشارة إلى ما سلف من الأمور البديعة، وما فيه من معنى البعد للتنبيه على علو شأن المشار إليه و بعد منزلته في الفضل، وهو مبتدأ خبره قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44من أنباء الغيب أي: من الأنباء المتعلقة بالغيب،
[ ص: 36 ] والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44نوحيه إليك جملة مستقلة مبينة للأولى. و قيل: الخبر هو الجملة الثانية، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44من أنباء الغيب إما متعلق بـ "نوحيه" أو حال من ضميره، أي: نوحي من أنباء الغيب أو نوحيه حال كونه من جملة أنباء الغيب، وصيغة الاستقبال للإيذان بأن الوحي لم ينقطع بعد.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44وما كنت لديهم أي: عند الذين اختلفوا وتنازعوا في تربية مريم، و هو تقرير و تحقيق لكونه وحيا على طريقة التهكم بمنكريه كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=44وما كنت بجانب الغربي الآية.
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=45وما كنت ثاويا في أهل مدين الآية. فإن طريق معرفة أمثال هاتيك الحوادث والواقعات إما المشاهدة، وإما السماع، وعدمه محقق عندهم فبقي احتمال المعاينة المستحيلة ضرورة فنفيت تهكما بهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44إذ يلقون أقلامهم ظرف للاستقرار العامل في لديهم وأقلامهم أقداحهم التي اقترعوا بها. وقيل: اقترعوا بأقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة تبركا.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44أيهم يكفل مريم متعلق بمحذوف دل عليه "يلقون أقلامهم" أي: يلقونها ينظرون أو ليعلموا أيهم يكفلها.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44وما كنت لديهم إذ يختصمون أي: في شأنها تنافسا في كفالتها حسبما ذكر فيما سبق و تكرير ما كنت لديهم مع تحقق المقصود بعطف "إذ يختصمون" على "إذ يلقون" كما في قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى للدلالة على أن كل واحد من :عدم حضوره عليه الصلاة والسلام عند إلقاء الأقلام وعدم حضوره عند الاختصام مستقل بالشهادة على نبوته عليه الصلاة والسلام، لا سيما إذا أريد باختصامهم تنازعهم قبل الاقتراع، فإن تغيير الترتيب في الذكر مؤكد له.
nindex.php?page=treesubj&link=28974_13581_16338_31979_34195nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى مَا سَلَفَ مِنَ الْأُمُورِ الْبَدِيعَةِ، وَمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْبُعْدِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى عُلُوِّ شَأْنِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ وَ بُعْدِ مَنْزِلَتِهِ فِي الْفَضْلِ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ أَيْ: مِنَ الْأَنْبَاءِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْغَيْبِ،
[ ص: 36 ] وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنِفَةٌ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44نُوحِيهِ إِلَيْكَ جُمْلَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ مُبَيِّنَةٌ لِلْأُولَى. وَ قِيلَ: الْخَبَرُ هُوَ الْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ إِمَّا مُتَعَلِّقٌ بِـ "نُوحِيهِ" أَوْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِهِ، أَيْ: نُوحِي مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ أَوْ نُوحِيهِ حَالَ كَوْنِهِ مِنْ جُمْلَةِ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ، وَصِيغَةُ الِاسْتِقْبَالِ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَنْقَطِعْ بَعْدُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ أَيْ: عِنْدَ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا وَتَنَازَعُوا فِي تَرْبِيَةِ مَرْيَمَ، وَ هُوَ تَقْرِيرٌ وَ تَحْقِيقٌ لِكَوْنِهِ وَحْيَاً عَلَى طَرِيقَةِ التَّهَكُّمِ بِمُنْكِرِيهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=44وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ الْآيَةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=45وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ الْآيَةُ. فَإِنَّ طَرِيقَ مَعْرِفَةِ أَمْثَالِ هَاتِيكَ الْحَوَادِثِ وَالْوَاقِعَاتِ إِمَّا الْمُشَاهَدَةُ، وَإِمَّا السَّمَاعُ، وَعَدَمُهُ مُحَقَّقٌ عِنْدَهُمْ فَبَقِيَ احْتِمَالُ الْمُعَايَنَةِ الْمُسْتَحِيلَةِ ضَرُورَةً فَنُفِيَتْ تَهَكُّمَاً بِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ ظَرْفٌ لِلِاسْتِقْرَارِ الْعَامِلِ فِي لَدَيْهِمْ وَأَقْلَامُهُمْ أَقْدَاحُهُمُ الَّتِي اقْتَرَعُوا بِهَا. وَقِيلَ: اقْتَرَعُوا بِأَقْلَامِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَكْتُبُونَ بِهَا التَّوْرَاةَ تَبَرُّكَاً.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ "يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ" أَيْ: يُلْقُونَهَا يَنْظُرُونَ أَوْ لِيَعْلَمُوا أَيَّهُمْ يَكْفُلُهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=44وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ أَيْ: فِي شَأْنِهَا تَنَافُسَاً فِي كَفَالَتِهَا حَسْبَمَا ذَكَرَ فِيمَا سَبَقَ وَ تَكْرِيرُ مَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ مَعَ تَحَقُّقِ الْمَقْصُودِ بِعَطْفِ "إِذْ يَخْتَصِمُونَ" عَلَى "إِذْ يُلْقُونَ" كَمَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى لِلدِّلَالَةِ عَلَى أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ :عَدَمِ حُضُورِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَ إِلْقَاءِ الْأَقْلَامِ وَعَدَمِ حُضُورِهِ عِنْدَ الِاخْتِصَامِ مُسْتَقِلٌّ بِالشَّهَادَةِ عَلَى نُبُوَّتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَا سِيَّمَا إِذَا أُرِيدَ بِاخْتِصَامِهِمْ تَنَازُعُهُمْ قَبْلَ الِاقْتِرَاعِ، فَإِنَّ تَغْيِيرَ التَّرْتِيبِ فِي الذِّكْرِ مُؤَكِّدٌ لَهُ.