قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=29676_30786_34144_34166_28979_32271_30901_31216_31225nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم ، الآية 68: حمله قوم على إسراع المسلمين في الغنائم، فأنزل الله تعالى هذه الآية،
[ ص: 166 ] وقد قيل: لولا تقدم دلالة القرآن على أن الصغائر مغفورة عند اجتناب الكبائر لمسهم العذاب، فعلى هذا ثبت كونهم عصاة، وإن كانت الصغائر مغفورة، فيصح أن يعاتبوا على ما فعلوه.
وقد قيل: معناه: لولا أن الوعيد يتقدم العقاب، لمسكم فيما أخذتم، ولكن سبق الكتاب بأن لا مؤاخذة إلا بعد النهي. وقد قال قائلون: يجوز أن يكون توقفه بعد الأسر في قتلهم صغيرة ورد فيها العقاب. ويقال: كيف يكون هذا صغيرة مع تقدم قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فاضربوا فوق الأعناق ، وأنتم إن جعلتم ذلك صغيرة، لم تجعلوا قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فاضربوا فوق الأعناق واردا بعد حرب
بدر بل قبله، فإذا ثبت ذلك، فلا بد أن تكون مخالفة الأمر في ذلك كبيرة.
قيل: احتمل أنهم توهموا أن القتل لما كثر جاز العدول إلى الأسر.
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=29676_30786_34144_34166_28979_32271_30901_31216_31225nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ ، الْآيَةَ 68: حَمَلَهُ قَوْمٌ عَلَى إِسْرَاعِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْغَنَائِمِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ،
[ ص: 166 ] وَقَدْ قِيلَ: لَوْلَا تَقَدُّمُ دَلَالَةِ الْقُرْآنِ عَلَى أَنَّ الصَّغَائِرَ مَغْفُورَةٌ عِنْدَ اجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ لَمَسَّهُمُ الْعَذَابُ، فَعَلَى هَذَا ثَبَتَ كَوْنُهُمْ عُصَاةً، وَإِنْ كَانَتِ الصَّغَائِرُ مَغْفُورَةً، فَيَصِحُّ أَنْ يُعَاتَبُوا عَلَى مَا فَعَلُوهُ.
وَقَدْ قِيلَ: مَعْنَاهُ: لَوْلَا أَنَّ الْوَعِيدَ يَتَقَدَّمُ الْعِقَابَ، لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ، وَلَكِنْ سَبَقَ الْكِتَابُ بِأَنْ لَا مُؤَاخَذَةَ إِلَّا بَعْدَ النَّهْيِ. وَقَدْ قَالَ قَائِلُونَ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَوَقُّفُهُ بَعْدَ الْأَسْرِ فِي قَتْلِهِمْ صَغِيرَةً وَرَدَ فِيهَا الْعِقَابُ. وَيُقَالُ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا صَغِيرَةً مَعَ تَقَدُّمِ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ ، وَأَنْتُمْ إِنْ جَعَلْتُمْ ذَلِكَ صَغِيرَةً، لَمْ تَجْعَلُوا قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَارِدًا بَعْدَ حَرْبِ
بَدْرٍ بَلْ قَبْلَهُ، فَإِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ، فَلَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ مُخَالَفَةُ الْأَمْرِ فِي ذَلِكَ كَبِيرَةً.
قِيلَ: احْتَمَلَ أَنَّهُمْ تَوَهَّمُوا أَنَّ الْقَتْلَ لَمَّا كَثُرَ جَازَ الْعُدُولُ إِلَى الْأَسْرِ.