الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 56 - 59] لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون فارتقب إنهم مرتقبون .

                                                                                                                                                                                                                                      لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى قال ابن جرير : أي: لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة ، الموت بعد الموتة الأولى، التي ذاقوها في الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5316 ] وكان بعض أهل العربية يوجه: { إلا } هنا بمعنى (سوى); أي: سوى الموتة الأولى. انتهى.

                                                                                                                                                                                                                                      يعني أن الاستثناء منقطع، أي: لكن الموتة الأولى قد ذاقوها في الدنيا: ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم فإنما يسرناه بلسانك أي: سهلناه حيث أنزلناه بلغتك، وهو فذلكة للسورة: لعلهم يتذكرون أي: يتعظون بعبره وعظاته وحججه، فينيبوا إلى طاعة ربهم ويذعنوا للحق: فارتقب أي: ما يحل بهم من زهوق باطلهم: إنهم مرتقبون أي: منتظرون عند أنفسهم غلبتك، أو هو قولهم: نتربص به ريب المنون وهذا وعد له صلى الله عليه وسلم بالنصرة والفتح عليهم، وتسلية ووعيد لهم. وقد أنجز الله وعده، كما قال سبحانه: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي وقوله تعالى: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية