بندار بن الحسين
الشيرازي القدوة شيخ الصوفية أبو الحسين نزيل أرجان . صحب الشبلي ، وحدث عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي بحديث واحد .
[ ص: 109 ] وكان ذا أموال فأنفقها وتزهد ، وله معرفة بالكلام والنظر .
قال
السلمي : سمعت
عبد الواحد بن محمد يقول : سمعت
بندار بن الحسين يقول : دخلت على
الشبلي ومعي تجارة بأربعين ألف دينار ، فنظر في المرآة ، فقال : المرآة تقول : إن ثم سببا ، قلت : صدقت المرآة ، فحملت إليه ست بدر ثم لزمته حتى حملت إليه جميع مالي ، فنظر مرة في المرآة ، ثم قال : المرآة تقول : ليس ثم سبب ، قلت : صدقت .
قال
السلمي : كان
بندار عالما بالأصول ، وله رد على
ابن خفيف في مسألة الإغانة وغيرها . ومما قيل إن
بندارا أنشده :
نوائب الدهر أدبتني وإنما يوعظ الأديب قد ذقت حلوا وذقت مرا
كذاك عيش الفتى ضروب ما مر بؤس ولا نعيم
إلا ولي فيهما نصيب
ومن كلامه : لا تخاصم لنفسك ، فإنها ليست لك ، دعها لمالكها يفعل بها ما يريد .
وقال : صحبة أهل البدع تورث الإعراض عن الحق .
قيل توفي
بندار سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة .
بُنْدَارُ بْنُ الْحُسَيْنِ
الشِّيرَازِيُّ الْقُدْوَةُ شَيْخُ الصُّوفِيَّةِ أَبُو الْحُسَيْنِ نَزِيلُ أَرَّجَانَ . صَحِبَ الشِّبْلِيَّ ، وَحَدَّثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيِّ بِحَدِيثٍ وَاحِدٍ .
[ ص: 109 ] وَكَانَ ذَا أَمْوَالٍ فَأَنْفَقَهَا وَتَزَهَّدَ ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالْكَلَامِ وَالنَّظَرِ .
قَالَ
السُّلَمِيُّ : سَمِعْتُ
عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ
بُنْدَارَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ : دَخَلْتُ عَلَى
الشِّبْلِيِّ وَمَعِي تِجَارَةٌ بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ ، فَنَظَرَ فِي الْمِرْآةِ ، فَقَالَ : الْمِرْآةُ تَقُولُ : إِنَّ ثَمَّ سَبَبًا ، قُلْتُ : صَدَقَتِ الْمِرْآةُ ، فَحَمَلْتُ إِلَيْهِ سِتَّ بِدَرٍ ثُمَّ لَزِمْتُهُ حَتَّى حَمَلْتُ إِلَيْهِ جَمِيعَ مَالِي ، فَنَظَرَ مَرَّةً فِي الْمِرْآةِ ، ثُمَّ قَالَ : الْمِرْآةُ تَقُولُ : لَيْسَ ثَمَّ سَبَبٌ ، قُلْتُ : صَدَقَتْ .
قَالَ
السُّلَمِيُّ : كَانَ
بُنْدَارٌ عَالِمًا بِالْأُصُولِ ، وَلَهُ رَدٌّ عَلَى
ابْنِ خَفِيفٍ فِي مَسْأَلَةِ الْإِغَانَةِ وَغَيْرِهَا . وَمِمَّا قِيلَ إِنَّ
بُنْدَارًا أَنْشَدَهُ :
نَوَائِبُ الدَّهْرِ أَدَّبَتْنِي وَإِنَّمَا يُوعَظُ الْأَدِيبُ قَدْ ذُقْتُ حُلْوًا وَذُقْتُ مُرًّا
كَذَاكَ عَيْشُ الْفَتَى ضُرُوبُ مَا مَرَّ بُؤْسٌ وَلَا نَعِيمٌ
إِلَّا وَلِي فِيهِمَا نَصِيبُ
وَمِنْ كَلَامِهِ : لَا تُخَاصِمْ لِنَفْسِكَ ، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ ، دَعْهَا لِمَالِكِهَا يَفْعَلُ بِهَا مَا يُرِيدُ .
وَقَالَ : صُحْبَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ تُورِثُ الْإِعْرَاضَ عَنِ الْحَقِّ .
قِيلَ تُوُفِّيَ
بُنْدَارٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ .