القول في تأويل قوله تعالى:
[36]
nindex.php?page=treesubj&link=29680_29711_34134_34306_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36إنما الحياة الدنيا لعب ولهو أي: فلا تدعكم الرغبة في الحياة إلى ترك الجهاد:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم أي: ثواب إيمانكم وتقواكم:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36ولا يسألكم أموالكم أي: لأنه غني عنكم، وإنما يريد منكم التوحيد، ونبذ الأوثان، والطاعة لما أمر به ونهى عنه.
[ ص: 5392 ] قال بعض المفسرين: أي: لا يسألكم جميع أموالكم، بل يقتصر منكم على جزء يسير، كربع العشر وعشره. إشارة إلى إفادة الجمع المضاف للمعلوم، وهو معطوف على الجزاء. والمعنى: إن تؤمنوا لا يسألكم الجميع، أي: لا يأخذه منكم، كما يأخذ من الكفار جميع أموالهم. ولا يخفى حسن مقابلته لقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36يؤتكم أجوركم أي: يعطكم كل الأجور، ويسألكم بعض المال -هذا ما قاله
الشهاب -.
والظاهر أن المراد بيان
nindex.php?page=treesubj&link=29711غناه تعالى عن عباده ، وأن طلب إنفاق الأموال منهم، لعود نفعه إليهم لا إليه، لاستغنائه المطلق، فإن في الصدقات دفع أحقاد صدور الفقراء عنهم، وفي بذله للجهاد دفع غائلة الشرور والفساد، وكله مما يعود ثمرته عليهم.
ثم أشار تعالى إلى حكمته، ورحمته في عدم سؤاله إنفاق أموالهم كلها، بقوله:
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[36]
nindex.php?page=treesubj&link=29680_29711_34134_34306_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ أَيْ: فَلَا تَدْعُكُمُ الرَّغْبَةُ فِي الْحَيَاةِ إِلَى تَرْكِ الْجِهَادِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ أَيْ: ثَوَابُ إِيمَانِكُمْ وَتَقْوَاكُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ أَيْ: لِأَنَّهُ غَنِيٌّ عَنْكُمْ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ مِنْكُمُ التَّوْحِيدَ، وَنَبْذَ الْأَوْثَانِ، وَالطَّاعَةَ لِمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ.
[ ص: 5392 ] قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: أَيْ: لَا يَسْأَلْكُمْ جَمِيعَ أَمْوَالِكُمْ، بَلْ يَقْتَصِرُ مِنْكُمْ عَلَى جُزْءٍ يَسِيرٍ، كَرُبُعِ الْعُشْرِ وَعُشْرِهِ. إِشَارَةٌ إِلَى إِفَادَةِ الْجَمْعِ الْمُضَافِ لِلْمَعْلُومِ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الْجَزَاءِ. وَالْمَعْنَى: إِنْ تُؤْمِنُوا لَا يَسْأَلْكُمُ الْجَمِيعَ، أَيْ: لَا يَأْخُذْهُ مِنْكُمْ، كَمَا يَأْخُذُ مِنَ الْكُفَّارِ جَمِيعَ أَمْوَالِهِمْ. وَلَا يَخْفَى حُسْنُ مُقَابَلَتِهِ لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ أَيْ: يُعْطِكُمْ كُلَّ الْأُجُورِ، وَيَسْأَلْكُمْ بَعْضَ الْمَالِ -هَذَا مَا قَالَهُ
الشِّهَابُ -.
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بَيَانُ
nindex.php?page=treesubj&link=29711غِنَاهُ تَعَالَى عَنْ عِبَادِهِ ، وَأَنَّ طَلَبَ إِنْفَاقِ الْأَمْوَالِ مِنْهُمْ، لِعَوْدِ نَفْعِهِ إِلَيْهِمْ لَا إِلَيْهِ، لِاسْتِغْنَائِهِ الْمُطْلَقِ، فَإِنَّ فِي الصَّدَقَاتِ دَفْعَ أَحْقَادِ صُدُورِ الْفُقَرَاءِ عَنْهُمْ، وَفِي بَذْلِهِ لِلْجِهَادِ دَفْعَ غَائِلَةِ الشُّرُورِ وَالْفَسَادِ، وَكُلُّهُ مِمَّا يَعُودُ ثَمَرَتُهُ عَلَيْهِمْ.
ثُمَّ أَشَارَ تَعَالَى إِلَى حِكْمَتِهِ، وَرَحْمَتِهِ فِي عَدَمِ سُؤَالِهِ إِنْفَاقَ أَمْوَالِهِمْ كُلِّهَا، بِقَوْلِهِ: