الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      2827 أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمن عن عمرو عن المطلب عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يصاد لكم قال أبو عبد الرحمن عمرو بن أبي عمرو ليس بالقوي في الحديث وإن كان قد روى عنه مالك

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      2827 ( صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يصاد لكم ) قال الشيخ ولي الدين : هكذا رواية يصاد بالألف وهي جائزة على لغة ، ومنه قول الشاعر :


                                                                                                      إذا العجوز غضبت فطلق ولا ترضاها ولا تملق

                                                                                                      وقال الآخر :


                                                                                                      ألم يأتيك والأنباء تنمي

                                                                                                      ( عمرو بن أبي عمرو ليس هو بالقوي في الحديث ) قال الشيخ ولي الدين : قد تبع النسائي على هذا ابن حزم فقال : خبر جابر ساقط ؛ لأنه عن عمرو وهو ضعيف ، وقد سبقهما إلى تضعيفه يحيى بن معين وغيره ، لكن وثقه أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم [ ص: 188 ] وابن عدي وغيرهم وأخرج له الشيخان في صحيحيهما فوجب قبول خبره ، وقد سكت أبو داود على حديثه هذا ، فهو عنده إما حسن أو صحيح ، وصححه الحاكم في المستدرك ، وقال : إنه على شرط الشيخين ، ولكن المطلب بن عبد الله بن حنطب لم يخرج له واحد من الشيخين في صحيحه ، وهذا يدل على أن الحاكم لا يريد بكونه على شرطهما أن يكون رجال إسناده في كتابيهما كما ذكره جماعة ؛ لأنه لا يجهل كون الشيخين لم يخرجا للمطلب ، فدل على أن مراده أن يكون راويه في كتابيهما أو في طبقة من أخرجا له . نعم أعل الترمذي هذا الحديث بالانقطاع بين المطلب وبين جابر فقال : إنه لا يعرف له سماع منه ، وكذا قال أبو حاتم ، وقال البخاري : لا أعرف للمطلب سماعا من أحد من الصحابة إلا قوله : حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الدارمي مثله .




                                                                                                      الخدمات العلمية