الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إنا كل شيء خلقناه بقدر [49]

                                                                                                                                                                                                                                        فدل بهذا على أنهم يعذبون على كفرهم بالقدر . وزعم سيبويه أن نصب "كل" على لغة من قال : زيدا ضربته . وفي نصبه قولان آخران : أما الكوفيون فقالوا : "إنا" تطلب الفعل والفعل بها أولى من الاسم ، والمعنى إنا خلقنا كل شيء ، قالوا : وليس هذا مثل قولنا : زيدا ضربته؛ لأنه ليس ههنا حرف هو بالفعل أولى . ألا ترى أنك تقول : أزيدا ضربته فيكون النصب أولى؛ لأن ههنا حرفا هو بالفعل أولى والقول الثالث أنه إنما جاز هذا بالنصب وخالف زيد ضربته ليدل ذلك على خلق الأشياء فيكون فيه رد على من أنكر خلق الأفعال .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية