الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر الأمر للمرء بإتيان الطاعات على الرفق

                                                                                                                          من غير ترك حظ النفس فيها

                                                                                                                          352 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب ، قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال - يعني نفسه - : لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنت الذي تقول ذلك " ؟ [ ص: 65 ] فقلت له : قد قلته يا رسول الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فإنك لا تستطيع ذلك ، صم وأفطر ، ونم وقم ، وصم من الشهر ثلاثة أيام ، فإن الحسنة بعشر أمثالها ، وذلك مثل صيام الدهر " ، قال : قلت : إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : " صم يوما وأفطر يومين " ، قال : قلت إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : " صم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود وهو أعدل الصيام " . قال : فقلت : فإني أطيق أفضل من ذلك ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا أفضل من ذلك " . قال عبد الله : ولأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحب إلي من أهلي ومالي .

                                                                                                                          [ ص: 66 ] [ ص: 67 ] قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : قوله - صلى الله عليه وسلم - : "لا أفضل من ذلك " ، يريد به لك ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - علم ضعف عبد الله بن عمرو عما وطن نفسه عليه من الطاعات .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية