الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              190 حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ويحيى بن حبيب بن عربي قالا حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري الحرامي قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابر بن عبد الله يقول لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك وقال يحيى في حديثه فقال يا جابر ما لي أراك منكسرا قلت يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالا ودينا قال أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك قال بلى يا رسول الله قال ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية فقال الرب سبحانه إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي قال فأنزل الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( لما قتل عبد الله ) هو أبو جابر بن حرام ضد الحلال جعل علما استشهد على بناء المفعول عيالا بكسر العين قوله ( ما كلم الله أحدا ) أي لا في الدنيا ولا في عالم البرزخ قوله ( كفاحا ) بكسر الكاف أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول قوله ( تمن علي أعطيك ) ظاهره عموم المفعول أي ما شئت كما يفيده حذف المفعول والمقام فيشكل بأن عموم الوعد شمل الأحياء وهو لا يخلف الميعاد فكيف ما أحياه ويمكن الجواب بأن خلاف الميعاد المعهود مستثنى من العموم فإن الغاية من جملة المخصصات كما ذكره أهل الأصول قوله ( تحييني ) هذا من موضع الإخبار موضع الإنشاء لإظهار كمال الرغبة وإلا فالمقام يقتضي أحيني أي أحيني في الدنيا وإلا فالشهداء أحياء وهو حي يتكلم فكيف يطلب الإحياء وهو تحصيل الحاصل قوله ( فأقتل ) على بناء المفعول وضبطه بعضهم بالنصب وكأنه مبني على أنه جواب الأمر معنى لما ذكرنا قوله ( فأبلغ ) من الإبلاغ أي حالنا ترغيبا لهم [ ص: 83 ] في الجهاد

                                                                              وفي الزوائد إسناده ضعيف وطلحة بن حواش قيل فيه روى عن جابر مناكير وموسى بن إبراهيم ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ انتهى

                                                                              قلت ليس الحديث من أفراد ابن ماجه لا متنا ولا سندا فقد أخرجه الترمذي في التفسير فقال حديث يحيى بن حبيب بن عربي ثم ذكره بسنده للمصنف ثم قال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم رواه عنه كبار أهل الحديث وقد روى عبد الله بن محمد عن جابر شيئا من هذا انتهى .




                                                                              الخدمات العلمية