الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1852 - وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أصابته فاقة ، فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغناء ، إما بموت عاجل ، أو غنى آجل " . رواه أبو داود والترمذي

التالي السابق


1852 - ( وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أصابته فاقة " ) أي : حاجة شديدة ، وأكثر استعمالها في الفقر وضيق المعيشة " فأنزلها بالناس " أي : عرضها عليهم ، وأظهرها بطريق الشكاية لهم ، وطلب إزالة فاقة منهم . قال الطيبي : يقال : نزل بالمكان ، ونزل من علو ، ومن المجاز نزل به مكروه ، وأنزلت حاجتي على كريم ، وخلاصته أن من اعتمد في سدها على سؤالهم " لم تسد فاقته " أي : لم تقض حاجته ، ولم تزل فاقته ، وكلما تسد حاجة أصابته أخرى أشد منها " ومن أنزلها بالله " بأن اعتمد على مولاه " أوشك الله " أي : أسرع وعجل " له بالغناء " بفتح الغين والمد : أي : الكفاية ، وفي نسخة : بالغنى . قال شراح المصابيح : رواية بالغنى بالكسر مقصورا على معنى اليسار تحريف للمعنى ; لأنه قال : يأتيه الكفاية عما هو فيه ( إما بموت عاجل ) قيل : بموت قريب له غني ، فيرثه ، ولعل الحديث مقتبس من قوله - تعالى - ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه " أو غنى " بكسر وقصر : أي : يسار " آجل " أي : بأن يعطيه مالا ويجعله غنيا . قال الطيبي : هو هكذا : أي : بالعين في أكثر نسخ المصابيح ، وجامع الأصول ، وفي سنن أبي داود والترمذي " أو غنى آجل " بهمزة ممدودة وهو أصح دراية لقوله - تعالى - إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله اهـ . وفيه بحث تأمل ( رواه أبو داود والترمذي ) .




الخدمات العلمية