الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2077 حدثنا عيسى بن أحمد حدثنا ابن وهب حدثني مالك عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن عائشة عن جدامة بنت وهب الأسدية أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم قال مالك والغيلة أن يمس الرجل امرأته وهي ترضع قال عيسى بن أحمد وحدثنا إسحق بن عيسى حدثني مالك عن أبي الأسود نحوه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عيسى بن أحمد ) بن عيسى بن وردان العسقلاني من عسقلان بلخ ثقة يقرب من الحادية عشرة ( حدثنا ابن وهب ) هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه ثقة حافظ عابد من التاسعة ( عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ) ووقع في النسخة الأحمدية عن أبي الأسود : ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل بزيادة الواو بين أبي الأسود ومحمد بن عبد الرحمن وهو غلط .

                                                                                                          قوله : ( لقد هممت ) أي قصدت ( حتى ذكرت ) بصيغة المجهول ( يصنعون ذلك ) أي الغيلة ( ولا يضر أولادهم ) بالنصب على المفعولية ، وفي حديث جدامة هذا دليل على جواز الغيلة ، وحديث أسماء بنت يزيد المذكور يدل على المنع ، واختلف العلماء في وجه الجمع بينهما ، فقال الطيبي : نفيه لأثر الغيل في الحديث السابق يعني حديث جدامة كان إبطالا لاعتقاد الجاهلية كونه مؤثرا وإثباته له هنا يعني في حديث أسماء لأنه سبب في الجملة مع كون المؤثر الحقيقي هو الله تعالى ، انتهى ، وقيل النهي في قوله : لا تقتلوا أولادكم سرا في حديث أسماء للتنزيه ، ويحمل قوله : لقد هممت أن أنهى في حديث جدامة على التحريم فلا منافاة ، وقال السندي : حديث أسماء يحتمل أنه قال على زعم العرب قبل حديث جدامة ثم علم أنه لا يضر فأذن به كما في رواية جدامة وهذا بعيد ; لأن مفاد حديث جدامة أنه أراد النهي ولم ينه ، وحديث أسماء فيه نهي فكيف يكون حديث أسماء قبل حديث جدامة ، وأيضا لو كان على زعم العرب لما استحسن القسم بالله كما عند ابن ماجه ، فالأقرب أنه صلى الله عليه وسلم نهى عنه بعد حديث جدامة حيث حقق أنه لا يضر إلا أن الضرر قد يخفى إلى الكبر ، انتهى .

                                                                                                          [ ص: 209 ] قوله : ( حدثنا إسحاق بن عيسى ) بن نجيح البغدادي أبو يعقوب بن الطباع سكن أذنة ، صدوق من التاسعة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) وأخرجه مالك وأحمد وغيرهما كما تقدم .




                                                                                                          الخدمات العلمية