nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29029إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم لما جرى ذكر الكافرين وجرى ذكر حدود الله وكان في
المدينة منافقون من المشركين نقل الكلام إلى تهديدهم وإيقاظ المسلمين للاحتراز منهم .
والمحادة : المشاقة والمعاداة ، وقد أوثر هذا الفعل هنا لوقوع الكلام عقب ذكر حدود الله ، فإن المحادة مشتقة من الحد لأن كل واحد من المتعاديين كأنه في حد مخالف لحد الآخر ، مثل ما قيل أن العداوة مشتقة من عدوة الوادي لأن كلا من المتعاديين يشبه من هو من الآخر في عدوة أخرى .
وقيل : اشتقت المشاقة من الشقة لأن كلا من المتخالفين كأنه في شقة غير شقة الآخر .
والمراد بهم
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30565الذين يحادون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرسل بدين الله فمحادته محادة لله .
والكبت : الخزي والإذلال ، وفعل كبتوا مستعمل في الوعيد أي سيكبتون ، فعبر عنه بالمضي تنبيها على تحقيق وقوعه لصدوره عمن لا خلاف في خبره مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله ولأنه مؤيد بتنظيره بما وقع لأمثالهم . وقرينة ذلك تأكيد الخبر بـ " إن " لأن الكلام لو كان إخبارا عن كبت وقع لم يكن ثم مقتضى لتأكيد الخبر إذ لا ينازع أحد فيما وقع ، ويزيد ذلك وضوحا قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5كما كبت الذين من قبلهم يعني الذين حادوا الله في غزوة
الخندق . وتقدم ذكرها في سورة الأحزاب . وما كان من المنافقين فيها فالمراد بصلة " من قبلهم " من كان من قبلهم من أهل النفاق وهم يعرفونهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29029إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ لَمَّا جَرَى ذِكْرُ الْكَافِرِينَ وَجَرَى ذِكْرُ حُدُودِ اللَّهِ وَكَانَ فِي
الْمَدِينَةِ مُنَافِقُونَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ نَقَلَ الْكَلَامَ إِلَى تَهْدِيدِهِمْ وَإِيقَاظِ الْمُسْلِمِينَ لِلِاحْتِرَازِ مِنْهُمْ .
وَالْمُحَادَّةُ : الْمَشَاقَّةُ وَالْمُعَادَاةُ ، وَقَدْ أُوثِرَ هَذَا الْفِعْلُ هُنَا لِوُقُوعِ الْكَلَامِ عَقِبَ ذِكْرِ حُدُودِ اللَّهِ ، فَإِنَّ الْمُحَادَّةَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْحَدِّ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَعَادِيَيْنِ كَأَنَّهُ فِي حَدٍّ مُخَالِفٍ لِحَدِّ الْآخَرِ ، مِثْلَ مَا قِيلَ أَنَّ الْعَدَاوَةَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ عُدْوَةِ الْوَادِي لِأَنَّ كُلًّا مِنَ الْمُتَعَادِيَيْنِ يُشْبِهُ مَنْ هُوَ مِنَ الْآخَرِ فِي عُدْوَةٍ أُخْرَى .
وَقِيلَ : اشْتُقَّتِ الْمُشَاقَّةُ مِنَ الشُّقَّةِ لِأَنَّ كُلًّا مِنَ الْمُتَخَالِفَيْنِ كَأَنَّهُ فِي شُقَّةٍ غَيْرِ شُقَّةِ الْآخَرِ .
وَالْمُرَادُ بِهِمُ
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30565الَّذِينَ يُحَادُّونَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُرْسَلَ بِدِينِ اللَّهِ فَمُحَادَّتُهُ مُحَادَّةٌ لِلَّهِ .
وَالْكَبْتُ : الْخِزْيُ وَالْإِذْلَالُ ، وَفِعْلُ كُبِتُوا مُسْتَعْمَلٌ فِي الْوَعِيدِ أَيْ سَيُكْبَتُونَ ، فَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْمُضِيِّ تَنْبِيهًا عَلَى تَحْقِيقِ وُقُوعِهِ لِصُدُورِهِ عَمَّنْ لَا خِلَافَ فِي خَبَرِهِ مِثْلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ وَلِأَنَّهُ مُؤَيَّدٌ بِتَنْظِيرِهِ بِمَا وَقَعَ لِأَمْثَالِهِمْ . وَقَرِينَةُ ذَلِكَ تَأْكِيدُ الْخَبَرِ بِـ " إِنَّ " لِأَنَّ الْكَلَامَ لَوْ كَانَ إِخْبَارًا عَنْ كَبْتٍ وَقَعَ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ مُقْتَضَى لِتَأْكِيدِ الْخَبَرِ إِذْ لَا يُنَازِعُ أَحَدٌ فِيمَا وَقَعَ ، وَيَزِيدُ ذَلِكَ وُضُوحًا قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يَعْنِي الَّذِينَ حَادُّوا اللَّهَ فِي غَزْوَةِ
الْخَنْدَقِ . وَتَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ . وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فِيهَا فَالْمُرَادُ بِصِلَةِ " مِنْ قَبْلِهِمْ " مَنْ كَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ وَهُمْ يَعْرِفُونَهُمْ .