الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن

                                                                                                          2140 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء قال أبو عيسى وفي الباب عن النواس بن سمعان وأم سلمة وعبد الله بن عمرو وعائشة وهذا حديث حسن وهكذا روى غير واحد عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس وروى بعضهم عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث أبي سفيان عن أنس أصح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ) من الإكثار ( أن يقول ) أي هذا القول ( يا مقلب القلوب ) أي مصرفها تارة إلى الطاعة وتارة إلى المعصية وتارة إلى الحضرة وتارة إلى الغفلة ( ثبت قلبي على دينك ) أي اجعله ثابتا على دينك غير مائل عن الدين القويم والصراط المستقيم ( فقلت يا نبي الله آمنا بك ) أي بنبوتك ورسالتك ( وبما جئت به ) من الكتاب والسنة ( فهل تخاف علينا ) يعني أن قولك هذا ليس لنفسك لأنك في عصمة من الخطأ والزلة ، خصوصا من تقلب القلب عن الدين والملة ، وإنما المراد تعليم الأمة ، فهل تخاف علينا من زوال نعمة الإيمان أو الانتقال من الكمال إلى النقصان ( قال نعم ) يعني أخاف عليكم ( يقلبها ) أي القلوب ( كيف يشاء ) مفعول مطلق ، أي تقليبا يريده أو حال من الضمير المنصوب أي يقلبها على أي صفة شاءها ( وفي الباب عن النواس بن سمعان وأم سلمة وعائشة وأبي ذر ) أما حديث النواس بن سمعان بكسر السين وفتحها وسكون الميم فأخرجه أحمد ، وأما حديث أم سلمة فأخرجه أيضا أحمد .

                                                                                                          وأما حديث عائشة فلينظر من أخرجه ، وأما حديث أبي ذر فأخرجه ابن جرير .

                                                                                                          [ ص: 292 ] قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه ابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية