nindex.php?page=treesubj&link=19881_28639_28752_30530_31788_31942_32024_33385_34182_34189_34513_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وقال رجل مؤمن من آل فرعون قيل كان قبطيا ابن عم
فرعون وكان يجري مجرى ولي العهد ومجرى صاحب الشرطة ، وقيل : كان إسرائيليا ، وقيل : كان غريبا ليس من الفئتين ، ووصفه على هذين القولين بكونه من آل
فرعون باعتبار دخوله في زمرتهم وإظهار أنه على دينهم وملتهم تقية وخوفا ، ويقال نحو هذا في الإضافة في مؤمن آل
فرعون الواقع في عدة أخبار ، وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28من آل فرعون على القولين متعلق بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28يكتم إيمانه والتقديم للتخصيص أي رجل مؤمن يكتم إيمانه من آل
فرعون دون
موسى عليه السلام ومن اتبعه ، ولا بأس على هذا في الوقت على مؤمن . واعترض بأن كتم يتعدى بنفسه دون من فيقال : كتمت فلانا كذا دون كتمت من فلان قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42ولا يكتمون الله حديثا [النساء : 42] وقال الشاعر :
كتمتك ليلا بالجمومين ساهرا وهمين هما مستكنا وظاهرا أحاديث نفس تشتكي ما يريبها
وورد هموم لن يجدن مصادرا
وأراد على ما في البحر كتمتك أحاديث نفس وهمين ، وفيه أنه صرح بعض اللغويين بتعديه بمن أيضا قال
[ ص: 64 ] في المصباح كتم من باب قتل يتعدى إلى مفعولين ويجوز زيادة من في المفعول الأول فيقال : كتمت من زيد الحديث كما يقال : بعته الدار وبعتها منه . نعم تعلقه بذلك خلاف الظاهر بل الظاهر تعلقه بمحذوف وقع صفة ثانية لرجل ، والظاهر على هذا كونه من آل
فرعون حقيقة وفي كلامه المحكي عنه بعد ما هو ظاهر في ذلك واسمه قيل :
شمعان بشين معجمة ، وقيل :
خربيل بخاء معجمة مكسورة وراء مهملة ساكنة ، وقيل :
حزبيل بحاء مهملة وزاي معجمة ، وقيل :
حبيب .
وقرأ
عيسى وعبد الوارث وعبيد بن عقيل وحمزة بن القاسم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو «رجل » بسكون الجيم وهي لغة
تميم ونجد nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أتقتلون رجلا أي أتقصدون قتله فهو مجاز ذكر فيه المسبب وأريد السبب ، وكون الإنكار لا يقتضي الوقوع لا يصححه من غير تجوز
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أن يقول ربي الله أي لأن يقول ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وقد جاءكم بالبينات الشاهدة على صدقه من المعجزات ، والاستدلالات الكثيرة وجمع المؤنث السالم وإن شاع أنه للقلة لكنه إذا دخلت عليه أل يفيد الكثرة بمعونة المقام . والجملة حالية من الفاعل أو المفعول ، وهذا إنكار من ذلك الرجل عظيم وتبكيت لهم شديد كأنه قال : أترتكبون الفعلة الشنعاء التي هي قتل نفس محرمة وما لكم عليه في ارتكابها إلا كلمة الحق التي نطق بها وهي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28ربي الله مع أنه قد جاءكم بالبينات
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28من ربكم أي من عند من نسب إليه الربوبية وهو ربكم لا ربه وحده ، وهذا استدراج إلى الاعتراف وفي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أن يقول ربي الله - إلى -
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28من ربكم نكتة جليلة وهي أن من يقول ربي الله أو فلان لا يقتضي أن يقابل بالقتل كما لا تقابلون بالقتل إذا قلتم : ربنا
فرعون كيف وقد جعل ربه من هو ربكم فكان عليكم بأن تعزروه وتوقروه لا أن تخذلوه وتقتلوه ، وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري كون ( أن يقول ) على تقدير مضاف أي وقت أن يقول فحذف الظرف فانتصب المضاف إليه على الظرفية لقيامه مقامه ، والمعنى أتقتلونه ساعة سمعتم منه هذا القول من غير روية ولا فكر في أمره ، ورده
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأن القائم مقام الظرف لا يكون إلا المصدر الصريح كجئت صياح الديك أو ما كان بما الدوامية دون الغير الصريح كجئت أن صاح أو أن يصيح الديك ، وفيه إن
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني كالزمخشري صرح بالجواز وكل إمام . ثم إن الرجل احتاط لنفسه خشية أن يعرف اللعين حقيقة أمره فيبطش به فتلطف في الاحتجاج فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وإن يك كاذبا فعليه كذبه لا يتخطاه وبال كذبه فيحتاج في دفعه إلى قتله
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم فلا أقل من أن يصيبكم بعض الذي يعدكم به أو يعدكموه ، وفيه مبالغة في التحذير فإنه إذا حذرهم من إصابة البعض أفاد أنه مهلك مخوف فما بال الكل وإظهار للإنصاف وعدم التعصب ولذا قدم احتمال كونه كاذبا ، وقيل : المراد يصبكم ما يعدكم من عذاب الدنيا وهو بعض مواعيده كأنه خوفهم بما هو أظهر احتمالا عندهم ، وقيل : بعض بمعنى كل وأنشدوا لذلك قول
عمرو القطامي :
قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل
وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج إلى أن ( بعض ) فيه على ظاهره ، والمراد إلزام الحجة وإبانة فضل المتأني على المستعجل بما لا يقدر الخصم أن يدفعه فالبيت كالآية على الوجه الأول ، وأنشدوا لمجيء بعض بمعنى كل قول الشاعر :
إن الأمور إذا الأحداث دبرها دون الشيوخ ترى في بعضها خللا
[ ص: 65 ] ولا يتعين فيه ذلك كما لا يخفى ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة أنه فسر البعض بالكل أيضا وأنشد قول
لبيد :
تراك أمكنة إذا لم أرضها أو يرتبط بعض النفوس حمامها
حمل البيت على معنى لا أزال أنتقل في البلاد إلى أن لا يبقى أحد أقصده من العباد ، والمحققون على أن البعض فيه على ظاهره والمراد به نفسه ، والمعنى لا أزال أترك ما لم أرضه من الأمكنة إلا أن أموت ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري :
إن صحت الرواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة في ذلك فقد حق فيه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15141المازني في مسألة العلقى كان أجفى من أن يفقه ما أقول له ، وفيه مبالغة في الرد
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب احتجاج آخر ذو وجهين . أحدهما أنه لو كان مسرفا كذابا لما هداه الله تعالى إلى البينات ولما عضده بتلك المعجزات . وثانيهما إن كان كذلك خذله الله تعالى وأهلكه فلا حاجة لكم إلى قتله ، ولعله أراد به المعنى الأول وأوهمهم أنه أراد الثاني لتلين شكيمتهم وعرض
لفرعون بأنه مسرف أي في القتل والفساد كذاب في ادعاء الربوبية لا يهديه الله تعالى سبيل الصواب ومنهاج النجاة ، فالجملة مستأنفة متعلقة معنى بالشرطية الأولى أو بالثانية أو بهما
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28639_28752_30530_31788_31942_32024_33385_34182_34189_34513_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ قِيلَ كَانَ قِبْطِيًّا ابْنَ عَمِّ
فِرْعَوْنَ وَكَانَ يَجْرِي مَجْرَى وَلِيِّ الْعَهْدِ وَمَجْرَى صَاحِبِ الشُّرْطَةِ ، وَقِيلَ : كَانَ إِسْرَائِيلِيًّا ، وَقِيلَ : كَانَ غَرِيبًا لَيْسَ مِنَ الْفِئَتَيْنِ ، وَوَصْفُهُ عَلَى هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ بِكَوْنِهِ مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ بِاعْتِبَارِ دُخُولِهِ فِي زُمْرَتِهِمْ وَإِظْهَارِ أَنَّهُ عَلَى دِينِهِمْ وَمِلَّتِهِمْ تَقِيَّةً وَخَوْفًا ، وَيُقَالُ نَحْوُ هَذَا فِي الْإِضَافَةِ فِي مُؤْمِنِ آلِ
فِرْعَوْنَ الْوَاقِعِ فِي عِدَّةِ أَخْبَارٍ ، وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28يَكْتُمُ إِيمَانَهُ وَالتَّقْدِيمُ لِلتَّخْصِيصِ أَيْ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ دُونَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنِ اتَّبَعَهُ ، وَلَا بَأْسَ عَلَى هَذَا فِي الْوَقْتِ عَلَى مُؤْمِنٍ . وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ كَتْمَ يَتَعَدَّى بِنَفَسِهِ دُونَ مِنْ فَيُقَالُ : كَتَمْتُ فُلَانَا كَذَا دُونَ كَتَمْتُ مِنْ فُلَانٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النِّسَاءَ : 42] وَقَالَ الشَّاعِرُ :
كَتَمْتُكَ لَيْلًا بِالْجَمُومِينَ سَاهِرَا وَهَمَّيْنِ هَمًّا مُسْتَكِنًّا وَظَاهِرَا أَحَادِيثَ نَفْسٍ تَشْتَكِي مَا يُرِيبُهَا
وَوَرْدُ هُمُومٍ لَنْ يَجِدْنَ مَصَادِرَا
وَأَرَادَ عَلَى مَا فِي الْبَحْرِ كَتَمْتُكَ أَحَادِيثَ نَفْسٍ وَهَمَّيْنِ ، وَفِيهِ أَنَّهُ صَرَّحَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ بِتَعَدِّيهِ بِمِنْ أَيْضًا قَالَ
[ ص: 64 ] فِي الْمِصْبَاحِ كَتَمَ مِنْ بَابِ قَتَلَ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ وَيَجُوزُ زِيَادَةُ مِنْ فِي الْمَفْعُولِ الْأَوَّلِ فَيُقَالُ : كَتَمْتُ مِنْ زَيْدٍ الْحَدِيثَ كَمَا يُقَالُ : بِعْتُهُ الدَّارَ وَبِعْتُهَا مِنْهُ . نَعَمْ تَعَلُّقُهُ بِذَلِكَ خِلَافُ الظَّاهِرِ بَلِ الظَّاهِرُ تَعَلُّقُهُ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ صِفَةً ثَانِيَةً لِرَجُلٍ ، وَالظَّاهِرُ عَلَى هَذَا كَوْنُهُ مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ حَقِيقَةً وَفِي كَلَامِهِ الْمَحْكِيِّ عَنْهُ بَعْدَ مَا هُوَ ظَاهِرٌ فِي ذَلِكَ وَاسْمُهُ قِيلَ :
شَمْعَانُ بِشِينٍ مُعْجَمَةٍ ، وَقِيلَ :
خِرْبِيلُ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ وَرَاءٍ مُهْمَلَةٍ سَاكِنَةٍ ، وَقِيلَ :
حِزْبِيلُ بِحَاءٍ مُهْمَلَةٍ وَزَايٍ مُعْجَمَةٍ ، وَقِيلَ :
حَبِيبٌ .
وَقَرَأَ
عِيسَى وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَعُبَيْدُ بْنُ عَقِيلٍ وَحَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرٍو «رَجْلٌ » بِسُكُونِ الْجِيمِ وَهِيَ لُغَةُ
تَمِيمٍ وَنَجْدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَيْ أَتَقْصُدُونَ قَتْلَهُ فَهُوَ مَجَازٌ ذُكِرَ فِيهِ الْمُسَبَّبُ وَأُرِيدَ السَّبَبُ ، وَكَوْنُ الْإِنْكَارِ لَا يَقْتَضِي الْوُقُوعَ لَا يُصَحِّحُهُ مِنْ غَيْرِ تَجَوُّزٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ أَيْ لِأَنْ يَقُولَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ الشَّاهِدَةَ عَلَى صِدْقِهِ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ ، وَالِاسْتِدْلَالَاتِ الْكَثِيرَةِ وَجَمْعُ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ وَإِنْ شَاعَ أَنَّهُ لِلْقِلَّةِ لَكِنَّهُ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ أَلْ يُفِيدُ الْكَثْرَةَ بِمَعُونَةِ الْمَقَامِ . وَالْجُمْلَةُ حَالِيَّةٌ مِنَ الْفَاعِلِ أَوِ الْمَفْعُولِ ، وَهَذَا إِنْكَارٌ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ عَظِيمٌ وَتَبْكِيتٌ لَهُمْ شَدِيدٌ كَأَنَّهُ قَالَ : أَتَرْتَكِبُونَ الْفِعْلَةَ الشَّنْعَاءَ الَّتِي هِيَ قَتْلُ نَفْسٍ مُحَرَّمَةٍ وَمَا لَكُمْ عَلَيْهِ فِي ارْتِكَابِهَا إِلَّا كَلِمَةُ الْحَقِّ الَّتِي نَطَقَ بِهَا وَهِيَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28رَبِّيَ اللَّهُ مَعَ أَنَّهُ قَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28مِنْ رَبِّكُمْ أَيْ مِنْ عِنْدِ مَنْ نُسِبَ إِلَيْهِ الرُّبُوبِيَّةُ وَهُوَ رَبُّكُمْ لَا رَبُّهُ وَحْدَهُ ، وَهَذَا اسْتِدْرَاجٌ إِلَى الِاعْتِرَافِ وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ - إِلَى -
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28مِنْ رَبِّكُمْ نُكْتَةٌ جَلِيلَةٌ وَهِيَ أَنَّ مَنْ يَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ أَوْ فُلَانٌ لَا يَقْتَضِي أَنْ يُقَابَلَ بِالْقَتْلِ كَمَا لَا تُقَابَلُونَ بِالْقَتْلِ إِذَا قُلْتُمْ : رَبُّنَا
فِرْعَوْنُ كَيْفَ وَقَدْ جَعَلَ رَبَّهُ مَنْ هُوَ رَبُّكُمْ فَكَانَ عَلَيْكُمْ بِأَنْ تُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ لَا أَنْ تَخْذُلُوهُ وَتَقْتُلُوهُ ، وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ كَوْنَ ( أَنْ يَقُولَ ) عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ أَيْ وَقْتَ أَنْ يَقُولَ فَحُذِفَ الظَّرْفُ فَانْتَصَبَ الْمُضَافُ إِلَيْهِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ لِقِيَامِهِ مَقَامَهُ ، وَالْمَعْنَى أَتَقْتُلُونَهُ سَاعَةَ سَمِعْتُمْ مِنْهُ هَذَا الْقَوْلَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا فِكْرٍ فِي أَمْرِهِ ، وَرَدَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ بِأَنَّ الْقَائِمَ مَقَامَ الظَّرْفِ لَا يَكُونُ إِلَّا الْمَصْدَرَ الصَّرِيحَ كَجِئْتُ صِيَاحَ الدِّيكِ أَوْ مَا كَانَ بِمَا الدَّوَامِيَّةِ دُونَ الْغَيْرِ الصَّرِيحِ كِجِئْتُ أَنْ صَاحَ أَوْ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ ، وَفِيهِ إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنَ جِنِّيٍّ كَالزَّمَخْشَرِيِّ صَرَّحَ بِالْجَوَازِ وَكُلٌّ إِمَامٌ . ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ احْتَاطَ لِنَفْسِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْرِفَ اللَّعِينُ حَقِيقَةَ أَمْرِهِ فَيَبْطِشَ بِهِ فَتَلَطَّفَ فِي الِاحْتِجَاجِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ لَا يَتَخَطَّاهُ وَبَالُ كَذِبِهِ فَيَحْتَاجُ فِي دَفْعِهِ إِلَى قَتْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ فَلَا أَقَلَّ مِنْ أَنْ يُصِيبَكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ بِهِ أَوْ يَعِدِكُمُوهُ ، وَفِيهِ مُبَالَغَةٌ فِي التَّحْذِيرِ فَإِنَّهُ إِذَا حَذَّرَهُمْ مِنْ إِصَابَةِ الْبَعْضِ أَفَادَ أَنَّهُ مَهْلَكٌ مَخُوفٌ فَمَا بَالُ الْكُلِّ وَإِظْهَارٌ لِلْإِنْصَافِ وَعَدَمِ التَّعَصُّبِ وَلِذَا قَدَّمَ احْتِمَالَ كَوْنِهِ كَاذِبًا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ يُصِبْكُمْ مَا يَعِدُكُمْ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا وَهُوَ بَعْضُ مَوَاعِيدِهِ كَأَنَّهُ خَوَّفَهُمْ بِمَا هُوَ أَظْهَرُ احْتِمَالًا عِنْدَهُمْ ، وَقِيلَ : بَعْضٌ بِمَعْنَى كُلٍّ وَأَنْشَدُوا لِذَلِكَ قَوْلَ
عَمْرٍو الْقَطَامِيِّ :
قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ
وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ إِلَى أَنَّ ( بَعْضُ ) فِيهِ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَالْمُرَادُ إِلْزَامُ الْحُجَّةِ وَإِبَانَةُ فَضْلِ الْمُتَأَنِّي عَلَى الْمُسْتَعْجِلِ بِمَا لَا يَقْدِرُ الْخَصْمُ أَنْ يَدْفَعَهُ فَالْبَيْتُ كَالْآيَةِ عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ ، وَأَنْشَدُوا لِمَجِيءِ بَعْضٍ بِمَعْنَى كُلٍّ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
إِنَّ الْأُمُورَ إِذَا الْأَحْدَاثُ دَبَّرَهَا دُونَ الشُّيُوخِ تَرَى فِي بَعْضِهَا خَلَلَا
[ ص: 65 ] وَلَا يَتَعَيَّنُ فِيهِ ذَلِكَ كَمَا لَا يَخْفَى ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ فَسَّرَ الْبَعْضَ بِالْكُلِّ أَيْضًا وَأَنْشَدَ قَوْلَ
لَبِيدٍ :
تَرَّاكُ أَمْكِنَةٍ إِذَا لَمْ أَرْضَهَا أَوْ يَرْتَبِطُ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَا
حُمِلَ الْبَيْتُ عَلَى مَعْنَى لَا أَزَالُ أَنْتَقِلُ فِي الْبِلَادِ إِلَى أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ أَقْصِدُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَالْمُحَقِّقُونَ عَلَى أَنَّ الْبَعْضَ فِيهِ عَلَى ظَاهِرِهِ وَالْمُرَادُ بِهِ نَفْسُهُ ، وَالْمَعْنَى لَا أَزَالُ أَتْرُكُ مَا لَمْ أَرْضَهُ مِنَ الْأَمْكِنَةِ إِلَّا أَنْ أَمُوتَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ :
إِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبِي عُبَيْدَةَ فِي ذَلِكَ فَقَدْ حَقَّ فِيهِ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15141الْمَازِنِي فِي مَسْأَلَةِ الْعِلْقَى كَانَ أَجْفَى مِنْ أَنْ يَفْقَهَ مَا أَقُولُ لَهُ ، وَفِيهِ مُبَالَغَةٌ فِي الرَّدِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=28إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ احْتِجَاجٌ آخَرُ ذُو وَجْهَيْنِ . أَحَدُهُمَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْرِفًا كَذَّابًا لَمَا هَدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الْبَيِّنَاتِ وَلَمَا عَضَّدَهُ بِتِلْكَ الْمُعْجِزَاتِ . وَثَانِيهِمَا إِنْ كَانَ كَذَلِكَ خَذَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَأَهْلَكَهُ فَلَا حَاجَةَ لَكُمْ إِلَى قَتْلِهِ ، وَلَعَلَّهُ أَرَادَ بِهِ الْمَعْنَى الْأَوَّلَ وَأَوْهَمَهُمْ أَنَّهُ أَرَادَ الثَّانِيَ لِتَلِينَ شَكِيمَتُهُمْ وَعَرَّضَ
لِفِرْعَوْنَ بِأَنَّهُ مُسْرِفٌ أَيْ فِي الْقَتْلِ وَالْفَسَادِ كَذَّابٌ فِي ادِّعَاءِ الرُّبُوبِيَّةِ لَا يَهْدِيهِ اللَّهُ تَعَالَى سَبِيلَ الصَّوَابِ وَمِنْهَاجَ النَّجَاةِ ، فَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ مُتَعَلِّقَةٌ مَعْنَى بِالشَّرْطِيَّةِ الْأُولَى أَوْ بِالثَّانِيَةِ أَوْ بِهِمَا