ولما كان ذلك عجبا لأن البينات تمنع من الكفر، فكان تقديرا لمن ينكر الإرسال على هذه الصفة: فلقد أرسلناهم كذلك، وكان
موسى عليه السلام من أجل المرسلين آيات، عطف على ذلك تسلية ونذارة لمن أدبر، وإشارة لمن استبصر قوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28752_31942_32417_34274_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23ولقد ولفت القول إلى مظهر العظمة كما في الآيات التي أظهرها بحضرة هذا
[ ص: 48 ] الملك المتعاظم من الهول والعظم الذي تصاغرت به نفسه وتحاقرت عنده همته وانطمس حسه، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23أرسلنا أي على ما لنا من العظمة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23موسى بآياتنا أي الدالة على جلالنا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23وسلطان أي أمر قاهر عظيم جدا، لا حيلة لهم في مدافعة شيء منه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23مبين أي بين في نفسه مناد لكل من يمكن إطلاعه عليه أنه ظاهر جدا، وذلك الأمر هو الذي كان يمنع
فرعون من الوصول إلى أذاه مع ما له من القوة والسلطان
وَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ عَجَبًا لِأَنَّ الْبَيِّنَاتِ تَمْنَعُ مِنَ الْكُفْرِ، فَكَانَ تَقْدِيرًا لِمَنْ يُنْكِرُ الْإِرْسَالَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ: فَلَقَدْ أَرْسَلْنَاهُمْ كَذَلِكَ، وَكَانَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَجْلِ الْمُرْسَلِينَ آيَاتٍ، عَطَفَ عَلَى ذَلِكَ تَسْلِيَةً وَنِذَارَةً لِمَنْ أَدْبَرَ، وَإِشَارَةً لِمَنِ اسْتَبْصَرَ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28752_31942_32417_34274_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23وَلَقَدْ وَلَفَتَ الْقَوْلَ إِلَى مَظْهَرِ الْعَظَمَةِ كَمَا فِي الْآيَاتِ الَّتِي أَظْهَرَهَا بِحَضْرَةِ هَذَا
[ ص: 48 ] الْمَلِكِ الْمُتَعَاظِمِ مِنَ الْهَوْلِ وَالْعِظَمِ الَّذِي تَصَاغَرَتْ بِهِ نَفْسُهُ وَتَحَاقَرَتْ عِنْدَهُ هِمَّتُهُ وَانْطَمَسَ حِسُّهُ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23أَرْسَلْنَا أَيْ عَلَى مَا لَنَا مِنَ الْعَظَمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23مُوسَى بِآيَاتِنَا أَيِ الدَّالَّةِ عَلَى جَلَالِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23وَسُلْطَانٍ أَيْ أَمْرٍ قَاهِرٍ عَظِيمٍ جِدًّا، لَا حِيلَةَ لَهُمْ فِي مُدَافَعَةِ شَيْءٍ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=23مُبِينٍ أَيْ بَيِّنٍ فِي نَفْسِهِ مُنَادٍ لِكُلٍّ مَنْ يُمْكِنُ إِطْلَاعُهُ عَلَيْهِ أَنَّهُ ظَاهِرٌ جِدًّا، وَذَلِكَ الْأَمْرُ هُوَ الَّذِي كَانَ يَمْنَعُ
فِرْعَوْنَ مِنَ الْوُصُولِ إِلَى أَذَاهُ مَعَ مَا لَهُ مِنَ الْقُوَّةِ وَالسُّلْطَانِ