الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
414 - أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان بنسا ، وأحمد بن علي بن المثنى بالموصل ، nindex.php?page=showalam&ids=11996والفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة ، واللفظ nindex.php?page=showalam&ids=14113للحسن ، قالوا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16459عبد الله بن محمد بن أسماء ابن أخي جويرية بن أسماء قال : حدثنا عمي nindex.php?page=showalam&ids=15662جويرية بن أسماء عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، أخبره أن nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، أخبره nindex.php?page=hadith&LINKID=656328nindex.php?page=treesubj&link=10314_10315_10340_10379_10394_18500_28913_29638_30718_30902_30963_31131_31156_31190_31226_31251_31259_31453_31994_32106_33473_33697_7644أنه كان يقرئ nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف ، في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، قال : فلم أر رجلا يجد من الأقشعريرة ما يجد عبد الرحمن عند القراءة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فجئت ألتمس عبد الرحمن يوما ، فلم أجده ، فانتظرته في بيته حتى رجع من عند nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فلما رجع ، قال لي : لو رأيت رجلا آنفا ، قال nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر كذا وكذا ، وهو يومئذ بمنى ، في آخر حجة حجها nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، فذكر [ ص: 153 ] عبد الرحمن nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : أن رجلا أتى إلى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فأخبره أن رجلا قال : والله لو مات nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لقد بايعت فلانا ، قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حين بلغه ذلك : إني لقائم - إن شاء الله - العشية في الناس ، فمحذرهم هؤلاء الذين يغتصبون الأمة أمرهم .
فقال عبد الرحمن : فقلت يا أمير المؤمنين ، لا تفعل ذلك يومك هذا ، فإن الموسم يجمع رعاع الناس ، وغوغاءهم ، وإنهم هم الذين يغلبون على مجلسك ، فأخشى إن قلت فيهم اليوم مقالا أن يطيروا بها ، ولا يعوها ، ولا يضعوها على مواضعها ، أمهل حتى تقدم المدينة ، فإنها دار الهجرة والسنة ، وتخلص لعلماء الناس وأشرافهم ، فتقول ما قلت متمكنا ، فيعوا مقالتك ، ويضعوها على مواضعها .
قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : والله لئن قدمت المدينة صالحا ، لأكلمن بها الناس في أول مقام أقومه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فلما قدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ، وجاء يوم الجمعة ، هجرت صكة الأعمى لما أخبرني عبد الرحمن ، فوجدت nindex.php?page=showalam&ids=85سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير ، فجلس إلى ركن جانب المنبر الأيمن ، فجلست إلى جنبه تمس [ ص: 154 ] ركبتي ركبته ، فلم ينشب nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أن خرج ، فأقبل يؤم المنبر ، فقلت nindex.php?page=showalam&ids=85لسعيد بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر مقبل : والله ليقولن أمير المؤمنين على هذا المنبر اليوم مقالة لم يقلها أحد قبله ، فأنكر ذلك nindex.php?page=showalam&ids=85سعيد بن زيد وقال : ما عسى أن يقول ما لم يقله أحد قبله ؟
فلما جلس على المنبر ، أذن المؤذن ، فلما أن سكت ، قام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها ، فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعيها ، فلا أحل له أن يكذب علي : إن الله جل وعلا ، بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم ، فقرأناها ، وعقلناها ، ووعيناها ، ورجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا ، بعده ، وأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة ، أو كان الحبل ، أو الاعتراف .
ثم إنا قد كنا نقرأ أن لا ترغبوا عن آبائكم ، فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم .
ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا تطروني كما أطري ابن مريم ، فإنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله .
ثم إنه بلغني أن فلانا منكم يقول : والله لو قد مات nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [ ص: 155 ] لقد بايعت فلانا . فلا يغرن امرأ أن يقول : إن بيعة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر كانت فلتة فتمت ، فإنها قد كانت كذلك ، إلا أن الله وقى شرها ، وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثلnindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، وإنه كان من خيرنا حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير ، ومن معهما تخلفوا عنا ، وتخلفت الأنصار عنا بأسرها ، واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة واجتمع المهاجرون ، إلى nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، فبينا نحن في منزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ رجل ينادي من وراء الجدار : اخرج إلي يا nindex.php?page=showalam&ids=2ابن الخطاب ، فقلت : إليك عني فإنا مشاغيل عنك ، فقال : إنه قد حدث أمر لا بد منك فيه ، إن الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، فأدركوهم قبل أن يحدثوا أمرا ، فيكون بينكم وبينهم فيه حرب ، فقلت nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نؤمهم ، فلقينا nindex.php?page=showalam&ids=5أبو عبيدة بن الجراح ، فأخذ nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر بيده ، فمشى بيني وبينه ، حتى إذا دنونا منهم لقينا رجلان صالحان فذكرا الذي صنع القوم ، وقالا : أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟
فقلت : نريد إخواننا من هؤلاء الأنصار ، قالا : لا عليكم أن لا تقربوهم يا معشر المهاجرين ، اقضوا أمركم . فقلت : والله لنأتينهم ، فانطلقنا حتى أتيناهم ، فإذا هم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا بين أظهرهم رجل مزمل ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة ، [ ص: 156 ] قلت : فما له ؟ قالوا : هو وجع ، فلما جلسنا ، تكلم خطيب الأنصار ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فنحن أنصار الله ، وكتيبة الإسلام ، وأنتم يا معشر المهاجرين ، رهط منا ، وقد دفت دافة من قومكم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : وإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ويحطوا بنا منه ، قال : " فلما قضى مقالته ، أردت أن أتكلم ، وكنت قد زورت مقالة أعجبتني ، أريد أن أقوم بها بين يدي nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، وكنت أداري من nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر بعض الحدة ، فلما أردت أن أتكلم . قال nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر : على رسلك ، فكرهت أن أغضبه ، فتكلم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، وهو كان أحلم مني وأوقر ، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا تكلم بمثلها أو أفضل في بديهته حتى سكت ، فتشهد nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، وأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، أيها الأنصار ، فما ذكرتم فيكم من خير ، فأنتم أهله ، ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، فأخذ بيدي وبيد nindex.php?page=showalam&ids=5أبي عبيدة بن الجراح فلم أكره من مقالته غيرها ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم ، أحب إلي من أن [ ص: 157 ] أؤمر على قوم فيهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، إلا أن تغير نفسي عند الموت ، فلما قضى nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر مقالته ، قال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات ، حتى أشفقت الاختلاف ، قلت : ابسط يدك يا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر ، فبسط nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر يده ، فبايعه وبايعه المهاجرون والأنصار ، ونزونا على nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة ، فقال قائل من الأنصار : قتلتم سعدا ، قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : فقلت وأنا مغضب : قتل الله سعدا فإنه صاحب فتنة وشر ، وإنا والله ما رأينا فيما حضر من أمرنا أمرا أقوى من بيعة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، فخشينا إن فارقنا القوم قبل أن تكون بيعة ، أن يحدثوا بعدنا بيعة ، فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم ، فيكون فسادا ، فلا يغترن امرؤ أن يقول : إن بيعة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر كانت فلتة فتمت ، فقد كانت فلتة ، ولكن الله وقى شرها ، ألا وإنه ليس فيكم اليوم مثل nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، أن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير أخبره أن الرجلين الأنصاريين اللذين لقيا المهاجرين هما : عويم بن ساعدة ، ومعن بن عدي ، وزعم nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري سمع nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن [ ص: 158 ] المسيب يزعم أن الذي قال يومئذ : أنا جذيلها المحكك ، رجل من بني سلمة ، يقال له : حباب بن المنذر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم - رضي الله عنه - : قول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : إن بيعة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر كانت فلتة ، ولكن الله وقى شرها ، يريد أن بيعة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر كان ابتداؤها من غير ملأ ، والشيء الذي يكون عن غير ملأ ، يقال له : الفلتة ، وقد يتوقع فيما لا يجتمع عليه الملأ الشر ، فقال : وقى الله شرها ، يريد الشر المتوقع في الفلتات ، لا أن بيعة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر كان فيها شر .