الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                4184 ( أنبأ ) أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ، ثنا أبو داود ، ثنا مسدد ، ثنا عبد الوارث ، عن أبي التياح ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، فنزل في علو المدينة في حي يقال لهم : بنو عمرو بن عوف ، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ، ثم أرسل إلى بني النجار ، فجاءوا متقلدين بسيوفهم . قال أنس : فكأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وأبو بكر ردفه ، وملأ بني النجار حوله حتى ألقي بفناء أبي أيوب ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي حيث أدركته الصلاة ، ويصلي في مرابض الغنم ، وإنه أمر ببناء المسجد ، فأرسل إلى بني النجار : " ثامنوني بحائطكم هذا " . فقالوا : والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله . قال أنس : فكان فيه ما أقول لكم ، كانت فيه قبور المشركين ، وكانت فيه خرب ، وكان فيه نخل ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبور المشركين فنبشت ، وبالخرب فسويت ، وبالنخل فقطع فصفوا النخل قبلة المسجد ، وجعلوا عضادتيه حجارة ، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي - صلى الله عليه وسلم - معهم ويقولون : اللهم لا خير إلا خير الآخره فانصر الأنصار والمهاجره .

                                                                                                                                                ( وأنبأ ) أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، حدثنا محمد بن نصر الإمام وإبراهيم بن علي قالا : ثنا يحيى بن يحيى ، أنبأ عبد الوارث بن سعيد فذكره بنحوه . رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية