الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 93 ] ذكر البيان بأن زوج بريرة كان عبدا لا حرا ، وأن الأسود واهم في قوله : كان حرا

                                                                                                                          4272 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال : أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كاتبت بريرة على نفسها بتسعة أواق ، في كل سنة أوقية ، فأتت عائشة تستعينها ، فقالت : لا ، إلا أن يشاؤوا أن أعدها لهم عدة واحدة ، ويكون الولاء لي ، فذهبت بريرة ، فكلمت بذلك أهلها فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء لهم ، فجاءت إلى عائشة وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، فقالت لها ما قال أهلها ، فقالت : لاها الله إذا إلا أن يكون الولاء لي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا ؟ فقلت : يا رسول الله ، إن بريرة أتتني تستعينني على كتابتها ، فقلت : لا إلا أن يشاؤوا أن أعدها لهم عدة واحدة ، ويكون الولاء لي ، فذكرت ذلك لأهلها ، فأبوا عليها ، إلا أن يكون الولاء لهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابتاعيها واشترطي لهم الولاء وأعتقيها ، فإن الولاء لمن أعتق . ثم قام صلى الله عليه وسلم فخطب الناس ، فحمد الله وأثنى [ ص: 94 ] عليه ، ثم قال : ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ؟ يقولون : أعتق يا فلان والولاء لي ، كتاب الله أحق ، وشرط الله أوثق ، كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ، وإن كان مائة شرط ، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها ، وكان عبدا فاختارت نفسها . قال عروة : فلو كان حرا ما خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجها .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية