nindex.php?page=treesubj&link=28328_29785_30235_34086_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وكيف تكفرون أي على أي حال يقع منكم الكفر
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وأنتم تتلى عليكم آيات الله الدالة على توحيده ونبوة نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وفيكم رسوله يعني
محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم يعلمكم الكتاب والحكمة ويزكيكم بتحقيق الحق وإزاحة الشبه ، والجملة وقعت حالا من ضمير المخاطبين في ( تكفرون ) والمراد استبعاد أن يقع منهم الكفر وعندهم ما يأباه .
وقيل : المراد التعجيب أي لا ينبغي لكم أن تكفروا في سائر الأحوال لا سيما في هذه الحال التي فيها الكفر أفظع منه في غيرها ؛ وليس المراد إنكار الواقع كما في
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا الآية ، وقيل : المراد بكفرهم فعلهم أفعال الكفرة كدعوى الجاهلية ، فلا مانع من أن يكون الاستفهام لإنكار الواقع ، والأول أولى ، وفي الآية تأييس لليهود مما راموه ، والأكثرون على تخصيص هذا الخطاب بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو
الأوس والخزرج منهم ، ومنهم من جعله عاما لسائر المؤمنين وجميع الأمة ، وعليه معنى كونه صلى الله تعالى عليه وسلم فيهم ، إن آثاره وشواهد نبوته فيهم ؛ لأنها باقية حتى يأتي أمر الله ، ولم يسند سبحانه التلاوة إلى رسوله عليه الصلاة والسلام إشارة إلى استقلال كل من الأمرين في الباب ، وإيذانا بأن التلاوة كافية في الغرض من أي تال كانت .
[ ص: 17 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101ومن يعتصم بالله إما أن يقدر مضاف أي ومن يعتصم بدين الله ، والاعتصام بمعنى التمسك استعارة تبعية ، وإما أن لا يقدر فيجعل الاعتصام بالله استعارة للالتجاء إليه سبحانه ، قال
الطيبي : وعلى الأول تكون الجملة معطوفة على
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وأنتم تتلى عليكم أي كيف تكفرون ، أي والحال أن القرآن يتلى عليكم وأنتم عالمون بحال المعتصم به جل شأنه ، وعلى الثاني تكون تذييلا لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=100يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا إلخ ؛ لأن مضمونه أنكم إنما تطيعونهم لما تخافون من شرورهم ومكايدهم فلا تخافوهم والتجئوا إلى الله تعالى في دفع شرورهم ولا تطيعوهم ، أما علمتم أن من التجأ إلى الله تعالى كفاه شر ما يخافه فعلى الأول جيء بهذه الجملة لإنكار الكفر مع هذا الصارف القوي المفهوم من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وأنتم تتلى عليكم إلخ ، وعلى الثاني للحث على الالتجاء ، ويحتمل على الأول التذييل ، وعلى الثاني الحال أيضا فافهم ، و ( من ) شرطية ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101فقد هدي إلى صراط مستقيم ( 101 ) جواب الشرط ، ولكونه ماضيا مع قد أفاد الكلام تحقق الهدى حتى كأنه قد حصل ، قيل : والتنوين للتفخيم ، ووصف الصراط بالاستقامة للتصريح بالرد على الذين يبغون له عوجا ، والصراط المستقيم وإن كان هو الدين الحق في الحقيقة ، والاهتداء إليه هو الاعتصام به بعينه ، لكن لما اختلف الاعتباران وكان العنوان الأخير مما يتنافس فيه المتنافسون أبرز في معرض الجواب للحث والترغيب على طريقة قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز انتهى .
وأنت تعلم أن هذا على ما فيه إنما يحتاج إليه على تقدير أن يكون
nindex.php?page=treesubj&link=28328المراد من الاعتصام بالله الإيمان به سبحانه والتمسك بدينه كما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، وأما إذا كان المراد منه الثقة بالله تعالى والتوكل عليه والالتجاء إليه كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية فيبعد الاحتياج ، وعلى هذا يكون المراد من الاهتداء إلى الصراط المستقيم النجاة والظفر بالمخرج ، فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال : أوحى الله تعالى
داود عليه السلام : ما من عبد يعتصم بي من دون خلقي وتكيده السموات والأرض إلا جعلت له من ذلك مخرجا ، وما من عبد يعتصم بمخلوق من دوني إلا قطعت أسباب السماء بين يديه ، وأسخت الأرض من تحت قدميه .
nindex.php?page=treesubj&link=28328_29785_30235_34086_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ أَيْ عَلَى أَيِّ حَالٍ يَقَعُ مِنْكُمُ الْكُفْرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ الدَّالَّةُ عَلَى تَوْحِيدِهِ وَنُبُوَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وَفِيكُمْ رَسُولُهُ يَعْنِي
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْلِمُكُمُ الْكِتَاب وَالْحِكْمَة وَيُزَكِّيكُمْ بِتَحْقِيقِ الْحَقِّ وَإِزَاحَةِ الشُّبَهِ ، وَالْجُمْلَةُ وَقَعَتْ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ الْمُخَاطَبِينَ فِي ( تَكْفُرُونَ ) وَالْمُرَادُ اسْتِبْعَادُ أَنْ يَقَعَ مِنْهُمُ الْكُفْرُ وَعِنْدَهُمْ مَا يَأْبَاهُ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ التَّعْجِيبُ أَيْ لَا يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَكْفُرُوا فِي سَائِرِ الْأَحْوَالِ لَا سِيَّمَا فِي هَذِهِ الْحَالِ الَّتِي فِيهَا الْكُفْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ فِي غَيْرِهَا ؛ وَلَيْسَ الْمُرَادُ إِنْكَارَ الْوَاقِعِ كَمَا فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا الْآيَةَ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِكُفْرِهِمْ فِعْلُهُمْ أَفْعَالَ الْكَفَرَةِ كَدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يَكُونَ الِاسْتِفْهَامُ لِإِنْكَارِ الْوَاقِعِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَفِي الْآيَةِ تَأْيِيسٌ لِلْيَهُودِ مِمَّا رَامُوهُ ، وَالْأَكْثَرُونَ عَلَى تَخْصِيصِ هَذَا الْخِطَابِ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوِ
الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ مِنْهُمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ عَامًا لِسَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ وَجَمِيعِ الْأُمَّةِ ، وَعَلَيْهِ مَعْنَى كَوْنِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ ، إِنَّ آثَارَهُ وَشَوَاهِدَ نُبُوَّتِهِ فِيهِمْ ؛ لِأَنَّهَا بَاقِيَةٌ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ، وَلَمْ يُسْنِدْ سُبْحَانَهُ التِّلَاوَةَ إِلَى رَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِشَارَةً إِلَى اسْتِقْلَالِ كُلٍّ مِنَ الْأَمْرَيْنِ فِي الْبَابِ ، وَإِيذَانًا بِأَنَّ التِّلَاوَةَ كَافِيَةٌ فِي الْغَرَضِ مِنْ أَيِّ تَالٍ كَانَتْ .
[ ص: 17 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ إِمَّا أَنْ يُقَدَّرَ مُضَافٌ أَيْ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِدِينِ اللَّهِ ، وَالِاعْتِصَامُ بِمَعْنَى التَّمَسُّكِ اسْتِعَارَةٌ تَبَعِيَّةٌ ، وَإِمَّا أَنْ لَا يُقَدَّرَ فَيُجْعَلُ الِاعْتِصَامُ بِاللَّهِ اسْتِعَارَةً لِلِالْتِجَاءِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ ، قَالَ
الطِّيبِيُّ : وَعَلَى الْأَوَّلِ تَكُونُ الْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةً عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ أَيْ كَيْفَ تَكْفُرُونَ ، أَيْ وَالْحَالُ أَنَّ الْقُرْآنَ يُتْلَى عَلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ عَالِمُونَ بِحَالِ الْمُعْتَصَمِ بِهِ جَلَّ شَأْنُهُ ، وَعَلَى الثَّانِي تَكُونُ تَذْيِيلًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=100يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا إِلَخْ ؛ لِأَنَّ مَضْمُونَهُ أَنَّكُمْ إِنَّمَا تُطِيعُونَهُمْ لِمَا تَخَافُونَ مِنْ شُرُورِهِمْ وَمَكَايِدِهِمْ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَالْتَجِئُوا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي دَفْعِ شُرُورِهِمْ وَلَا تُطِيعُوهُمْ ، أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ مَنِ الْتَجَأَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى كَفَاهُ شَرَّ مَا يَخَافُهُ فَعَلَى الْأَوَّلِ جِيءَ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ لِإِنْكَارِ الْكُفْرِ مَعَ هَذَا الصَّارِفِ الْقَوِيِّ الْمَفْهُومِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ إِلَخْ ، وَعَلَى الثَّانِي لِلْحَثِّ عَلَى الِالْتِجَاءِ ، وَيُحْتَمَلُ عَلَى الْأَوَّلِ التَّذْيِيلُ ، وَعَلَى الثَّانِي الْحَالُ أَيْضًا فَافْهَمْ ، وَ ( مَنْ ) شَرْطِيَّةٌ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 101 ) جَوَابُ الشَّرْطِ ، وَلِكَوْنِهِ مَاضِيًا مَعَ قَدْ أَفَادَ الْكَلَامُ تَحَقُّقَ الْهُدَى حَتَّى كَأَنَّهُ قَدْ حَصَلَ ، قِيلَ : وَالتَّنْوِينُ لِلتَّفْخِيمِ ، وَوَصْفُ الصِّرَاطِ بِالِاسْتِقَامَةِ لِلتَّصْرِيحِ بِالرَّدِّ عَلَى الَّذِينَ يَبْغُونَ لَهُ عِوَجًا ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَإِنْ كَانَ هُوَ الدِّينَ الْحَقَّ فِي الْحَقِيقَةِ ، وَالِاهْتِدَاءُ إِلَيْهِ هُوَ الِاعْتِصَامُ بِهِ بِعَيْنِهِ ، لَكِنْ لَمَّا اخْتَلَفَ الِاعْتِبَارَانِ وَكَانَ الْعُنْوَانُ الْأَخِيرُ مِمَّا يَتَنَافَسُ فِيهِ الْمُتَنَافِسُونَ أُبْرِزَ فِي مَعْرِضِ الْجَوَابِ لِلْحَثِّ وَالتَّرْغِيبِ عَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ انْتَهَى .
وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا عَلَى مَا فِيهِ إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=treesubj&link=28328الْمُرَادُ مِنَ الِاعْتِصَامِ بِاللَّهِ الْإِيمَانَ بِهِ سُبْحَانَهُ وَالتَّمَسُّكَ بِدِينِهِ كَمَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَأَمَّا إِذَا كَانَ الْمُرَادُ مِنْهُ الثِّقَةَ بِاللَّهِ تَعَالَى وَالتَّوَكُّلَ عَلَيْهِ وَالِالْتِجَاءَ إِلَيْهِ كَمَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبِي الْعَالِيَةِ فَيَبْعُدُ الِاحْتِيَاجُ ، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْمُرَادُ مَنَ الِاهْتِدَاءِ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ النَّجَاةَ وَالظَّفَرَ بِالْمَخْرَجِ ، فَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14155الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى
دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْتَصِمُ بِي مِنْ دُونِ خَلْقِي وَتَكِيدُهُ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ مَخْرَجًا ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَعْتَصِمُ بِمَخْلُوقٍ مِنْ دُونِي إِلَّا قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَأَسَخْتُ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ .