nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29083_28861قل هو الله أحد
افتتاح هذه السورة بالأمر بالقول لإظهار العناية بما بعد فعل القول كما علمت ذلك عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قل يا أيها الكافرون .
ولذلك الأمر في هذه السورة فائدة أخرى ، وهي أنها نزلت على سبب قول المشركين : انسب لنا ربك ، فكانت جوابا عن سؤالهم فلذلك قيل له ( قل ) كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85قل الروح من أمر ربي فكان للأمر بفعل ( قل ) فائدتان .
وضمير ( هو ) ضمير الشأن لإفادة الاهتمام بالجملة التي بعده ، وإذا سمعه الذين سألوا تطلعوا إلى ما بعده .
ويجوز أن يكون ( هو ) أيضا عائدا إلى الرب في سؤال المشركين حين قالوا : انسب لنا ربك .
ومن العلماء من عد ضمير ( هو ) في هذه السورة اسما من أسماء الله الحسنى ، وهي طريقة صوفية درج عليها
nindex.php?page=showalam&ids=16785فخر الدين الرازي في شرح الأسماء الحسنى نقله
[ ص: 613 ] nindex.php?page=showalam&ids=14120ابن عرفة عنه في تفسيره ، وذكر
الفخر ذلك في مفاتيح الغيب ، ولا بد من المزج بين كلاميه .
وحاصلهما
nindex.php?page=treesubj&link=29083_28723قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد فيها ثلاثة أسماء لله تعالى تنبيها على ثلاثة مقامات .
الأول : مقام السابقين المقربين الناظرين إلى حقائق الأشياء من حيث هي هي ، فلا جرم ما رأوا موجودا سوى الله ; لأنه هو الذي لأجله يجب وجوده فما سوى الله عندهم معدوم ، فقوله ( هو ) إشارة مطلقة . ولما كان المشار إليه معينا انصرف ذلك المطلق إلى ذلك المعين فكان قوله ( هو ) إشارة من هؤلاء المقربين إلى الله فلم يفتقروا في تلك الإشارة إلى مميز ، فكانت لفظة ( هو ) كافية في حصول العرفان التام لهؤلاء . المقام الثاني مقام أصحاب اليمين المقتصدين فهم شاهدوا الحق موجودا وشاهدوا الممكنات موجودة فحصلت كثرة في الموجودات فلم تكن لفظة ( هو ) تامة الإفادة في حقهم فافتقروا معها إلى مميز فقيل لأجلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1هو الله .
والمقام الثالث مقام أصحاب الشمال وهم الذين يجوزون تعدد الآلهة فقرن لفظ ( أحد ) بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1هو الله إبطالا لمقالتهم اهـ .
فاسمه تعالى العلم ابتدئ به قبل إجراء الأخبار عليه ليكون ذلك طريق استحضار صفاته كلها عند التخاطب بين المسلمين وعد المحاجة بينهم وبين المشركين ، فإن هذا الاسم معروف عند جميع العرب ، فمسماه لا نزاع في وجوده ، ولكنهم كانوا يصفونه بصفات تنزه عنها .
أما ( أحد ) فاسم بمعنى ( واحد ) . وأصل همزته الواو ، فيقال : وحد كما يقال أحد ، قلبت الواو همزة على غير قياس لأنها مفتوحة ( بخلاف قلب واو وجوه ) ومعناه منفرد ، قال
النابغة :
كأن رحلي وقد زال النهار بنا بذي الجليل على مستأنس وحد
أي : كأني وضعت الرجل على ثور وحش أحس بإنسي وهو منفرد عن قطيعه .
وهو صفة مشبهة مثل حسن ، يقال : وحد مثل كرم ، ووحد مثل فرح .
[ ص: 614 ] وصيغة الصفة المشبهة تفيد تمكن الوصف في موصوفها بأنه ذاتي له ، فلذلك أوثر ( أحد ) هنا على ( واحد ) ; لأن ( واحدا ) اسم فاعل لا يفيد التمكن . فـ ( واحد ) و ( أحد ) وصفان مصوغان بالتصريف لمادة متحدة وهي مادة الوحدة يعني : التفرد .
هذا هو أصل إطلاقه وتفرعت عنه إطلاقات صارت حقائق للفظ ( أحد ) ، أشهرها أنه يستعمل اسما بمعنى إنسان في خصوص النفي نحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لا نفرق بين أحد من رسله في البقرة ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38ولا أشرك بربي أحدا في الكهف وكذلك إطلاقه على العدد في الحساب نحو : أحد عشر ، وأحد وعشرين ، ومؤنثه إحدى ، ومن العلماء من خلط بين ( واحد ) وبين ( أحد ) فوقع في ارتباك .
فوصف الله بأنه أحد معناه : أنه منفرد بالحقيقة التي لوحظت في اسمه العلم وهي الإلهية المعروفة ، فإذا قيل
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1الله أحد فالمراد أنه منفرد بالإلهية . وإذا قيل الله واحد ، فالمراد أنه واحد لا متعدد فمن دونه ليس بإله . ومآل الوصفين إلى معنى نفي الشريك له تعالى في إلهيته .
فلما أريد في صدر البعثة إثبات الوحدة الكاملة لله تعليما للناس كلهم وإبطالا لعقيدة الشرك وصف الله في هذه السورة بـ ( أحد ) ولم يوصف بـ ( واحد ) ; لأن الصفة المشبهة نهاية ما يمكن به تقريب معنى وحدة الله تعالى إلى عقول أهل اللسان العربي المبين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13251ابن سينا في تفسير له لهذه السورة : إن ( أحدا ) دال على أنه تعالى واحد من جميع الوجوه وأنه لا كثرة هناك أصلا ، لا كثرة معنوية وهي كثرة المقومات والأجناس والفصول ، ولا كثرة حسية وهي كثرة الأجزاء الخارجية المتمايزة عقلا كما في المادة والصورة ، والكثرة الحسية بالقوة أو بالفعل كما في الجسم ، وذلك متضمن لكونه سبحانه منزها عن الجنس والفصل ، والمادة والصورة ، والأعراض والأبعاض ، والأعضاء والأشكال ، والألوان ، وسائر ما يثلم الوحدة الكاملة والبساطة الحقة اللائقة بكرم وجهه عز وجل على أن يشبهه شيء أو يساويه سبحانه شيء . وتبيينه : أما الواحد فمقول على ما تحته بالتشكيك ، والذي لا ينقسم بوجهه أصلا أولى بالواحدية مما ينقسم من بعض الوجوه ، والذي لا ينقسم
[ ص: 615 ] انقساما عقليا أولى بالواحدية من الذي ينقسم انقساما بالحس بالقوة ثم بالفعل ، فأحد جامع للدلالة على الواحدية من جميع الوجوه وأنه لا كثرة في موصوفه اهـ .
قلت : قد فهم المسلمون هذا ، فقد روي أن
بلالا كان إذا عذب على الإسلام يقول : أحد أحد . وكان شعار المسلمين يوم
بدر : أحد أحد .
والذي درج عليه أكثر الباحثين في أسماء الله تعالى أن ( أحدا ) ليس ملحقا بالأسماء الحسنى ; لأنه لم يرد ذكره في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند
الترمذي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002932إن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة . وعدها ولم يذكر فيها وصف أحد ، وذكر وصف واحد ، وعلى ذلك درج إمام الحرمين في كتاب الإرشاد وكتاب اللمع
nindex.php?page=showalam&ids=14847والغزالي في شرح الأسماء الحسنى .
وقال
الفهري في شرحه على لمع الأدلة لإمام الحرمين عند ذكر اسمه تعالى ( الواحد ) . وقد ورد في بعض الروايات الأحد فلم يجمع بين الاسمين في اسم .
ودرج
ابن برجان الإشبيلي في شرح الأسماء والشيخ
محمد بن محمد الكومي ( بالميم ) التونسي ،
ولطف الله الأرضرومي في معارج النور ، على عد أحد في عداد الأسماء الحسنى مع اسمه الواحد فقالا : الواحد الأحد بحيث هو كالتأكيد له كما يقتضيه عدهم الأسماء تسعة وتسعين ، وهذا بناء على أن حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة لم يقتض حصر
nindex.php?page=treesubj&link=29447الأسماء الحسنى في التسعة والتسعين ، وإنما هو لبيان فضيلة تلك الأسماء المعدودة فيه .
والمعنى أن الله منفرد بالإلهية لا يشاركه فيها شيء من الموجودات ، وهذا إبطال للشرك الذي يدين به أهل الشرك ، وللتثليث الذي أحدثه النصارى الملكانية وللثانوية عند
المجوس ، وللعد الذي لا يحصى عند البراهمة .
فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1الله أحد نظير قوله في الآية الأخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إنما الله إله واحد وهذا هو المعنى الذي يدركه المخاطبون في هذه الآية السائلون عن نسبة الله ، أي : حقيقته ،
[ ص: 616 ] فابتدئ لهم بأنه واحد ليعلموا أن الأصنام ليست من الإلهية في شيء .
ثم إن الأحدية تقتضي الوجود لا محالة فبطل قول المعطلة والدهريين .
وقد
nindex.php?page=treesubj&link=28707اصطلح علماء الكلام من أهل السنة على استخراج الصفات السلبية الربانية من معنى الأحدية ; لأنه إذا كان منفردا بالإلهية كان مستغنيا عن المخصص بالإيجاب ; لأنه لو افتقر إلى من يوجده لكان من يوجده إلها أول منه ; فلذلك كان وجود الله قديما غير مسبوق بعدم ولا محتاج إلى مخصص بالوجود بدلا عن العدم ، وكان مستعينا على الإمداد بالوجود فكان باقيا ، وكان غنيا عن غيره ، وكان مخالفا للحوادث وإلا لاحتاج مثلها إلى المخصص فكان وصفه تعالى بـ ( أحد ) جامعا للصفات السلبية . ومثل ذلك يقال في مرادفه وهو وصف واحد .
واصطلحوا على أن أحدية الله أحدية واجبة كاملة ، فالله تعالى واحد من جميع الوجوه ، وعلى كل التقادير فليس لكنه الله كثرة أصلا لا كثرة معنوية وهي تعدد المقومات من الأجناس والفصول التي تتقوم منها المواهي ، ولا كثرة الأجزاء في الخارج التي تتقوم منها الأجسام . فأفاد وصف ( أحد ) أنه منزه عن الجنس والفصل والمادة والصورة ، والأعراض والأبعاض ، والأعضاء والأشكال والألوان وسائر ما ينافي الوحدة الكاملة كما أشار إليه
nindex.php?page=showalam&ids=13251ابن سينا .
قال في الكشاف : وفي قراءة النبيء - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1الله أحد بغير قل هو اهـ ولعله أخذه مما روى أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002933من قرأ ( الله أحد ) كان بعدل ثلث القرآن كما ذكره بأثر قراءة
أبي بدون ( قل ) مما تأوله
الطيبي ، إذ قال وهذا استشهاد على هذه القراءة .
وعندي إن صح ما روي من القراءة أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - لم يقصد بها التلاوة ، وإنما قصد الامتثال لما أمر بأن يقول ، وهذا كما كان يكثر أن يقول ( سبحان ربي العظيم وبحمده اللهم اغفر لي ) يتأول قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فسبح بحمد ربك واستغفره .
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29083_28861قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
افْتِتَاحُ هَذِهِ السُّورَةِ بِالْأَمْرِ بِالْقَوْلِ لِإِظْهَارِ الْعِنَايَةِ بِمَا بَعْدَ فِعْلِ الْقَوْلِ كَمَا عَلِمْتَ ذَلِكَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ .
وَلِذَلِكَ الْأَمْرِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ فَائِدَةٌ أُخْرَى ، وَهِيَ أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى سَبَبِ قَوْلِ الْمُشْرِكِينَ : انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ ، فَكَانَتْ جَوَابًا عَنْ سُؤَالِهِمْ فَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُ ( قُلْ ) كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي فَكَانَ لِلْأَمْرِ بِفِعْلِ ( قُلْ ) فَائِدَتَانِ .
وَضَمِيرُ ( هُوَ ) ضَمِيرُ الشَّأْنِ لِإِفَادَةِ الِاهْتِمَامِ بِالْجُمْلَةِ الَّتِي بَعْدَهُ ، وَإِذَا سَمِعَهُ الَّذِينَ سَأَلُوا تَطَلَّعُوا إِلَى مَا بَعْدَهُ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( هُوَ ) أَيْضًا عَائِدًا إِلَى الرَّبِّ فِي سُؤَالِ الْمُشْرِكِينَ حِينَ قَالُوا : انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ .
وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ عَدَّ ضَمِيرَ ( هُوَ ) فِي هَذِهِ السُّورَةِ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى ، وَهِيَ طَرِيقَةٌ صُوفِيَّةٌ دَرَجَ عَلَيْهَا
nindex.php?page=showalam&ids=16785فَخْرُ الدِّينِ الرَّازِيُّ فِي شَرْحِ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى نَقَلَهُ
[ ص: 613 ] nindex.php?page=showalam&ids=14120ابْنُ عَرَفَةَ عَنْهُ فِي تَفْسِيرِهِ ، وَذَكَرَ
الْفَخْرُ ذَلِكَ فِي مَفَاتِيحِ الْغَيْبِ ، وَلَا بُدَّ مِنَ الْمَزْجِ بَيْنَ كَلَامَيْهِ .
وَحَاصِلُهُمَا
nindex.php?page=treesubj&link=29083_28723قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِيهَا ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ لِلَّهِ تَعَالَى تَنْبِيهًا عَلَى ثَلَاثَةِ مَقَامَاتٍ .
الْأَوَّلُ : مَقَامُ السَّابِقَيْنِ الْمُقَرَّبِينَ النَّاظِرِينَ إِلَى حَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ مِنْ حَيْثُ هِيَ هِيَ ، فَلَا جَرَمَ مَا رَأَوْا مَوْجُودًا سِوَى اللَّهِ ; لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي لِأَجْلِهِ يَجِبُ وُجُودُهُ فَمَا سِوَى اللَّهِ عِنْدَهُمْ مَعْدُومٌ ، فَقَوْلُهُ ( هُوَ ) إِشَارَةٌ مُطْلَقَةٌ . وَلَمَّا كَانَ الْمُشَارُ إِلَيْهِ مُعَيَّنًا انْصَرَفَ ذَلِكَ الْمُطْلَقُ إِلَى ذَلِكَ الْمُعَيَّنِ فَكَانَ قَوْلُهُ ( هُوَ ) إِشَارَةً مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُقَرَّبِينَ إِلَى اللَّهِ فَلَمْ يَفْتَقِرُوا فِي تِلْكَ الْإِشَارَةِ إِلَى مُمَيِّزٍ ، فَكَانَتْ لَفْظَةُ ( هُوَ ) كَافِيَةً فِي حُصُولِ الْعِرْفَانِ التَّامِّ لِهَؤُلَاءِ . الْمَقَامُ الثَّانِي مَقَامُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ الْمُقْتَصِدِينَ فَهُمْ شَاهَدُوا الْحَقَّ مَوْجُودًا وَشَاهَدُوا الْمُمْكَنَاتِ مَوْجُودَةً فَحَصَلَتْ كَثْرَةٌ فِي الْمَوْجُودَاتِ فَلَمْ تَكُنْ لَفْظَةُ ( هُوَ ) تَامَّةَ الْإِفَادَةِ فِي حَقِّهِمْ فَافْتَقَرُوا مَعَهَا إِلَى مُمَيِّزٍ فَقِيلَ لِأَجْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1هُوَ اللَّهُ .
وَالْمَقَامُ الثَّالِثُ مَقَامُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ وَهُمُ الَّذِينَ يُجَوِّزُونَ تَعَدُّدَ الْآلِهَةِ فَقُرِنَ لَفْظُ ( أَحَدٍ ) بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1هُوَ اللَّهُ إِبْطَالًا لِمَقَالَتِهِمْ اهـ .
فَاسْمُهُ تَعَالَى الْعَلَمُ ابْتُدِئَ بِهِ قَبْلَ إِجْرَاءِ الْأَخْبَارِ عَلَيْهِ لِيُكَوَنَ ذَلِكَ طَرِيقَ اسْتِحْضَارِ صِفَاتِهِ كُلِّهَا عِنْدَ التَّخَاطُبِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَعَدِّ الْمُحَاجَّةِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَإِنَّ هَذَا الِاسْمَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ جَمِيعِ الْعَرَبِ ، فَمُسَمَّاهُ لَا نِزَاعَ فِي وُجُودِهِ ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا يَصِفُونَهُ بِصِفَاتٍ تَنَزَّهَ عَنْهَا .
أَمَّا ( أَحَدٌ ) فَاسْمٌ بِمَعْنَى ( وَاحِدٍ ) . وَأَصْلُ هَمْزَتِهِ الْوَاوُ ، فَيُقَالُ : وَحَدٌ كَمَا يُقَالُ أَحَدٌ ، قُلِبَتِ الْوَاوُ هَمْزَةً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لِأَنَّهَا مَفْتُوحَةٌ ( بِخِلَافِ قَلْبِ وَاوِ وُجُوهٍ ) وَمَعْنَاهُ مُنْفَرِدٌ ، قَالَ
النَّابِغَةُ :
كَأَنَّ رَحْلِي وَقَدْ زَالَ النَّهَارُ بِنَا بِذِي الْجَلِيلِ عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ
أَيْ : كَأَنِّي وَضَعْتُ الرِّجْلَ عَلَى ثَوْرِ وَحْشٍ أَحَسَّ بِإِنْسِيٍّ وَهُوَ مُنْفَرِدٌ عَنْ قَطِيعِهِ .
وَهُوَ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ مِثْلَ حَسَنٍ ، يُقَالُ : وَحُدَ مِثْلَ كَرُمَ ، وَوَحِدَ مِثْلَ فَرِحَ .
[ ص: 614 ] وَصِيغَةُ الصِّفَةِ الْمُشَبَّهَةِ تُفِيدُ تَمَكُّنَ الْوَصْفِ فِي مَوْصُوفِهَا بِأَنَّهُ ذَاتِيٌّ لَهُ ، فَلِذَلِكَ أُوثِرَ ( أَحَدٌ ) هُنَا عَلَى ( وَاحِدٍ ) ; لِأَنَّ ( وَاحِدًا ) اسْمُ فَاعِلٍ لَا يُفِيدُ التَّمَكُّنَ . فَـ ( وَاحِدٌ ) وَ ( أَحَدٌ ) وَصْفَانِ مَصُوغَانِ بِالتَّصْرِيفِ لِمَادَّةٍ مُتَّحِدَةٍ وَهِيَ مَادَّةُ الْوَحْدَةِ يَعْنِي : التَّفَرُّدَ .
هَذَا هُوَ أَصْلُ إِطْلَاقِهِ وَتَفَرَّعَتْ عَنْهُ إِطْلَاقَاتٌ صَارَتْ حَقَائِقَ لِلَفْظِ ( أَحَدٍ ) ، أَشْهَرُهَا أَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ اسْمًا بِمَعْنَى إِنْسَانٍ فِي خُصُوصِ النَّفْيِ نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ فِي الْبَقَرَةِ ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا فِي الْكَهْفِ وَكَذَلِكَ إِطْلَاقُهُ عَلَى الْعَدَدِ فِي الْحِسَابِ نَحْوَ : أَحَدَ عَشَرَ ، وَأَحَدٍ وَعِشْرِينَ ، وَمُؤَنَّثُهُ إِحْدَى ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ خَلَطَ بَيْنَ ( وَاحِدٍ ) وَبَيْنَ ( أَحَدٍ ) فَوَقَعَ فِي ارْتِبَاكٍ .
فَوَصْفُ اللَّهِ بِأَنَّهُ أَحَدٌ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ مُنْفَرِدٌ بِالْحَقِيقَةِ الَّتِي لُوحِظَتْ فِي اسْمِهِ الْعَلَمِ وَهِيَ الْإِلَهِيَّةُ الْمَعْرُوفَةُ ، فَإِذَا قِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1اللَّهُ أَحَدٌ فَالْمُرَادُ أَنَّهُ مُنْفَرِدٌ بِالْإِلَهِيَّةِ . وَإِذَا قِيلَ اللَّهُ وَاحِدٌ ، فَالْمُرَادُ أَنَّهُ وَاحِدٌ لَا مُتَعَدِّدٌ فَمَنْ دُونَهُ لَيْسَ بِإِلَهٍ . وَمَآلُ الْوَصْفَيْنِ إِلَى مَعْنَى نَفْيِ الشَّرِيكِ لَهُ تَعَالَى فِي إِلَهِيَّتِهِ .
فَلَمَّا أُرِيدَ فِي صَدْرِ الْبَعْثَةِ إِثْبَاتُ الْوَحْدَةِ الْكَامِلَةِ لِلَّهِ تَعْلِيمًا لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ وَإِبْطَالًا لِعَقِيدَةِ الشِّرْكِ وُصِفَ اللَّهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ بِـ ( أَحَدٍ ) وَلَمْ يُوصَفْ بِـ ( وَاحِدٍ ) ; لِأَنَّ الصِّفَةَ الْمُشَبَّهَةَ نِهَايَةُ مَا يُمْكِنُ بِهِ تَقْرِيبُ مَعْنَى وَحْدَةِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى عُقُولِ أَهْلِ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ الْمُبِينِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13251ابْنُ سِينَا فِي تَفْسِيرٍ لَهُ لِهَذِهِ السُّورَةِ : إِنَّ ( أَحَدًا ) دَالٌّ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى وَاحِدٌ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ وَأَنَّهُ لَا كَثْرَةَ هُنَاكَ أَصْلًا ، لَا كَثْرَةً مَعْنَوِيَّةً وَهِيَ كَثْرَةُ الْمُقَوِّمَاتِ وَالْأَجْنَاسِ وَالْفُصُولِ ، وَلَا كَثْرَةً حِسِّيَّةً وَهِيَ كَثْرَةُ الْأَجْزَاءِ الْخَارِجِيَّةِ الْمُتَمَايِزَةِ عَقْلًا كَمَا فِي الْمَادَّةِ وَالصُّورَةِ ، وَالْكَثْرَةُ الْحِسِّيَّةُ بِالْقُوَّةِ أَوْ بِالْفِعْلِ كَمَا فِي الْجِسْمِ ، وَذَلِكَ مُتَضَمِّنٌ لِكَوْنِهِ سُبْحَانَهُ مُنَزَّهًا عَنِ الْجِنْسِ وَالْفَصْلِ ، وَالْمَادَّةِ وَالصُّورَةِ ، وَالْأَعْرَاضِ وَالْأَبْعَاضِ ، وَالْأَعْضَاءِ وَالْأَشْكَالِ ، وَالْأَلْوَانِ ، وَسَائِرِ مَا يَثْلَمُ الْوَحْدَةَ الْكَامِلَةَ وَالْبَسَاطَةَ الْحَقَّةَ اللَّائِقَةَ بِكَرَمِ وَجْهِهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَنْ يُشْبِهَهُ شَيْءٌ أَوْ يُسَاوِيَهُ سُبْحَانَهُ شَيْءٌ . وَتَبْيِينُهُ : أَمَّا الْوَاحِدُ فَمَقُولٌ عَلَى مَا تَحْتَهُ بِالتَّشْكِيكِ ، وَالَّذِي لَا يَنْقَسِمُ بِوَجْهِهِ أَصْلًا أَوْلَى بِالْوَاحِدِيَّةِ مِمَّا يَنْقَسِمُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ ، وَالَّذِي لَا يَنْقَسِمُ
[ ص: 615 ] انْقِسَامًا عَقْلِيًّا أَوْلَى بِالْوَاحِدِيَّةِ مِنَ الَّذِي يَنْقَسِمُ انْقِسَامًا بِالْحِسِّ بِالْقُوَّةِ ثُمَّ بِالْفِعْلِ ، فَأَحَدٌ جَامِعٌ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الْوَاحِدِيَّةِ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ وَأَنَّهُ لَا كَثْرَةَ فِي مَوْصُوفِهِ اهـ .
قُلْتُ : قَدْ فَهِمَ الْمُسْلِمُونَ هَذَا ، فَقَدَ رُوِيَ أَنَّ
بِلَالًا كَانَ إِذَا عُذِّبَ عَلَى الْإِسْلَامِ يَقُولُ : أَحَدٌ أَحَدٌ . وَكَانَ شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ
بَدْرٍ : أَحَدٌ أَحَدٌ .
وَالَّذِي دَرَجَ عَلَيْهِ أَكْثَرُ الْبَاحِثِينَ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّ ( أَحَدًا ) لَيْسَ مُلْحَقًا بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى ; لِأَنَّهُ لَمْ يَرِدْ ذِكْرُهُ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ
التِّرْمِذِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002932إِنَّ لِلَّهِ تِسْعًا وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ . وَعَدَّهَا وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهَا وَصْفَ أَحَدٍ ، وَذَكَرَ وَصْفَ وَاحِدٍ ، وَعَلَى ذَلِكَ دَرَجَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ فِي كِتَابِ الْإِرْشَادِ وَكِتَابِ اللُّمَعِ
nindex.php?page=showalam&ids=14847وَالْغَزَّالِيُّ فِي شَرْحِ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى .
وَقَالَ
الْفِهْرَيُّ فِي شَرْحِهِ عَلَى لُمَعِ الْأَدِلَّةِ لِإِمَامِ الْحَرَمَيْنِ عِنْدَ ذِكْرِ اسْمِهِ تَعَالَى ( الْوَاحِدِ ) . وَقَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ الْأَحَدُ فَلَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ الِاسْمَيْنِ فِي اسْمٍ .
وَدَرَجَ
ابْنُ بَرَّجَانَ الْإِشْبِيلِيُّ فِي شَرْحِ الْأَسْمَاءِ وَالشَّيْخُ
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُومِيُّ ( بِالْمِيمِ ) التُّونِسِيُّ ،
وَلُطْفُ اللَّهِ الْأَرْضَرُومِيُّ فِي مَعَارِجِ النُّورِ ، عَلَى عَدِّ أَحَدٍ فِي عِدَادِ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى مَعَ اسْمِهِ الْوَاحِدِ فَقَالَا : الْوَاحِدُ الْأَحَدُ بِحَيْثُ هُوَ كَالتَّأْكِيدِ لَهُ كَمَا يَقْتَضِيهِ عَدُّهُمُ الْأَسْمَاءَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ ، وَهَذَا بِنَاءً عَلَى أَنَّ حَدِيثَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ لَمْ يَقْتَضِ حَصْرَ
nindex.php?page=treesubj&link=29447الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى فِي التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ ، وَإِنَّمَا هُوَ لِبَيَانِ فَضِيلَةِ تِلْكَ الْأَسْمَاءِ الْمَعْدُودَةِ فِيهِ .
وَالْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ مُنْفَرِدٌ بِالْإِلَهِيَّةِ لَا يُشَارِكُهُ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ ، وَهَذَا إِبْطَالٌ لِلشِّرْكِ الَّذِي يَدِينُ بِهِ أَهْلُ الشِّرْكِ ، وَلِلتَّثْلِيثِ الَّذِي أَحْدَثَهُ النَّصَارَى الْمَلْكَانِيَّةُ وَلِلثَّانَوِيَّةِ عِنْدَ
الْمَجُوسِ ، وَلِلْعَدِّ الَّذِي لَا يُحْصَى عِنْدَ الْبَرَاهِمَةِ .
فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1اللَّهُ أَحَدٌ نَظِيرُ قَوْلِهِ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَهَذَا هُوَ الْمَعْنَى الَّذِي يُدْرِكُهُ الْمُخَاطَبُونَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ السَّائِلُونَ عَنْ نِسْبَةِ اللَّهِ ، أَيْ : حَقِيقَتُهُ ،
[ ص: 616 ] فَابْتُدِئَ لَهُمْ بِأَنَّهُ وَاحِدٌ لِيَعْلَمُوا أَنَّ الْأَصْنَامَ لَيْسَتْ مِنَ الْإِلَهِيَّةِ فِي شَيْءٍ .
ثُمَّ إِنَّ الْأَحَدِيَّةَ تَقْتَضِي الْوُجُودَ لَا مَحَالَةَ فَبَطَلَ قَوْلُ الْمُعَطِّلَةِ وَالدَّهْرِيِّينَ .
وَقَدِ
nindex.php?page=treesubj&link=28707اصْطَلَحَ عُلَمَاءُ الْكَلَامِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الصِّفَاتِ السَّلْبِيَّةِ الرَّبَّانِيَّةِ مِنْ مَعْنَى الْأَحَدِيَّةِ ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ مُنْفَرِدًا بِالْإِلَهِيَّةِ كَانَ مُسْتَغْنِيًا عَنِ الْمُخَصَّصِ بِالْإِيجَابِ ; لِأَنَّهُ لَوِ افْتَقَرَ إِلَى مَنْ يُوجِدُهُ لَكَانَ مَنْ يُوجِدُهُ إِلَهًا أَوَّلَ مِنْهُ ; فَلِذَلِكَ كَانَ وُجُودُ اللَّهِ قَدِيمًا غَيْرَ مَسْبُوقٍ بِعَدَمٍ وَلَا مُحْتَاجٍ إِلَى مُخَصِّصٍ بِالْوُجُودِ بَدَلًا عَنِ الْعَدَمِ ، وَكَانَ مُسْتَعِينًا عَلَى الْإِمْدَادِ بِالْوُجُودِ فَكَانِ بَاقِيًا ، وَكَانَ غَنِيًّا عَنْ غَيْرِهِ ، وَكَانَ مُخَالِفًا لِلْحَوَادِثِ وَإِلَّا لَاحْتَاجَ مِثْلَهَا إِلَى الْمُخَصِّصِ فَكَانَ وَصْفُهُ تَعَالَى بـِ ( أَحَدٍ ) جَامِعًا لِلصِّفَاتِ السَّلْبِيَّةِ . وَمِثْلُ ذَلِكَ يُقَالُ فِي مُرَادِفِهِ وَهُوَ وَصْفٌ وَاحِدٌ .
وَاصْطَلَحُوا عَلَى أَنَّ أَحَدِيَّةَ اللَّهِ أَحَدِيَّةٌ وَاجِبَةٌ كَامِلَةٌ ، فَاللَّهُ تَعَالَى وَاحِدٌ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ ، وَعَلَى كُلِّ التَّقَادِيرِ فَلَيْسَ لِكُنْهِ اللَّهِ كَثْرَةٌ أَصْلًا لَا كَثْرَةٌ مَعْنَوِيَّةٌ وَهِيَ تَعَدُّدُ الْمُقَوِّمَاتِ مِنَ الْأَجْنَاسِ وَالْفُصُولِ الَّتِي تَتَقَوَّمُ مِنْهَا الْمَوَاهِي ، وَلَا كَثْرَةُ الْأَجْزَاءِ فِي الْخَارِجِ الَّتِي تَتَقَوَّمُ مِنْهَا الْأَجْسَامُ . فَأَفَادَ وَصْفُ ( أَحَدٍ ) أَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنِ الْجِنْسِ وَالْفَصْلِ وَالْمَادَّةِ وَالصُّورَةِ ، وَالْأَعْرَاضِ وَالْأَبْعَاضِ ، وَالْأَعْضَاءِ وَالْأَشْكَالِ وَالْأَلْوَانِ وَسَائِرِ مَا يُنَافِي الْوَحْدَةَ الْكَامِلَةَ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=13251ابْنُ سِينَا .
قَالَ فِي الْكَشَّافِ : وَفِي قِرَاءَةِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1اللَّهُ أَحَدٌ بِغَيْرِ قُلْ هُوَ اهـ وَلَعَلَّهُ أَخَذَهُ مِمَّا رُوِىَ أَنَّ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002933مَنْ قَرَأَ ( اللَّهُ أَحَدٌ ) كَانَ بِعَدْلِ ثُلُثِ الْقُرْآنِ كَمَا ذَكَرَهُ بِأَثَرِ قِرَاءَةِ
أُبَيٍّ بِدُونِ ( قُلْ ) مِمَّا تَأَوَّلَهُ
الطِّيبِيُّ ، إِذْ قَالَ وَهَذَا اسْتِشْهَادٌ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ .
وَعِنْدِي إِنْ صَحَّ مَا رُوِيَ مِنَ الْقِرَاءَةِ أَنَّ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَقْصِدْ بِهَا التِّلَاوَةَ ، وَإِنَّمَا قَصَدَ الِامْتِثَالَ لِمَا أُمِرَ بِأَنْ يَقُولَ ، وَهَذَا كَمَا كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ ( سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمَ وَبِحَمْدِهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ) يَتَأَوَّلُ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ .