الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2465 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان وهو الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن الربيع بن صبيح ) بفتح المهملة السعدي البصري ، صدوق سيئ الحفظ وكان عابدا مجاهدا . قال الرامهرمزي : هو أول من صنف الكتب بالبصرة ، من السابعة ( وهو الرقاشي ) بتخفيف القاف ثم معجمة أبو عمرو البصري القاص بتشديد المهملة زاهد ضعيف ، من الخامسة .

                                                                                                          قوله : ( من كانت الآخرة ) بالرفع على أنه اسم " كانت " ( همه ) بالنصب على أنه خبر كانت أي قصده ونيته . وفي المشكاة : من كانت نيته طلب الآخرة ( جعل الله غناه في قلبه ) أي جعله قانعا بالكفاف والكفاية كي لا يتعب في طلب الزيادة ( وجمع له شمله ) أي أموره المتفرقة بأن جعله مجموع الخاطر بتهيئة أسبابه من حيث لا يشعر به ( وأتته الدنيا ) أي ما [ ص: 140 ] قدر وقسم له منها ( وهي راغمة ) أي ذليلة حقيرة تابعة له لا يحتاج في طلبها إلى سعي كثير بل تأتيه هينة لينة على رغم أنفها وأنف أربابها ( ومن كانت الدنيا همه ) وفي المشكاة : ومن كانت نيته طلب الدنيا ( جعل الله فقره بين عينيه ) أي جنس الاحتياج إلى الخلق كالأمر المحسوم منصوبا بين عينيه ( وفرق عليه شمله ) أي أموره المجتمعة .

                                                                                                          قال الطيبي : يقال جمع الله شمله أي ما تشتت من أمره . وفرق الله شمله أي ما اجتمع من أمره ، فهو من الأضداد ( ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) أي وهو راغم ، فلا يأتيه ما يطلب من الزيادة على رغم أنفه وأنف أصحابه . والحديث لم يحكم عليه الترمذي بشيء من الصحة والضعف وفي سنده يزيد الرقاشي وهو ضعيف على ما قال الحافظ .

                                                                                                          وقال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : ويزيد قد وثق ولا بأس به في المتابعات . وقال ورواه البزار ولفظه : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من كانت نيته الآخرة جعل الله تبارك وتعالى الغنى في قلبه وجمع له شمله ونزع الفقر من بين عينيه ، وأتته الدنيا وهي راغمة فلا يصبح إلا غنيا ، ولا يمسي إلا غنيا . ومن كانت نيته الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه ، فلا يصبح إلا فقيرا ولا يمسي إلا فقيرا . ورواه الطبراني انتهى كلام المنذري . وذكر لفظ الطبراني في باب الاقتصاد .




                                                                                                          الخدمات العلمية