الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2534 حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبي عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أول زمرة يدخلون الجنة يوم القيامة ضوء وجوههم على مثل ضوء القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على مثل أحسن كوكب دري في السماء لكل رجل منهم زوجتان على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من ورائها قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( إن أول زمرة ) أي جماعة وهم الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- ( على مثل ضوء القمر ليلة البدر ) أي وجوههم على مثل ضوء القمر ليلة البدر ( والزمرة الثانية ) وهم الأولياء والصلحاء على اختلاف مراتبهم في الضياء على كل زوجة سبعون حلة بضم حاء وتشديد لام ولا تطلق غالبا إلا على ثوبين ( يرى ) أي يبصر ( مخ ساقها ) أي مخ عظام ساق كل زوجة ( من ورائها ) أي من فوق حللها السبعين لكمال لطافة أعضائها [ ص: 203 ] وثيابها . قال القاري : والتوفيق بينه وبين خبر : أدنى أهل الجنة من له ثنتان وسبعون زوجة وثمانون ألف خادم ، بأن يقال يكون لكل منهم زوجتان موصوفتان بأن يرى مخ ساقها من ورائها ، وهذا لا ينافي أن يحصل لكل منهم كثير من الحور العين الغير البالغة إلى هذه الغاية كذا قيل : والأظهر أنه تكون لكل منهم زوجتان من نساء الدنيا ، وأن أدنى أهل الجنة من له ثنتان وسبعون زوجة في الجملة يعني ثنتين من نساء الدنيا وسبعين من الحور العين ، انتهى . وقال الحافظ في الفتح : قوله ولكل واحد ، منهم زوجتان أي من نساء الدنيا ، فقد روى أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا في صفة : أدنى أهل الجنة منزلة وأن لكل منهم - من الحور العين - ثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا . وفي سنده شهر بن حوشب وفيه مقال . ولأبي يعلى في حديث الصور الطويل من وجه آخر عن أبي هريرة في حديث مرفوع : فيدخل الرجل على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله وزوجتين من ولد آدم . قال والذي يظهر أن أقل ما لكل واحد منهم زوجتان ، وقد أجاب بعضهم باحتمال أن تكون التثنية نظيرا لقوله : جنتان وعينان ونحو ذلك أو المراد تثنية التكثير والتعظيم نحو لبيك وسعديك ولا يخفى ما فيه ، انتهى ملخصا .

                                                                                                          قلت : روى البخاري في صحيحه في صفة الجنة عن أبي هريرة مرفوعا : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر : الحديث وفيه : و ( لكل واحد منهم زوجتان ) .

                                                                                                          ورواه من طريق آخر وفيه ( ولكل امرئ زوجتان ) أي من نساء الدنيا ليس بصحيح فإن الروايات يفسر بعضها بعضا ، فالظاهر أن أقل ما لكل واحد منهم زوجتان كما قال الحافظ والله تعالى أعلم .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد .




                                                                                                          الخدمات العلمية