الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2547 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود أنبأنا شعبة عن أبي إسحق قال سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن عبد الله بن مسعود قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة نحوا من أربعين فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة قالوا نعم قال أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة قالوا نعم قال أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة ما أنتم في الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن عمران بن حصين وأبي سعيد الخدري

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في قبة ) وفي رواية أسند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ظهره بمنى إلى قبة من أدم ( أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ) قال ابن التين ذكره بلفظ الاستفهام لإرادة تقرير البشارة بذلك ، وذكره بالتدريج ليكون أعظم لسرورهم ( قالوا نعم ) وفي رواية لمسلم : فكبرنا في الموضعين . وفي حديث أبي سعيد عند البخاري فحمدنا الله وكبرنا ( أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ) وفي رواية البخاري : قال والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، قال الحافظ : وزاد الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في نحو حديث أبي سعيد وإني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة بل أرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة ولا تصح هذه الزيادة ؛ لأن الكلبي رواه ثم ذكر عدة روايات توافق رواية الكلبي ثم قال : فكأنه -صلى الله عليه وسلم- لما رجا رحمة ربه أن تكون أمته نصف أهل الجنة أعطاه ما ارتجاه وزاده ، وهو نحو قوله تعالى : ولسوف يعطيك ربك فترضى ، انتهى ( إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة ) وفي رواية : وسأحدثكم بقلة المسلمين في الكفار يوم القيامة . وفي رواية : ما أنتم فيما سواكم من الأمم ( ما أنتم في الشرك ) وفي رواية البخاري : في أهل الشرك ( إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة [ ص: 218 ] السوداء في جلد الثور الأحمر ) قال القاري : الظاهر أن " أو " للتخيير في التعبير وتحتمل الشك ، انتهى . قال ابن التين : أطلق الشعرة وليس المراد حقيقة الوحدة لأنه لا يكون ثور ليس في جلده غير شعرة واحدة من غير لونه ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عمران بن حصين وأبي سعيد الخدري ) أما حديث عمران بن حصين فأخرجه الترمذي في تفسير سورة الحج ، وأما حديث أبي سعيد الخدري فأخرجه الشيخان والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية