الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب منه

                                                                                                          2553 حدثنا عبد بن حميد أخبرني شبابة عن إسرائيل عن ثوير قال سمعت ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال أبو عيسى وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن إسرائيل عن ثوير عن ابن عمر مرفوعا ورواه عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا وروى عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قوله ولم يرفعه حدثنا بذلك أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر نحوه ولم يرفعه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن ثوير ) بضم المثلثة مصغرا ابن أبي فاختة ، سعيد بن علاقة الكوفي ، ضعيف رمي بالرفض من الرابعة .

                                                                                                          قوله : ( لمن ينظر إلى جنانه ) بكسر الجيم جمع جنة أي بساتينه ( وزوجاته ) أي نسائه وحوره ( ونعيمه ) أي ما يتنعم به ( وخدمه ) بفتحتين جمع خادم أي من الولدان ( وسرره ) بضمتين جمع سرير ( مسيرة ألف سنة ) أي حال كون جنانه وما عطف عليه كائنة في مسافة ألف سنة .

                                                                                                          والمعنى أن ملكه مقدار تلك المسافة ، وفي التركيب تقديم وتأخير إذ جعل الاسم وهو قوله لمن ينظر خبرا والخبر وهو أدنى منزلة اسما اعتناء بشأن المقدم ؛ لأن المطلوب بيان ثواب أهل الجنة وسعتها وأن أدناهم منزلة من يكون ملكه كذا ( وأكرمهم ) بالنصب عطفا على " أدنى " ويجوز الرفع عطفا على مجموع اسم إن وخبرها أي أكثرهم كرامة على الله وأعلاهم منزلة وأقربهم رتبة عنده سبحانه ( غدوة ) بضم الغين ( وعشية ) أي صباحا ومساء ، ولهذا وصى بالمحافظة على صلاتي طرفي النهار كما مر ( وجوه يومئذ ناضرة ) أي ناعمة غضة حسنة ، والمراد بالوجوه الذوات وخصت لشرفها ولظهور أثر النعمة عليها ( إلى ربها ناظرة ) قال الطيبي : قدم صلة ناظرة إما لرعاية الفاصلة وهي ناضرة باسرة فاقرة ; وإما لأن الناظر يستغرق عند رفع الحجاب بحيث لا [ ص: 228 ] يلتفت إلى ما سواه وحديث ابن عمر هذا أخرجه أيضا أحمد وأبو يعلى والطبراني وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي .

                                                                                                          وأخرج الترمذي هذا الحديث في تفسير سورة القيامة أيضا .

                                                                                                          قوله : ( ورواه عبد الملك ) بن سعيد بن حبان ( بن أبجر ) بالموحدة والجيم الكوفي ، ثقة عابد من السابعة ( ورواه عبيد الله ) بن عبيد الرحمن الأشجعي أبو عبد الرحمن الكوفي ثقة مأمون أثبت الناس كتابا في الثوري من كبار التاسعة .




                                                                                                          الخدمات العلمية