(
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يوم ترى ) ظرف لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=11وله أجر كريم ) أو منصوب بـ"اذكر" تعظيما لذلك اليوم .
المسألة الثانية : المراد من هذا اليوم هو يوم المحاسبة ، واختلفوا في هذا النور على وجوه :
أحدها : قال قوم : المراد نفس النور على ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
أن nindex.php?page=treesubj&link=29468_30531كل مثاب فإنه يحصل له النور على قدر عمله وثوابه في العظم والصغر " فعلى هذا مراتب الأنوار مختلفة ، فمنهم من يضيء له نور كما بين
عدن إلى
صنعاء ، ومنهم من نوره مثل الجبل ، ومنهم من لا يضيء له نور إلا موضع قدميه ، وأدناهم نورا من يكون نوره على إبهامه ينطفئ مرة ويتقد أخرى ، وهذا القول منقول عن
ابن مسعود وقتادة وغيرهما ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد :
nindex.php?page=treesubj&link=28766_29468ما من عبد إلا وينادى يوم القيامة : يا فلان ها نورك ، ويا فلان لا نور لك ، نعوذ بالله منه ، واعلم أنا بينا في سورة النور أن النور الحقيقي هو الله تعالى ، وأن نور العلم الذي هو نور البصيرة أولى بكونه نورا من نور البصر ، وإذا كان كذلك ظهر أن معرفة الله هي النور في القيامة ، فمقادير الأنوار يوم القيامة على حسب مقادير المعارف في الدنيا .
القول الثاني : أن المراد من النور ما يكون سببا للنجاة ، وإنما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12بين أيديهم وبأيمانهم ) لأن السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين ، كما أن الأشقياء يؤتونها من شمائلهم ووراء ظهورهم .
القول الثالث : المراد بهذا النور الهداية إلى الجنة ، كما يقال : ليس لهذا الأمر نور ، إذا لم يكن المقصود حاصلا ، ويقال : هذا الأمر له نور ورونق ، إذا كان المقصود حاصلا .
المسألة الثالثة : قرأ
سهل بن شعيب " وبإيمانهم " بكسر الهمزة ، والمعنى : يسعى نورهم بين أيديهم وبإيمانهم حصل ذلك السعي ، ونظيره قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذلك بما قدمت يداك ) [ الحج : 10 ] أي ذلك كائن بذلك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12يَوْمَ تَرَى ) ظَرْفٌ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=11وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) أَوْ مَنْصُوبٌ بِـ"اذْكُرْ" تَعْظِيمًا لِذَلِكَ الْيَوْمِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : الْمُرَادُ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ هُوَ يَوْمُ الْمُحَاسَبَةِ ، وَاخْتَلَفُوا فِي هَذَا النُّورِ عَلَى وُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : قَالَ قَوْمٌ : الْمُرَادُ نَفْسُ النُّورِ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=29468_30531كُلَّ مُثَابٍ فَإِنَّهُ يَحْصُلُ لَهُ النُّورُ عَلَى قَدْرِ عَمَلِهِ وَثَوَابِهِ فِي الْعِظَمِ وَالصِّغَرِ " فَعَلَى هَذَا مَرَاتِبُ الْأَنْوَارِ مُخْتَلِفَةٌ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيءُ لَهُ نُورٌ كَمَا بَيْنَ
عَدَنَ إِلَى
صَنْعَاءَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ نُورُهُ مِثْلُ الْجَبَلِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُضِيءُ لَهُ نُورٌ إِلَّا مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ ، وَأَدْنَاهُمْ نُورًا مَنْ يَكُونُ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِهِ يَنْطَفِئُ مَرَّةً وَيَتَّقِدُ أُخْرَى ، وَهَذَا الْقَوْلُ مَنْقُولٌ عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ وَقَتَادَةَ وَغَيْرِهِمَا ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ :
nindex.php?page=treesubj&link=28766_29468مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَيُنَادَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا فُلَانُ هَا نُورُكَ ، وَيَا فُلَانُ لَا نُورَ لَكَ ، نُعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ ، وَاعْلَمْ أَنَّا بَيَّنَّا فِي سُورَةِ النُّورِ أَنَّ النُّورَ الْحَقِيقِيَّ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَأَنَّ نُورَ الْعِلْمِ الَّذِي هُوَ نُورُ الْبَصِيرَةِ أَوْلَى بِكَوْنِهِ نُورًا مِنْ نُورِ الْبَصَرِ ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ ظَهَرَ أَنَّ مَعْرِفَةَ اللَّهِ هِيَ النُّورُ فِي الْقِيَامَةِ ، فَمَقَادِيرُ الْأَنْوَارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى حَسَبِ مَقَادِيرِ الْمَعَارِفِ فِي الدُّنْيَا .
الْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ النُّورِ مَا يَكُونُ سَبَبًا لِلنَّجَاةِ ، وَإِنَّمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=12بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) لِأَنَّ السُّعَدَاءَ يُؤْتَوْنَ صَحَائِفَ أَعْمَالِهِمْ مِنْ هَاتَيْنِ الْجِهَتَيْنِ ، كَمَا أَنَّ الْأَشْقِيَاءَ يُؤْتَوْنَهَا مِنْ شَمَائِلِهِمْ وَوَرَاءِ ظُهُورِهِمْ .
الْقَوْلُ الثَّالِثُ : الْمُرَادُ بِهَذَا النُّورِ الْهِدَايَةُ إِلَى الْجَنَّةِ ، كَمَا يُقَالُ : لَيْسَ لِهَذَا الْأَمْرِ نُورٌ ، إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَقْصُودُ حَاصِلًا ، وَيُقَالُ : هَذَا الْأَمْرُ لَهُ نُورٌ وَرَوْنَقٌ ، إِذَا كَانَ الْمَقْصُودُ حَاصِلًا .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَرَأَ
سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ " وَبِإِيمَانِهِمْ " بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ، وَالْمَعْنَى : يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِإِيمَانِهِمْ حَصَلَ ذَلِكَ السَّعْيُ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=10ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ) [ الْحَجِّ : 10 ] أَيْ ذَلِكَ كَائِنٌ بِذَلِكَ .