الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4989 ( 63 ) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن رجل من جهينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 134 ] خير ما أعطي المؤمن خلق حسن ، وشر ما أعطي الرجل قلب سوء في صورة حسنة .

                                                                                ( 64 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال : لما قدم معاذ إلى اليمن خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : أنا رسول رسول الله إليكم أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة ، وإنما هو الله وحده والجنة والنار ، إقامة فلا ظعن وخلود فلا موت .

                                                                                ( 65 ) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الإسلام بدأ غريبا فطوبى للغرباء ، قيل : ومن الغرباء ؟ قال : النزاع من القبائل .

                                                                                ( 66 ) حدثنا عفان قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الدين بدأ غريبا وسيعود كما كان ، فطوبى للغرباء .

                                                                                ( 67 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن إبراهيم بن المغيرة أو ابن أبي المغيرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : طوبى للغرباء ، قيل : ومن الغرباء ؟ قال : قوم يصلحون حين يفسد الناس .

                                                                                ( 68 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء .

                                                                                ( 69 ) حدثنا ابن نمير قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ويقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة .

                                                                                ( 70 ) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ما فعلت بالذهب ؟ فقلت : عندي يا رسول الله ، قال : ائتني بها ، [ ص: 135 ] فأتيته بها ، وهي ما بين الخمسة إلى التسعة فجعلها في كفه فقال بها ثم قال : ما ظن محمد بها أن لو لقي الله وهذه عنده ، أنفقيها يا عائشة .

                                                                                ( 71 ) حدثنا حسين بن علي وأبو أسامة عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن أم سلمة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه ، فظننت أن ذاك من تغير ، فقلت : يا رسول الله ، أراك ساهم الوجه ، أمن علة ؟ قال : لا ، ولكن السبعة الدنانير التي أتينا بها أمس نسيتها في خصم الفراش فبت ولم أقسمها .

                                                                                ( 72 ) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير عن عمر بن سعيد بن أبي حسين المكي قال : حدثني عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال : انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة العصر سريعا ، فتعجب الناس من سرعته ، فخرج إليهم فعرف الذي في وجوههم فقال : ذكرت تبرا في البيت عندنا فخفت أن يبيت عندنا فأمرت بقسمه .

                                                                                ( 73 ) حدثنا ابن نمير عن فضيل بن غزوان عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة فوجد على بابها سترا ، فلم يدخل قال : وقلما كان يدخل إلا بدأ بها ، فجاء علي فرآها مهمة فقال : ما لك ؟ قالت : جاء إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدخل علي ، فأتاه علي فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها فلم تدخل عليها ، فقال : وما أنا والدنيا ، أو ما أنا والرقم ، قال : فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : قل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تأمرني به ؟ قال : قال لها : فلترسل به إلى بني فلان .

                                                                                ( 74 ) حدثنا ابن إدريس عن أشعث عن الحسن قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت ابنته فاطمة فرأى سترا منشورا فرجع ، قال : فأتاه علي فقال : ألم أخبرك أنك أتيت ابنتك فلم تدخل ، قال : فقال : أفلم أرها سترت بيتها بنفقة في سبيل الله ، فقيل للحسن : وما كان ذلك الستر ؟ قال : قرام أعرابي ثمن أربعة دراهم ، كانت تنشره في مؤخر البيت [ ص: 136 ]

                                                                                ( 75 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن هشام عن الحسن قال : كان ثمن مروط نساء النبي صلى الله عليه وسلم ستة ونحو ذلك .

                                                                                ( 76 ) وكيع عن أسامة بن زيد عن ابن أبي لبيبة ، عن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الرزق ما يكفي وخير الذكر الخفي .

                                                                                ( 77 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن عمارة بن قعقاع عن أبي زرعة عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا .

                                                                                ( 78 ) أبو معاوية عن الأعمش عن شمر عن مغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ، قال حدثنا عبد الله : براذان ما براذان وبالمدينة ما بالمدينة .

                                                                                ( 79 ) عن عبد الله بن نمير قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أن ابن كعب بن مالك حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه .

                                                                                ( 80 ) حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عجلان عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر : إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله من نبات الأرض أو زهرة الدنيا فقام رجل فقال : يا رسول الله ، وهل يأتي الخير بالشر ، فسكت حتى ظننا أنه ينزل عليه وغشيه بهر وعرق ، ثم قال : أين السائل ولم يرد إلا خيرا فقال : ها أنا ولم أرد إلا خيرا ، فقال : إن الخير لا يأتي إلا بالخير ، ولكن الدنيا خضرة حلوة ، كلما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر ، تأكل حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت ثم بالت ثم أفاضت فاجترت ، من أخذ مالا بحقه بورك له فيه ، ومن أخذ مالا بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع [ ص: 137 ]

                                                                                ( 81 ) حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير عن عبيد سنوطا عن خولة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الدنيا خضرة حلوة ، فمن أخذها بحقها بورك له فيها ، ورب متخوض في مال الله ومال رسوله له النار يوم القيامة .

                                                                                ( 82 ) حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة وسعيد عن حكيم بن حزام قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال : إن هذا المال خضرة حلوة ، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى .

                                                                                ( 83 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن معبد الجهني عن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن هذا المال حلو خضر ، فمن أخذه بحقه يبارك له فيه .

                                                                                ( 84 ) حدثنا محمد بن فضيل عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال : قام رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال : يا رسول الله ، أكلتنا الضبع ، قال : فدفعه الناس حتى وقع ثم قام أيضا فنادى بصوته ، ثم التفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخوف عليكم عندي من ذلك أن تصب عليكم الدنيا صبا ، فليت أمتي لا تلبس الذهب فقلت لزيد : ما الضبع ؟ قال : السنة .

                                                                                ( 85 ) حدثنا أبو معاوية وابن نمير ووكيع عن الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال : انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة ، فلما رآني قال : هم الأخسرون ورب الكعبة ، فجئت فجلست فلم أتقار أن قمت فقلت : يا رسول الله ، فداك أبي وأمي ، من هم ؟ قال : هم الأكثرون أموالا إلا من قال بالمال هكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله .

                                                                                ( 86 ) حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أبشركم يا معشر الفقراء إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم ، خمسمائة عام .

                                                                                ( 87 ) حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن مولة عن بريدة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكفي أحدكم من الدنيا خادم ومركب [ ص: 138 ]

                                                                                ( 88 ) حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة قد ألقاها أهلها فقال : لزوال الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها .

                                                                                ( 89 ) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم قال سمعت ابن أبي ليلى يحدث عن عبد الله بن ربيعة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فإذا هو بشاة منبوذة فقال : أترون هذه هينة على أهلها ؟ قالوا : نعم ، قال : الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها .

                                                                                ( 90 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن أبي جعفر عن جابر قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على شاة ميتة فقال : لم ترون ألقى هذه أهلها ؟ فقالوا : يا رسول الله وهل ينتفعون بها وقد ماتت ؟ فقال : لزوال الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها .

                                                                                ( 91 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم خمسمائة عام .

                                                                                ( 92 ) حدثنا عفان قال حدثنا شعبة قال حدثني موسى بن أنس قال سمعت أنسا يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا .

                                                                                ( 93 ) أبو خالد الأحمر عن حاتم بن أبي صغيرة عن ابن أبي مليكة عن القاسم قال : قالت عائشة : قلت : يا رسول الله ، كيف يحشر الناس يوم القيامة ؟ قال : عراة حفاة ، قلت : والنساء ؟ قال : والنساء ، قلت : يا رسول الله ، فما يستحيا ؟ قال : الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض .

                                                                                ( 94 ) حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول : إنكم ملاقو الله مشاة حفاة عراة غرلا .

                                                                                ( 95 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال : قال أبو ذر : أيها الناس ، قولوا ولا تختلفوا فإن الصادق المصدوق حدثني أن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج : فوج طاعمون كاسون راكبون ، وفوج يمشون ويسعون ، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم ، قال : قلنا : أما هذان فقد عرفناهما ، فما [ ص: 139 ] الذين يمشون ويسعون ؟ قال : يلقي الله الآفة على الظهر حتى لا يبقى ظهر حتى إن الرجل ليعطى الحديقة المعجبة بالشارف ذات القتب فما يجدها .

                                                                                ( 96 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال : إنكم محشورون إلى الله حفاة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين فأول الخلائق يلقى بثوب إبراهيم خليل الرحمن ، قال : ثم يؤخذ قوم منكم ذات الشمال فأقول : يا رب أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم ، فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا إلى قوله : العزيز الحكيم .

                                                                                ( 97 ) حدثنا أحمد بن إسحاق عن وهيب قال حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين ، واثنان على بعير وثلاثة على بعير .

                                                                                ( 98 ) ابن علية عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حوسب يوم القيامة عذب ، قلت : أليس قال الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا ؟ قال : ليس ذلك بالحساب ، إنما ذاك العرض ، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب .

                                                                                ( 99 ) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : يؤتى بأشد الناس كان بلاء في الدنيا من أهل الجنة ، فيقول الله : اصبغوه صبغة في الجنة ، فيصبغ فيها صبغة فيقول الله : يا ابن آدم ، هل رأيت بؤسا قط أو شيئا تكرهه ؟ فيقول : لا وعزتك ، ما رأيت شيئا أكرهه قط ، ثم يؤتى بأنعم الناس في الدنيا من أهل النار فيقول : اصبغوه صبغة في النار ، فيصبغ فيها فيقول : يا ابن آدم ، هل رأيت قط قرة عين ؟ فيقول : لا وعزتك ما رأيت خيرا قط .

                                                                                ( 100 ) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا جعفر بن زياد عن موسى الجهني عن رجل من ثقيف عن أنس قال : كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يوما : هل عندك شيء [ ص: 140 ] تطعمنا ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، فضل من الطعام الذي كان أمس ، قال : ألم أنهك أن تدع طعام يوم لغد .

                                                                                ( 101 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز بر حتى مضى لسبيله .

                                                                                ( 102 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن القعقاع عن القاسم قال : قالت عائشة : إن كنا لنمكث الشهر أو نصف الشهر ما يدخل بيتنا نار لمصباح ولا لغيره ، فقلت : بأي شيء كنتم تعيشون ، قالت : بالأسودين : الماء والتمر ، وكان لنا جيران من الأنصار جزاهم الله خيرا لهم منائح فربما بعثوا إلينا من ألبانها .

                                                                                ( 103 ) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن بعض المدنيين عن عطاء بن يسار قال : تعرضت الدنيا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني لست أريدك ، قالت : إن لم تردني فسيريدني غيرك .

                                                                                ( 104 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمرو بن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل العلم خير من فضل العبادة ، وملاك دينكم الورع .

                                                                                ( 105 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي الفضل عن الشعبي عن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله ، أتذكرون أهاليكم يوم القيامة ؟ فقال : أما عند ثلاث فلا : عند الكتاب وعند الميزان وعند الصراط .

                                                                                ( 106 ) أبو خالد الأحمر عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قلت : يا رسول الله ، أين تأمرني ؟ قال : هاهنا وقال بيده نحو الشام إنكم محشورون رجالا وركبانا وتحشرون على وجوهكم .

                                                                                ( 107 ) حدثنا محمد بن فضيل عن هارون بن أبي وكيع عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم قال : يوم الحج الأكبر ، قال : فبكى عمر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك ؟ قال : يا رسول الله ، أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا ، فأما إذا كمل فإنه لم يكمل قط شيء إلا نقص ، قال : صدقت [ ص: 141 ]

                                                                                ( 108 ) حدثنا ابن فضيل عن العلاء بن المسيب عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من قطرتين أحب إلى الله من قطرة في سبيله ، أو من قطرة دموع قطرت من عين رجل قائم في جوف الليل من خشية الله ، وما من جرعتين أحب إلى الله من جرعة محزنة موجعة ردها صاحبها بحسن صبر وعزاء ، أو جرعة غيظ كظم عليها .

                                                                                ( 109 ) حدثنا يحيى بن يمان عن هشام عن الحسن قال : كانت العبادة تأخذ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج على أصحابه كأنه شن بال .

                                                                                ( 110 ) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمن مثل الزرع لا تزال الريح تميله ، ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء ، ومثل الكافر مثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تتحصد .

                                                                                ( 111 ) حدثنا عبد الله بن نمير ومحمد بن بشر قالا حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم قال حدثني كعب بن مالك عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذبة على أصلها ، لا يفيئها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة .

                                                                                ( 112 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا .

                                                                                ( 113 ) حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : مثل المؤمن كمثل النحلة تأكل طيبا وتضع طيبا .

                                                                                ( 114 ) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر جسده بالحمى والسهر .

                                                                                ( 115 ) حدثنا علي بن إسحاق عن ابن مبارك عن مصعب بن ثابت قال حدثني أبو حازم قال : سمعت سهل بن سعد يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس [ ص: 142 ]

                                                                                ( 116 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن سماك عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل المؤمن كمثل الجسد إذا ألم بعضه تداعى لذلك كله .

                                                                                ( 117 ) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن طلحة عن محمد بن جحادة عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يرفع عبد نفسه إلا وضعه الله ولا يضع عبد نفسه إلا رفعه الله .

                                                                                ( 118 ) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ علي القرآن ، قال : قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري ، قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا رفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرأيت دموعه تسيل .

                                                                                ( 119 ) حدثنا زيد بن حباب قال أخبرني معاوية بن صالح قال حدثني عمرو بن قيس عن عبد الله بن بسر أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس خير ؟ قال : من طال عمره وحسن عمله .

                                                                                ( 120 ) حدثنا وكيع عن كثير بن زيد عن الحارث بن أبي يزيد عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة إليه .

                                                                                ( 121 ) حدثنا جعفر بن عون عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا .

                                                                                ( 122 ) حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن شداد قال : جاء ثلاثة رهط من بني عذرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يكفيني هؤلاء ؟ قال : فقال طلحة : أنا ، قال : فكانوا عندي ، قال : فضرب على الناس بعث ، قال : فخرج أحدهم فاستشهد ، ثم ضرب بعث فخرج الثاني فيه فاستشهد قال : وبقي الثالث حتى مات مريضا على فراشه ، قال طلحة : فرأيت في النوم كأني أدخلت الجنة فرأيتهم أعرفهم بأسمائهم وسيماهم ، قال : فإذا الذي مات على فراشه دخل أولهم ، وإذا الثاني من المستشهدين على أثره ، وإذا أولهم آخرهم ، قال فدخلني من [ ص: 143 ] ذلك ، قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس أحد عند الله أفضل من معمر يعمر في الإسلام لتهليله وتكبيره وتسبيحه وتحميده .

                                                                                ( 123 ) حدثنا الفضل بن دكين عن زهير عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أي الناس أفضل ؟ قال : من طال عمره وحسن عمله ، قال : أي الناس شر ؟ قال : من طال عمره وساء عمله .

                                                                                ( 124 ) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن ربيعة عن عبيد بن خالد السلمي قال : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين ، فقتل أحدهما والآخر بعده ، فصلينا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما قلتم ؟ قالوا : دعونا الله له اللهم ألحقه بصاحبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأين صلاته بعد صلاته وصيامه بعد صيامه وأين عمله بعد عمله وشك في الصوم والعمل الذي بينهما كما بين السماء والأرض .

                                                                                ( 125 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن عكرمة قال : قال العباس لأعلمن ما بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقلت : يا رسول الله لو اتخذت عريشا فكلمت الناس ، فإنهم قد آذوك ، قال : لا أزال بين أظهرهم يطئون عقبي وينازعوني ردائي ويصيبني غبارهم حتى يكون الله يريحني منهم .

                                                                                ( 126 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال أخبرنا مسلم بن سعد الواسطي عن منصور بن زاذان عن الحسن قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤاسي الناس بنفسه حتى جعل يرقع إزاره بالأدم ، وما جمع بين عشاء وغداء ثلاثة أيام ولاء حتى قبضه الله .

                                                                                ( 127 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قلت يا رسول الله ، هذا ديننا ؟ قال : هذا دينكم ، وأينما تحسن يكفك .

                                                                                ( 127 ) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا زهير بن محمد عن خالد بن سعيد عن المطلب بن حنطب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال ، قبح الله الدنيا ، قالت الدنيا : قبح الله أعصانا له [ ص: 144 ]

                                                                                ( 129 ) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن نسطاس عن سعيد المقبري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خير الناس من يرجى خيره ويؤمن شره ، وشر الناس من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية