الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2917 3083 - حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا ابن عيينة، عن الزهري قال: قال السائب بن يزيد - رضي الله عنه: ذهبنا نتلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع الصبيان إلى ثنية الوداع.

                                                                                                                                                                                                                              [4426، 4427 - فتح: 6 \ 191]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن أبي مليكة: قال ابن الزبير لابن جعفر: أتذكر إذ تلقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك.

                                                                                                                                                                                                                              وحديث الزهري قال: قال السائب بن يزيد: ذهبنا نتلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع الصبيان إلى ثنية الوداع.

                                                                                                                                                                                                                              الشرح: كذا وقع هنا أن ابن الزبير قال ذلك، وفي أفراد مسلم، و"مسند أحمد" أن عبد الله بن جعفر قال ذلك لابن الزبير، والظاهر أنه انقلب على الراوي كما نبه عليه ابن الجوزي في "جامع المسانيد".

                                                                                                                                                                                                                              والتلقي للمسافرين والقادمين من الجهاد والحج بالبشر والسرور أمر معروف، ووجه من وجوه البر. ولهذا الحديث ثبت تشييعهم؛ لأن ثنية الوداع إنما سميت بذلك؛ لأنهم كانوا يشيعون الحاج والغزاة إليها ويودعونهم (عندها)، وإليها كانوا يخرجون صغارا وكبارا عند التلقي. وقد يجوز تلقيهم بعدها وتشييعهم إلى أكثر منها.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 352 ] وأما الداودي فقال: قوله: (إلى ثنية الوداع) ليس بمحفوظ؛ لأن ثنية الوداع من جهة مكة، وتبوك من الشام مقابلتها كالمشرق من المغرب، إلا أن يكون ثم ثنية أخرى في تلك الجهة.

                                                                                                                                                                                                                              قال: والثنية: الطريق في الجبل؛ وليس كذلك، وإنما الثنية: ما ارتفع من الأرض.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: الفخر بإكرام الشارع.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: رواية الصبي ابن سبع سنين، وفيه إثبات الصحبة لعبد الله بن الزبير؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو ابن ثمان سنين.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: ركوب الثلاثة على الدابة.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: كفالته - صلى الله عليه وسلم - اليتيم. قاله الداودي .

                                                                                                                                                                                                                              واعترض عليه ابن التين فقال: وهل في الحديث (أيضا) أنه - صلى الله عليه وسلم - حمل ابن عباس وابن الزبير، ولم يحمل ابن جعفر كما سلف.

                                                                                                                                                                                                                              فائدة: البخاري روى حديث ابن أبي مليكة عن عبد الله بن أبي الأسود، وهو أبو بكر ابن أخت ابن مهدي قاضي همذان، وهو عبد الله بن محمد بن أبي الأسود.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: حميد بن [أبي] الأسود أيضا وهو بصري مات ببغداد سنة ثلاث وعشرين ومائتين، انفرد بهما.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية