(
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا ) .
النوع العاشر :
nindex.php?page=treesubj&link=29043قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا ) .
أي منا الصالحون المتقون أي ومنا قوم دون ذلك فحذف الموصوف كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=164وما منا إلا له مقام معلوم ) [الصافات : 164] ثم المراد بالذين هم دون الصالحين من ؟ فيه قولان :
الأول : أنهم المقتصدون الذين يكونون في الصلاح غير كاملين .
والثاني : أن المراد من لا يكون كاملا في الصلاح ، فيدخل فيه المقتصدون والكافرون ، والقدة من قدد ، كالقطعة من قطع . ووصفت الطرائق بالقدد لدلالتها على معنى التقطع والتفرق ، وفي تفسير الآية وجوه :
أحدها : المراد كنا ذوي (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11طرائق قددا ) أي ذوي مذاهب مختلفة . قال
السدي :
[ ص: 141 ] الجن أمثالكم ، فيهم مرجئة وقدرية وروافض وخوارج .
وثانيها : كنا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة .
وثالثها : كانت طرائقنا طرائق قدد على حذف المضاف الذي هو الطرائق ، وإقامة الضمير المضاف إليه مقامه .
النوع الحادي عشر : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا ) الظن ، بمعنى اليقين ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12في الأرض ) و ( هربا ) فيه وجهان :
الأول : أنهما حالان ، أي لن نعجزه كائنين في الأرض أينما كنا فيها ، ولن نعجزه هاربين منها إلى السماء .
والثاني : لن نعجزه في الأرض إن أراد بنا أمرا ، ولن نعجزه هربا إن طلبنا .
النوع الثاني عشر : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13لما سمعنا الهدى ) أي القرآن ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2هدى للمتقين ) [البقرة : 2] ( آمنا به ) [القصص : 53] أي آمنا بالقرآن (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13فلا يخاف ) فهو لا يخاف ، أي فهو غير خائف ، وعلى هذا يكون الكلام في تقدير جملة من المبتدأ والخبر ، أدخل عليها لتصير جزاء للشرط الذي تقدمها ، ولولا ذاك لقيل لا يخف ، فإن قيل أي فائدة في رفع الفعل ، وتقدير مبتدأ قبله حتى يقع خبرا له ووجوب إدخال الفاء ، وكان ذلك كله مستغنى عنه بأن لا يقال : لا يخف ؟ قلنا : الفائدة فيه أنه إذا فعل ذلك ، فكأنه قيل فهو لا يخاف ، فكان دالا على تحقيق أن المؤمن ناج لا محالة ، وأنه هو المختص لذلك دون غيره ، لأن قوله فهو لا يخاف معناه أن غيره يكون خائفا ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : فلا يخف ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13بخسا ولا رهقا ) البخس النقص ، والرهق الظلم ، ثم فيه وجهان :
الأول : لا يخاف جزاء بخس ولا رهق ؛ لأنه لم يبخس أحدا حقا ، ولا ظلم أحدا ، فلا يخاف جزاءهما .
الثاني : لا يخاف أن يبخس ، بل يقطع بأنه يجزى الجزاء الأوفى ، ولا يخاف أن ترهقه ذلة من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27ترهقهم ذلة ) . [يونس : 27]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ) .
النَّوْعُ الْعَاشِرُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29043قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ) .
أَيْ مِنَّا الصَّالِحُونَ الْمُتَّقُونَ أَيْ وَمِنَّا قَوْمٌ دُونَ ذَلِكَ فَحُذِفَ الْمَوْصُوفُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=164وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ) [الصَّافَّاتِ : 164] ثُمَّ الْمُرَادُ بِالَّذِينِ هُمْ دُونَ الصَّالِحِينَ مَنْ ؟ فِيهِ قَوْلَانِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُمُ الْمُقْتَصِدُونَ الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي الصَّلَاحِ غَيْرَ كَامِلَيْنِ .
وَالثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ مَنْ لَا يَكُونُ كَامِلًا فِي الصَّلَاحِ ، فَيَدْخُلُ فِيهِ الْمُقْتَصِدُونَ وَالْكَافِرُونَ ، وَالْقِدَةُ مِنْ قَدَدَ ، كَالْقِطْعَةِ مِنْ قَطَعَ . وَوُصِفَتِ الطَّرَائِقُ بِالْقِدَدِ لِدَلَالَتِهَا عَلَى مَعْنَى التَّقَطُّعِ وَالتَّفَرُّقِ ، وَفِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : الْمُرَادُ كُنَّا ذَوِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=11طَرَائِقَ قِدَدًا ) أَيْ ذَوِي مَذَاهِبَ مُخْتَلِفَةٍ . قَالَ
السُّدِّيُّ :
[ ص: 141 ] الْجِنُّ أَمْثَالُكُمْ ، فِيهِمْ مُرْجِئَةٌ وَقَدَرِيَّةٌ وَرَوَافِضُ وَخَوَارِجُ .
وَثَانِيهَا : كُنَّا فِي اخْتِلَافِ أَحْوَالِنَا مِثْلَ الطَّرَائِقِ الْمُخْتَلِفَةِ .
وَثَالِثُهَا : كَانَتْ طَرَائِقُنَا طَرَائِقَ قِدَدٍ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ الَّذِي هُوَ الطَّرَائِقُ ، وَإِقَامَةِ الضَّمِيرِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ مَقَامَهُ .
النَّوْعُ الْحَادِيَ عَشَرَ : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا ) الظَّنُّ ، بِمَعْنَى الْيَقِينِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=12فِي الْأَرْضِ ) وَ ( هَرَبًا ) فِيهِ وَجْهَانِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُمَا حَالَانِ ، أَيْ لَنْ نُعْجِزَهُ كَائِنِينَ فِي الْأَرْضِ أَيْنَمَا كُنَّا فِيهَا ، وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَارِبِينَ مِنْهَا إِلَى السَّمَاءِ .
وَالثَّانِي : لَنْ نُعْجِزَهُ فِي الْأَرْضِ إِنْ أَرَادَ بِنَا أَمْرًا ، وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا إِنْ طَلَبَنَا .
النَّوْعُ الثَّانِيَ عَشَرَ : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى ) أَيِ الْقُرْآنُ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) [الْبَقَرَةِ : 2] ( آمَنَّا بِهِ ) [الْقَصَصِ : 53] أَيْ آمَنَّا بِالْقُرْآنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13فَلَا يَخَافُ ) فَهُوَ لَا يَخَافُ ، أَيْ فَهُوَ غَيْرُ خَائِفٍ ، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْكَلَامُ فِي تَقْدِيرِ جُمْلَةٍ مِنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ ، أُدْخِلَ عَلَيْهَا لِتَصِيرَ جَزَاءً لِلشَّرْطِ الَّذِي تَقَدَّمُهَا ، وَلَوْلَا ذَاكَ لِقِيلَ لَا يَخَفْ ، فَإِنْ قِيلَ أَيُّ فَائِدَةٍ فِي رَفْعِ الْفِعْلِ ، وَتَقْدِيرِ مُبْتَدَأٍ قَبْلَهُ حَتَّى يَقَعَ خَبَرًا لَهُ وَوُجُوبِ إِدْخَالِ الْفَاءِ ، وَكَانَ ذَلِكَ كُلُّهُ مُسْتَغْنًى عَنْهُ بِأَنْ لَا يُقَالَ : لَا يَخَفْ ؟ قُلْنَا : الْفَائِدَةُ فِيهِ أَنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ فَهُوَ لَا يَخَافُ ، فَكَانَ دَالًّا عَلَى تَحْقِيقِ أَنَّ الْمُؤْمِنَ نَاجٍ لَا مَحَالَةَ ، وَأَنَّهُ هُوَ الْمُخْتَصُّ لِذَلِكَ دُونَ غَيْرِهِ ، لِأَنَّ قَوْلَهُ فَهُوَ لَا يَخَافُ مَعْنَاهُ أَنَّ غَيْرَهُ يَكُونُ خَائِفًا ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : فَلَا يَخَفْ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=13بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ) الْبَخْسُ النَّقْصُ ، وَالرَّهَقُ الظُّلْمُ ، ثُمَّ فِيهِ وَجْهَانِ :
الْأَوَّلُ : لَا يَخَافُ جَزَاءَ بَخْسٍ وَلَا رَهَقٍ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْخَسْ أَحَدًا حَقًّا ، وَلَا ظَلَمَ أَحَدًا ، فَلَا يَخَافُ جَزَاءَهُمَا .
الثَّانِي : لَا يَخَافُ أَنْ يُبْخَسَ ، بَلْ يَقْطَعُ بِأَنَّهُ يُجْزَى الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ، وَلَا يَخَافُ أَنْ تُرْهِقَهُ ذِلَّةٌ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=27تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ) . [يُونُسَ : 27]