nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28989_32007وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وترى الشمس إذا طلعت شرع سبحانه في بيان حالهم بعد ما أووا إلى الكهف
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17تزاور قرأ
أهل الكوفة بحذف تاء التفاعل ، وقرأ
ابن عامر ( تزور ) قال
الأخفش : لا يوضع الازورار في هذا المعنى ، إنما يقال : هو مزور عني : أي : منقبض .
وقرأ الباقون بتشديد الزاي وإدغام تاء التفاعل فيه بعد تسكينها ، وتزاور مأخوذ من الزور بفتح الواو ، وهو الميل ، ومنه زاره : إذا مال إليه ، والزور الميل ، فمعنى الآية : أن الشمس إذا طلعت تميل وتنتحي
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17عن كهفهم قال الراجز
الكلبي : جاب المندا عن هوانا أزور أي : مائل ذات اليمين أي : ناحية اليمين ، وهي الجهة المسماة باليمين ، وانتصاب ( ذات ) على الظرف ،
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وإذا غربت تقرضهم القرض : القطع .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي والأخفش nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج وأبو عبيدة : تعدل عنهم وتتركهم . قرضت المكان : عدلت عنه ، تقول لصاحبك : هل وردت مكان كذا ؟ فيقول : إنما قرضته : إذا مر به وتجاوز عنه ، والمعنى : أن الشمس إذا طلعت مالت عن كهفهم ذات اليمين أي : يمين الكهف ، وإذا غربت تمر
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17ذات الشمال أي : شمال الكهف لا تصيبه .
بل تعدل عن سمته إلى الجهتين ، والفجوة المكان المتسع ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وهم في فجوة منه في محل نصب على الحال ، وللمفسرين في تفسير هذه الجملة قولان : الأول : أنهم مع كونهم في مكان منفتح انفتاحا واسعا في ظل جميع نهارهم ، لا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا في غروبها ؛ لأن الله سبحانه حجبها عنهم .
والثاني : أن باب ذلك الكهف كان مفتوحا إلى جانب الشمال ، فإذا طلعت الشمس كانت عن يمين الكهف ، وإذا غربت كانت عن يساره ، ويؤيد القول الأول قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17ذلك من آيات الله فإن صرف الشمس عنهم مع توجه الفجوة إلى مكان تصل إليه عادة أنسب بمعنى كونها آية ، ويؤيده أيضا
[ ص: 853 ] إطلاق الفجوة وعدم تقييدها بكونها إلى جهة كذا ، ومما يدل على أن الفجوة المكان الواسع قول الشاعر :
ألبست قومك مخزاة ومنقصة حتى أبيحوا وخلوا فجوة الدار
ثم أثنى سبحانه عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17من يهد الله أي : إلى الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17فهو المهتد الذي ظفر بالهدى وأصاب الرشد والفلاح
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا أي : ناصرا يهديه إلى الحق
كدقيانوس وأصحابه .
ثم حكى سبحانه طرفا آخر من غرائب أحوالهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وتحسبهم أيقاظا جمع يقظ بكسر القاف وفتحها
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وهم رقود أي : نيام ، وهو جمع راقد كقعود في قاعد .
قيل : وسبب هذا الحسبان أن عيونهم كانت مفتحة وهم نيام .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لكثرة تقلبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال أي : نقلبهم في رقدتهم إلى الجهتين ؛ لئلا تأكل الأرض أجسادهم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وكلبهم باسط ذراعيه حكاية حال ماضية ؛ لأن اسم الفاعل لا يعمل إذا كان بمعنى المضي كما تقرر في علم النحو .
قال أكثر المفسرين : هربوا من ملكهم ليلا ، فمروا براع معه كلب فتبعهم .
و ( الوصيد ) ، قال
أبو عبيد وأبو عبيدة هو فناء الباب ، وكذا قال المفسرون ، وقيل : العتبة ، ورد بأن الكهف لا يكون له عتبة ولا باب ، وإنما أراد أن الكلب موضع العتبة من البيت
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ( فرارا ) منصوب على المصدرية بمعنى التولية ، والفرار : الهرب
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18ولملئت قرئ بتشديد اللام وتخفيفها
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18منهم رعبا قرئ بسكون العين وضمها أي : خوفا يملأ الصدر ، وانتصاب رعبا على التمييز ، أو على أنه مفعول ثان ، وسبب الرعب
nindex.php?page=treesubj&link=32007الهيبة التي ألبسهم الله إياها ، وقيل : طول أظفارهم وشعورهم ، وعظم أجرامهم ووحشة مكانهم ، ويدفعه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19لبثنا يوما أو بعض يوم فإن ذلك يدل على أنهم لم ينكروا من حالهم شيئا ، ولا وجدوا من أظفارهم وشعورهم ما يدل على طول المدة .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم الإشارة إلى المذكور قبله أي : وكما فعلنا بهم ما فعلنا من الكرامات بعثناهم من نومهم ، وفيه تذكير
nindex.php?page=treesubj&link=33679لقدرته على الإماتة والبعث جميعا ، ثم ذكر الأمر الذي لأجله بعثهم فقال : ليتساءلوا بينهم . أي : ليقع التساؤل بينهم والاختلاف والتنازع في مدة اللبث لما يترتب على ذلك من انكشاف الحال وظهور القدرة الباهرة ، والاقتصار على علة التساؤل لا ينفي غيرها ، وإنما أفرده لاستتباعه لسائر الآثار ، وجملة :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19قال قائل منهم كم لبثتم مبينة لما قبلها من التساؤل أي : كم مدة لبثكم في النوم ؟ قالوا ذلك لأنهم رأوا في أنفسهم غير ما يعهدونه في العادة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم أي : قال بعضهم جوابا عن سؤال من سأل منهم ، قال المفسرون : إنهم دخلوا الكهف غدوة ، وبعثهم الله سبحانه آخر النهار ، فلذلك قالوا : يوما ، فلما رأوا الشمس قالوا : أو بعض يوم ، وكان قد بقيت بقية من النهار ، وقد مر مثل هذا الجواب في قصة
عزير في البقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19قالوا ربكم أعلم بما لبثتم أي : قال البعض الآخر هذا القول : إما على طريق الاستدلال ، أو كان ذلك إلهاما لهم من الله سبحانه أي : أنكم لا تعلمون مدة لبثكم ، وإنما يعلمها الله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة أعرضوا عن التحاور في مدة اللبث ، وأخذوا في شيء آخر ، كأنه قال القائل منهم : اتركوا ما أنتم فيه من المحاورة ، وخذوا في شيء آخر مما يهمكم ، والفاء للسببية ، والورق الفضة مضروبة أو غير مضروبة .
وقرأ
ابن كثير ونافع وابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص ، عن
عاصم بكسر الراء ، وقرأ
أبو عمرو وحمزة ، وأبو بكر ، عن
عاصم بسكونها ، وقرئ بكسر الراء وإدغام القاف في الكاف ، وقرأ
ابن محيصن بكسر الواو وسكون الراء .
وفي حملهم لهذه الورق معهم دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28679_19647إمساك بعض ما يحتاج إليه الإنسان لا ينافي التوكل على الله ، و ( المدينة )
دقسوس ، وهي مدينتهم التي كانوا فيها ، ويقال لها اليوم :
طرسوس ، كذا قال
الواحدي nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19فلينظر أيها أزكى طعاما أي : ينظر أي أهلها أطيب طعاما ، وأحل مكسبا ، أو أرخص سعرا ، وقيل : يجوز أن يعود الضمير إلى الأطعمة المدلول عليها في المقام كما يقال : زيد طبت أبا . على أن الأب هو زيد ، وفيه بعد .
واستدل بالآية على
nindex.php?page=treesubj&link=16963حل ذبائح أهل الكتاب ؛ لأن عامة أهل المدينة كانوا كفارا ، وفيهم قوم يخفون إيمانهم ، ووجه الاستدلال أن الطعام يتناول اللحم كما يتناول غيره مما يطلق عليه اسم الطعام
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وليتلطف أي : يدقق النظر حتى لا يعرف أو لا يغبن ، والأولى أولى ، ويؤيده
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19ولا يشعرن بكم أحدا أي : لا يفعلن ما يؤدي إلى الشعور ويتسبب له ، فهذا النهي يتضمن التأكيد للأمر بالتلطف .
ثم علل ما سبق من الأمر والنهي فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20إنهم إن يظهروا عليكم أي : يطلعوا عليكم ويعلموا بمكانكم ، يعني أهل المدينة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20يرجموكم يقتلوكم بالرجم ، وهذه القتلة هي أخبث قتلة ، فإن ذلك كان عادة لهم ، ولهذا خصه من بين أنواع ما يقع به القتل
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20أو يعيدوكم في ملتهم أي : يردوكم إلى ملتهم التي كنتم عليها قبل أن يهديكم الله ، أو المراد بالعود هنا الصيرورة على تقدير أنهم لم يكونوا على ملتهم ، وإيثار كلمة ( في ) على كلمة ( إلى ) للدلالة على الاستقرار
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20ولن تفلحوا إذا أبدا في ( إذا ) معنى الشرط ، كأنه قال : إن رجعتم إلى دينهم فلن تفلحوا إذا أبدا ، لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17تزاور قال : تميل ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17تقرضهم قال : تذرهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17تقرضهم قال : تتركهم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وهم في فجوة منه قال : المكان الداخل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال : الفجوة : الخلوة من الأرض ، ويعني بالخلوة الناحية من الأرض .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18ونقلبهم الآية قال : ستة أشهر على ذي الجنب اليمين ، وستة أشهر على ذي الجنب الشمال .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير في الآية قال : كي لا تأكل الأرض
[ ص: 854 ] لحومهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
مجاهد أن اسم كلبهم قطمير .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
الحسن قال : اسمه قطمير .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طرق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18بالوصيد قال : بالفناء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عنه قال : بالباب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19أزكى طعاما قال : أحل ذبيحة ، وكانوا يذبحون للطواغيت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19أزكى طعاما : يعني أطهر ؛ لأنهم كانوا يذبحون للطواغيت .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28989_32007وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ شَرَعَ سُبْحَانَهُ فِي بَيَانِ حَالِهِمْ بَعْدَ مَا أَوَوْا إِلَى الْكَهْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17تَزَاوَرُ قَرَأَ
أَهْلُ الْكُوفَةِ بِحَذْفِ تَاءِ التَّفَاعُلِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ ( تَزْوَرُّ ) قَالَ
الْأَخْفَشُ : لَا يُوضَعُ الْازْوِرَارُ فِي هَذَا الْمَعْنَى ، إِنَّمَا يُقَالُ : هُوَ مُزْوَرٌّ عَنِّي : أَيْ : مُنْقَبِضٌ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ الزَّايِ وَإِدْغَامِ تَاءِ التَّفَاعُلِ فِيهِ بَعْدَ تَسْكِينِهَا ، وَتَزَاوَرَ مَأْخُوذٌ مِنَ الزَّوَرِ بِفَتْحِ الْوَاوِ ، وَهُوَ الْمَيْلُ ، وَمِنْهُ زَارَهُ : إِذَا مَالَ إِلَيْهِ ، وَالزَّوَرُ الْمَيْلُ ، فَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّ الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَمِيلُ وَتَنْتَحِي
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17عَنْ كَهْفِهِمْ قَالَ الرَّاجِزُ
الْكَلْبِيُّ : جَابَ الْمُنَدَّا عَنْ هَوَانَا أَزْوَرُ أَيْ : مَائِلٌ ذَاتَ الْيَمِينِ أَيْ : نَاحِيَةِ الْيَمِينِ ، وَهِيَ الْجِهَةُ الْمُسَمَّاةُ بِالْيَمِينِ ، وَانْتِصَابُ ( ذَاتَ ) عَلَى الظَّرْفِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ الْقَرْضُ : الْقَطْعُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ وَالْأَخْفَشُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ : تَعْدِلُ عَنْهُمْ وَتَتْرُكُهُمْ . قَرَضْتُ الْمَكَانَ : عَدَلْتَ عَنْهُ ، تَقُولُ لِصَاحِبِكَ : هَلْ وَرَدْتَ مَكَانَ كَذَا ؟ فَيَقُولُ : إِنَّمَا قَرَضْتُهُ : إِذَا مَرَّ بِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْهُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ مَالَتْ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ أَيْ : يَمِينِ الْكَهْفِ ، وَإِذَا غَرَبَتْ تَمُرُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17ذَاتَ الشِّمَالِ أَيْ : شِمَالِ الْكَهْفِ لَا تُصِيبُهُ .
بَلْ تَعْدِلُ عَنْ سِمَتِهِ إِلَى الْجِهَتَيْنِ ، وَالْفَجْوَةُ الْمَكَانُ الْمُتَّسِعُ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ قَوْلَانِ : الْأَوَّلُ : أَنَّهُمْ مَعَ كَوْنِهِمْ فِي مَكَانٍ مُنْفَتِحٍ انْفِتَاحًا وَاسِعًا فِي ظِلِّ جَمِيعِ نَهَارِهِمْ ، لَا تُصِيبُهُمُ الشَّمْسُ فِي طُلُوعِهَا وَلَا فِي غُرُوبِهَا ؛ لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ حَجَبَهَا عَنْهُمْ .
وَالثَّانِي : أَنَّ بَابَ ذَلِكَ الْكَهْفِ كَانَ مَفْتُوحًا إِلَى جَانِبِ الشِّمَالِ ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ كَانَتْ عَنْ يَمِينِ الْكَهْفِ ، وَإِذَا غَرَبَتْ كَانَتْ عَنْ يَسَارِهِ ، وَيُؤَيِّدُ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ صَرْفَ الشَّمْسِ عَنْهُمْ مَعَ تَوَجُّهِ الْفَجْوَةِ إِلَى مَكَانٍ تَصِلُ إِلَيْهِ عَادَةً أَنْسَبُ بِمَعْنَى كَوْنِهَا آيَةً ، وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا
[ ص: 853 ] إِطْلَاقُ الْفَجْوَةِ وَعَدَمُ تَقْيِيدِهَا بِكَوْنِهَا إِلَى جِهَةِ كَذَا ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْفَجْوَةَ الْمَكَانُ الْوَاسِعُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَلْبَسْتَ قَوْمَكَ مَخْزَاةً وَمَنْقَصَةً حَتَّى أُبِيحُوا وَخَلَّوْا فَجْوَةَ الدَّارِ
ثُمَّ أَثْنَى سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17مَنْ يَهْدِ اللَّهُ أَيْ : إِلَى الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17فَهُوَ الْمُهْتَدِ الَّذِي ظَفِرَ بِالْهُدَى وَأَصَابَ الرُّشْدَ وَالْفَلَاحَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا أَيْ : نَاصِرًا يَهْدِيهِ إِلَى الْحَقِّ
كَدِقْيَانُوسَ وَأَصْحَابِهِ .
ثُمَّ حَكَى سُبْحَانَهُ طَرَفًا آخَرَ مِنْ غَرَائِبِ أَحْوَالِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا جَمْعُ يَقِظٍ بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَهُمْ رُقُودٌ أَيْ : نِيَامٌ ، وَهُوَ جَمْعُ رَاقِدٍ كَقُعُودٍ فِي قَاعِدٍ .
قِيلَ : وَسَبَبُ هَذَا الْحُسْبَانِ أَنَّ عُيُونَهُمْ كَانَتْ مُفَتَّحَةً وَهُمْ نِيَامٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لِكَثْرَةِ تَقَلُّبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ أَيْ : نُقَلِّبُهُمْ فِي رَقْدَتِهِمْ إِلَى الْجِهَتَيْنِ ؛ لِئَلَّا تَأْكُلَ الْأَرْضُ أَجْسَادَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ حِكَايَةُ حَالٍ مَاضِيَةٍ ؛ لِأَنَّ اسْمَ الْفَاعِلِ لَا يَعْمَلُ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْمُضِيِّ كَمَا تَقَرَّرَ فِي عِلْمِ النَّحْوِ .
قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : هَرَبُوا مِنْ مَلِكِهِمْ لَيْلًا ، فَمَرُّوا بِرَاعٍ مَعَهُ كَلْبٌ فَتَبِعَهُمْ .
وَ ( الْوَصِيدِ ) ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ هُوَ فِنَاءُ الْبَابِ ، وَكَذَا قَالَ الْمُفَسِّرُونَ ، وَقِيلَ : الْعَتَبَةُ ، وَرُدَّ بِأَنَّ الْكَهْفَ لَا يَكُونُ لَهُ عَتَبَةٌ وَلَا بَابٌ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ الْكَلْبَ مَوْضِعُ الْعَتَبَةَ مِنَ الْبَيْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : ( فِرَارًا ) مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ بِمَعْنَى التَّوْلِيَةِ ، وَالْفِرَارُ : الْهَرَبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَلَمُلِئْتَ قُرِئَ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18مِنْهُمْ رُعْبًا قُرِئَ بِسُكُونِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا أَيْ : خَوْفًا يَمْلَأُ الصَّدْرَ ، وَانْتِصَابُ رُعْبًا عَلَى التَّمْيِيزِ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ ، وَسَبَبُ الرُّعْبِ
nindex.php?page=treesubj&link=32007الْهَيْبَةُ الَّتِي أَلْبَسَهُمُ اللَّهُ إِيَّاهَا ، وَقِيلَ : طُولُ أَظْفَارِهِمْ وَشُعُورِهِمْ ، وَعِظَمُ أَجْرَامِهِمْ وَوَحْشَةُ مَكَانِهِمْ ، وَيَدْفَعُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يُنْكِرُوا مِنْ حَالِهِمْ شَيْئًا ، وَلَا وَجَدُوا مِنْ أَظْفَارِهِمْ وَشُعُورِهِمْ مَا يَدُلُّ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ الْإِشَارَةُ إِلَى الْمَذْكُورِ قَبْلَهُ أَيْ : وَكَمَا فَعَلْنَا بِهِمْ مَا فَعَلْنَا مِنَ الْكَرَامَاتِ بَعَثْنَاهُمْ مِنْ نَوْمِهِمْ ، وَفِيهِ تَذْكِيرٌ
nindex.php?page=treesubj&link=33679لِقُدْرَتِهِ عَلَى الْإِمَاتَةِ وَالْبَعْثِ جَمِيعًا ، ثُمَّ ذَكَرَ الْأَمْرَ الَّذِي لِأَجْلِهِ بَعَثَهُمْ فَقَالَ : لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ . أَيْ : لِيَقَعَ التَّسَاؤُلُ بَيْنَهُمْ وَالِاخْتِلَافُ وَالتَّنَازُعُ فِي مُدَّةِ اللُّبْثِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنِ انْكِشَافِ الْحَالِ وَظُهُورِ الْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ ، وَالِاقْتِصَارُ عَلَى عِلَّةِ التَّسَاؤُلِ لَا يَنْفِي غَيْرَهَا ، وَإِنَّمَا أَفْرَدَهُ لِاسْتِتْبَاعِهِ لِسَائِرِ الْآثَارِ ، وَجُمْلَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ مُبَيِّنَةٌ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ التَّسَاؤُلِ أَيْ : كَمْ مُدَّةُ لُبْثِكُمْ فِي النَّوْمِ ؟ قَالُوا ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ رَأَوْا فِي أَنْفُسِهِمْ غَيْرَ مَا يَعْهَدُونَهُ فِي الْعَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ أَيْ : قَالَ بَعْضُهُمْ جَوَابًا عَنْ سُؤَالِ مَنْ سَأَلَ مِنْهُمْ ، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : إِنَّهُمْ دَخَلُوا الْكَهْفَ غُدْوَةً ، وَبَعَثَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ آخِرَ النَّهَارِ ، فَلِذَلِكَ قَالُوا : يَوْمًا ، فَلَمَّا رَأَوُا الشَّمْسَ قَالُوا : أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ، وَكَانَ قَدْ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنَ النَّهَارِ ، وَقَدْ مَرَّ مِثْلُ هَذَا الْجَوَابِ فِي قِصَّةِ
عُزَيْرٍ فِي الْبَقَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ أَيْ : قَالَ الْبَعْضُ الْآخَرُ هَذَا الْقَوْلَ : إِمَّا عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِدْلَالِ ، أَوْ كَانَ ذَلِكَ إِلْهَامًا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَيْ : أَنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ مُدَّةَ لُبْثِكُمْ ، وَإِنَّمَا يَعْلَمُهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ أَعْرَضُوا عَنِ التَّحَاوُرِ فِي مُدَّةِ اللُّبْثِ ، وَأَخَذُوا فِي شَيْءٍ آخَرَ ، كَأَنَّهُ قَالَ الْقَائِلُ مِنْهُمْ : اتْرُكُوا مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ ، وَخُذُوا فِي شَيْءٍ آخَرَ مِمَّا يُهِمُّكُمْ ، وَالْفَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ ، وَالْوَرِقُ الْفِضَّةُ مَضْرُوبَةٌ أَوْ غَيْرُ مَضْرُوبَةٍ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ ، عَنْ
عَاصِمٍ بِكَسْرِ الرَّاءِ ، وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، عَنْ
عَاصِمٍ بِسُكُونِهَا ، وَقُرِئَ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَإِدْغَامِ الْقَافِ فِي الْكَافِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ بِكَسْرِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الرَّاءِ .
وَفِي حَمْلِهِمْ لِهَذِهِ الْوَرِقِ مَعَهُمْ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28679_19647إِمْسَاكَ بَعْضِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْإِنْسَانُ لَا يُنَافِي التَّوَكُّلَ عَلَى اللَّهِ ، وَ ( الْمَدِينَةِ )
دَقْسْوسُ ، وَهِيَ مَدِينَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا فِيهَا ، وَيُقَالُ لَهَا الْيَوْمَ :
طَرَسُوسُ ، كَذَا قَالَ
الْوَاحِدِيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا أَيْ : يَنْظُرْ أَيَّ أَهْلِهَا أَطْيَبَ طَعَامًا ، وَأَحَلَّ مَكْسَبًا ، أَوْ أَرْخَصَ سِعْرًا ، وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ إِلَى الْأَطْعِمَةِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهَا فِي الْمَقَامِ كَمَا يُقَالُ : زَيْدٌ طِبْتَ أَبًا . عَلَى أَنَّ الْأَبَ هُوَ زَيْدٌ ، وَفِيهِ بُعْدٌ .
وَاسْتُدِلَّ بِالْآيَةِ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=16963حِلِّ ذَبَائِحِ أَهْلِ الْكِتَابِ ؛ لِأَنَّ عَامَّةَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانُوا كُفَّارًا ، وَفِيهِمْ قَوْمٌ يُخْفُونَ إِيمَانَهُمْ ، وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ أَنَّ الطَّعَامَ يَتَنَاوَلُ اللَّحْمَ كَمَا يَتَنَاوَلُ غَيْرَهُ مِمَّا يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ الطَّعَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وَلْيَتَلَطَّفْ أَيْ : يُدَقِّقِ النَّظَرَ حَتَّى لَا يُعْرَفَ أَوْ لَا يُغْبَنَ ، وَالْأُولَى أَوْلَى ، وَيُؤَيِّدُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا أَيْ : لَا يَفْعَلَنَّ مَا يُؤَدِّي إِلَى الشُّعُورِ وَيَتَسَبَّبُ لَهُ ، فَهَذَا النَّهْيُ يَتَضَمَّنُ التَّأْكِيدَ لِلْأَمْرِ بِالتَّلَطُّفِ .
ثُمَّ عَلَّلَ مَا سَبَقَ مِنَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ أَيْ : يَطَّلِعُوا عَلَيْكُمْ وَيَعْلَمُوا بِمَكَانِكُمْ ، يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20يَرْجُمُوكُمْ يَقْتُلُوكُمْ بِالرَّجْمِ ، وَهَذِهِ الْقَتْلَةُ هِيَ أَخْبَثُ قَتْلَةٍ ، فَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ عَادَةً لَهُمْ ، وَلِهَذَا خَصَّهُ مِنْ بَيْنِ أَنْوَاعِ مَا يَقَعُ بِهِ الْقَتْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ أَيْ : يَرُدُّوكُمْ إِلَى مِلَّتِهِمُ الَّتِي كُنْتُمْ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَهْدِيَكُمُ اللَّهُ ، أَوِ الْمُرَادُ بِالْعَوْدِ هُنَا الصَّيْرُورَةُ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا عَلَى مِلَّتِهِمْ ، وَإِيثَارُ كَلِمَةِ ( فِي ) عَلَى كَلِمَةِ ( إِلَى ) لِلدَّلَالَةِ عَلَى الِاسْتِقْرَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=20وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا فِي ( إِذًا ) مَعْنَى الشَّرْطِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : إِنْ رَجَعْتُمْ إِلَى دِينِهِمْ فَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ، لَا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17تَزَاوَرُ قَالَ : تَمِيلُ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17تَقْرِضُهُمْ قَالَ : تَذَرُهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17تَقْرِضُهُمْ قَالَ : تَتْرُكُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ قَالَ : الْمَكَانُ الدَّاخِلُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : الْفَجْوَةُ : الْخَلْوَةُ مِنَ الْأَرْضِ ، وَيَعْنِي بِالْخَلْوَةِ النَّاحِيَةَ مِنَ الْأَرْضِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَنُقَلِّبُهُمْ الْآيَةَ قَالَ : سِتَّةُ أَشْهُرٍ عَلَى ذِي الْجَنْبِ الْيَمِينِ ، وَسِتَّةُ أَشْهُرٍ عَلَى ذِي الْجَنْبِ الشِّمَالِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : كَيْ لَا تَأْكُلَ الْأَرْضُ
[ ص: 854 ] لُحُومَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ أَنَّ اسْمَ كَلْبِهِمْ قِطْمِيرٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : اسْمُهُ قِطْمِيرٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طُرُقٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18بِالْوَصِيدِ قَالَ : بِالْفِنَاءِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ قَالَ : بِالْبَابِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19أَزْكَى طَعَامًا قَالَ : أَحَلُّ ذَبِيحَةً ، وَكَانُوا يَذْبَحُونَ لِلطَّوَاغِيتِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19أَزْكَى طَعَامًا : يَعْنِي أَطْهَرَ ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَذْبَحُونَ لِلطَّوَاغِيتِ .