nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28989_32006_28902واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=43ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32واضرب لهم مثلا رجلين هذا المثل ضربه الله سبحانه لمن يتعزز بالدنيا ويستنكف عن مجالسة الفقراء ، فهو على هذا متصل بقوله : ( واصبر نفسك ) .
وقد اختلف في الرجلين هل هما مقدران أو محققان ؟ فقال بالأول بعض المفسرين . وقال بالآخر بعض آخر .
واختلفوا في تعيينهما ، فقيل : هما أخوان من
بني إسرائيل ، وقيل : هما أخوان مخزوميان من أهل
مكة : أحدهما مؤمن ، والآخر كافر ، وقيل : هما المذكوران في سورة الصافات في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قال قائل منهم إني كان لي قرين [ الصافات : 51 ] وانتصاب ( مثلا ورجلين ) على أنهما مفعولا ( اضرب ) قيل : والأول هو الثاني والثاني هو الأول
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32جعلنا لأحدهما جنتين هو الكافر ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32من أعناب ) بيان لما في الجنتين ، أي : من كروم متنوعة (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وحففناهما بنخل ) الحف الإحاطة ، ومنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75حافين من حول العرش [ الزمر : 75 ] ، ويقال : حف القوم بفلان يحفون حفا أي : أطافوا به ، فمعنى الآية : وجعلنا النخل مطيفا بالجنتين من جميع جوانبهما
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وجعلنا بينهما زرعا أي : بين الجنتين ، وهو وسطهما ، ليكون كل واحد منهما جامعا للأقوات والفواكه .
ثم أخبر سبحانه عن الجنتين بأن كل واحدة منهما كانت تؤدي حملها وما فيها ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كلتا الجنتين آتت أكلها أخبر عن كلتا بآتت ؛ لأن لفظه مفرد ، فراعى جانب اللفظ .
وقد ذهب البصريون إلى أن كلتا وكلا اسم مفرد غير مثنى . وقال
الفراء : هو مثنى ، وهو مأخوذ من كل فخففت اللام وزيدت الألف للتثنية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ألف ( كلتا ) للتأنيث ، والتاء بدل من لام الفعل ، وهي واو ، والأصل كلوا .
وقال
أبو عمرو : التاء ملحقة . و ( أكلها ) هو ثمرها . وفيه دلالة على أنه قد صار صالحا للأكل .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ( كل الجنتين آتى أكله )
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33ولم تظلم منه شيئا أي : لم تنقص من أكلها شيئا ، يقال : ظلمه حقه ، أي : نقصه ، ووصف الجنتين بهذه الصفة للإشعار بأنهما على خلاف ما يعتاد في سائر البساتين فإنها في الغالب تكثر في عام ، وتقل في عام
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33وفجرنا خلالهما نهرا أي : أجرينا وشققنا وسط الجنتين نهرا ليسقيهما دائما من غير انقطاع ، وقرئ ( فجرنا ) بالتشديد للمبالغة ، وبالتخفيف على الأصل .
( وكان له ) أي : لصاحب الجنتين ( ثمر ) قرأ
أبو جعفر وشيبة وعاصم ويعقوب وابن أبي إسحاق ( ثمر ) بفتح الثاء والميم ، وكذلك قرءوا في قوله : ( أحيط بثمره ) وقرأ
أبو عمرو بضم الثاء وإسكان الميم فيهما ، وقرأ الباقون بضمهما جميعا في الموضعين .
قال
الجوهري : الثمرة واحدة الثمر ، وجمع الثمر ثمار ، مثل : جبل وجبال . قال
الفراء : وجمع الثمار ثمر ، مثل : كتاب وكتب ، وجمع الثمر أثمار ، مثل : عنق وأعناق ، وقيل : الثمر جميع المال من الذهب والفضة والحيوان وغير ذلك .
وقيل : هو الذهب والفضة خاصة (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34فقال لصاحبه ) أي : قال صاحب الجنتين الكافر لصاحبه المؤمن (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وهو يحاوره ) أي : والكافر يحاور المؤمن ، والمعنى : يراجعه الكلام ويجاوبه ، والمحاورة المراجعة ، والتحاور التجاوب
[ ص: 860 ] nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا النفر الرهط ، وهو ما دون العشرة ، وأراد هاهنا الأتباع والخدم والأولاد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35ودخل جنته ) أي : دخل الكافر جنة نفسه .
قال المفسرون : أخذ بيد أخيه
المسلم ، فأدخله جنته يطوف به فيها ، ويريه عجائبها ، وإفراد الجنة هنا يحتمل أن وجهه كونه لم يدخل أخاه إلا واحدة منهما ، أو لكونهما لما اتصلا كانا كواحدة ، أو لأنه أدخله في واحدة ، ثم واحدة أو لعدم تعلق الغرض بذكرهما ، وما أبعد ما قاله صاحب الكشاف أنه وحد الجنة للدلالة على أنه لا نصيب له في الجنة التي وعد المؤمنون ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35وهو ظالم لنفسه في محل نصب على الحال أي : وذلك الكافر ظالم لنفسه بكفره وعجبه
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا أي : قال الكافر لفرط غفلته وطول أمله : ما أظن أن تفنى هذه الجنة التي تشاهدها .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وما أظن الساعة قائمة nindex.php?page=treesubj&link=28760أنكر البعث بعد إنكاره لفناء جنته .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أخبر أخاه بكفره بفناء الدنيا وقيام الساعة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا اللام هي الموطئة للقسم ، والمعنى : أنه إن يرد إلى ربه فرضا وتقديرا كما زعم صاحبه ، واللام في ( لأجدن ) جواب القسم والشرط أي : لأجدن يومئذ خيرا من هذه الجنة .
في مصاحف
مكة والمدينة والشام (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36خيرا منها ) وفي مصاحف أهل
البصرة والكوفة (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36خيرا منها ) على الإفراد .
و ( منقلبا ) منتصب على التمييز أي : مرجعا وعاقبة ، قال هذا قياسا للغائب على الحاضر .
وأنه لما كان غنيا في الدنيا ، سيكون غنيا في الأخرى ، اغترارا منه بما صار فيه من الغنى الذي هو استدراج له من الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37قال له صاحبه أي : قال للكافر صاحبه المؤمن حال محاورته له منكرا عليه ما قاله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37أكفرت بالذي خلقك من تراب بقولك : ما أظن الساعة قائمة وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37خلقك من تراب أي : جعل أصل خلقك من تراب حيث خلق أباك آدم منه ، وهو أصلك ، وأصل البشر ، فلكل فرد حظ من ذلك ، وقيل : يحتمل أنه كان كافرا بالله فأنكر عليه ما هو عليه من الكفر ، ولم يقصد أن الكفر حدث له بسبب هذه المقالة ثم من نطفة وهي المادة القريبة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37ثم سواك رجلا أي : صيرك إنسانا ذكرا وعدل أعضاءك وكملك ، وفي هذا تلويح بالدليل على البعث ، وأن القادر على الابتداء قادر على الإعادة ، وانتصاب ( رجلا ) على الحال أو التمييز .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38لكنا هو الله ربي كذا قرأ الجمهور بإثبات الألف بعد ( لكن ) المشددة .
وأصله ( لكن أنا ) حذفت الهمزة وألقيت حركتها على النون الساكنة قبلها فصار لكننا ، ثم استثقلوا اجتماع النونين فسكنت الأولى وأدغمت الثانية ، وضمير ( هو ) للشأن ، والجملة بعده خبره ، والمجموع خبر ( أنا ) ، والراجع ياء الضمير ، وتقدير الكلام : لكن أنا الشأن الله ربي .
قال أهل العربية : إثبات ألف ( أنا ) في الوصل ضعيف .
قال
النحاس : مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء والمازني أن الأصل : لكن أنا ، وذكر نحو ما قدمنا .
وروي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي أن الأصل لكن الله هو ربي أنا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إثبات الألف في ( لكنا ) في الإدراج جيد ؛ لأنها قد حذفت الألف من ( أنا ) فجاءوا بها عوضا ، قال : وفي قراءة
أبي ( لكن أنا هو الله ربي ) وقرأ
ابن عامر والمثنى ، عن
نافع ، ورويس ، عن
يعقوب ( لكنا ) في حال الوصل والوقف معا بإثبات الألف ، ومثله قول الشاعر :
أنا سيف العشيرة فاعرفوني فإني قد تذريت السناما
ومنه قول
الأعشى :
فكيف أنا وألحان القوافي وبعد الشيب يكفي ذاك عارا
ولا خلاف في إثباتها في الوقف ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14510أبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ( لكن هو الله ربي ) ثم نفى عن نفسه الشرك بالله ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38ولا أشرك بربي أحدا وفيه إشارة إلى أن أخاه كان مشركا .
ثم أقبل عليه يلومه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله ( لولا ) للتحضيض أي : هلا قلت حين دخلتها هذا القول .
قال
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : ( ما ) في موضع رفع على معنى الأمر ( ما شاء الله ) أي : هلا قلت حين دخلتها : الأمر بمشيئة الله ، وما شاء الله كان ، ويجوز أن تكون ( ما ) مبتدأ والخبر مقدر ، أي : ما شاء الله كائن ، ويجوز أن تكون ( ما ) شرطية والجواب محذوف أي : أي شيء شاء الله كان
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39لا قوة إلا بالله أي : هلا قلت : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، تحضيضا له على الاعتراف بأنها وما فيها بمشيئة الله ، إن شاء أبقاها وإن شاء أفناها ، وعلى الاعتراف بالعجز ، وأن ما تيسر له من عمارتها إنما هو بمعونة الله لا بقوته وقدرته .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لا يقوى أحد على ما في يده من ملك ونعمة إلا بالله ، ولا يكون إلا ما شاء الله .
ثم لما علمه الإيمان وتفويض الأمور إلى الله سبحانه أجابه على افتخاره بالمال والنفر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا المفعول الأول ياء الضمير ، و ( أنا ) ضمير فصل ، و ( أقل ) المفعول الثاني للرؤية إن كانت علمية ، وإن جعلت بصرية كان انتصاب ( أقل ) على الحال ، ويجوز أن يكون ( أنا ) تأكيدا لياء الضمير ، وانتصاب ( مالا وولدا ) على التمييز .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك هذا جواب الشرط أي : إن ترني أفقر منك ، فأنا أرجو أن يرزقني الله سبحانه جنة خيرا من جنتك في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40ويرسل عليها حسبانا أي : ويرسل على جنتك حسبانا ، والحسبان مصدر بمعنى الحساب كالغفران أي : مقدارا قدره الله عليها ، ووقع في حسابه سبحانه ، وهو الحكم بتخريبها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الحسبان من الحساب أي : يرسل عليها عذاب الحساب ، وهو حساب ما كسبت يداك .
وقال
الأخفش : حسبانا أي : مرامي ( من السماء ) واحدها حسبانة ، وكذا قال
أبو عبيدة والقتيبي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الحسبانة السحابة ، والحسبانة الوسادة ، والحسبانة الصاعقة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر بن شميل : الحسبان سهام يرمي بها الرجل في جوف قصبة تنزع في قوس ، ثم يرمي بعشرين منها دفعة ، والمعنى : يرسل عليها مرامي من عذابه إما برد ، وإما حجارة أو غيرهما مما يشاء من أنواع العذاب .
ومنه قول
أبي زياد الكلابي :
[ ص: 861 ] أصاب الأرض حسبان
أي : جراد
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فتصبح صعيدا زلقا أي : فتصبح جنة الكافر بعد إرسال الله سبحانه عليها حسبانا ( صعيدا ) ، أي : أرضا لا نبات بها وقد تقدم تحقيقه ، ( زلقا ) أي : تزلق فيها الأقدام لملاستها ، يقال : مكان زلق بالتحريك أي : دحض ، وهو في الأصل مصدر قولك زلقت رجله تزلق زلقا وأزلقها غيره ، والمزلقة الموضع الذي لا يثبت عليه قدم ، وكذا الزلاقة ، وصف الصعيد بالمصدر مبالغة ، أو أريد به المفعول .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41أو يصبح ماؤها غورا معطوفة على الجملة التي قبلها ، والغور : الغائر .
وصف الماء بالمصدر مبالغة ، والمعنى : أنها تصير عادمة للماء بعد أن كانت واجدة له ، وكان خلالها ذلك النهر يسقيها دائما ، ويجيء الغور بمعنى الغروب ، ومنه قول أبي ذؤيب :
هل الدهر إلا ليلة ونهارها وإلا طلوع الشمس ثم غيارها
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41فلن تستطيع له طلبا أي : لن تستطيع طلب الماء الغائر فضلا عن وجوده ورده ، ولا تقدر عليه بحيلة من الحيل ، وقيل : المعنى : فلن تستطيع طلب غيره عوضا عنه .
ثم أخبر سبحانه عن وقوع ما رجاه ذلك المؤمن وتوقعه من إهلاك جنة الكافر فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وأحيط بثمره ) قد قدمنا اختلاف القراء في هذا الحرف وتفسيره ، وأصل الإحاطة من إحاطة العدو بالشخص كما تقدم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إلا أن يحاط بكم [ يوسف : 66 ] وهي عبارة عن إهلاكه وإفنائه ، وهو معطوف على مقدر كأنه قيل : فوقع ما توقعه المؤمن وأحيط بثمره
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فأصبح يقلب كفيه أي : يضرب إحدى يديه على الأخرى ، وهو كناية عن الندم ، كأنه قيل : فأصبح يندم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42على ما أنفق فيها أي : في عمارتها وإصلاحها من الأموال ، وقيل : المعنى : يقلب ملكه فلا يرى فيه عوض ما أنفق ؛ لأن الملك قد يعبر عنه باليد من قولهم : في يده مال . وهو بعيد جدا ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وهي خاوية على عروشها في محل نصب على الحال أي : والحال أن تلك الجنة ساقطة على دعائمها التي تعمد بها الكروم ، أو ساقط بعض تلك الجنة على بعض ، مأخوذ من خوت النجوم تخوى : إذا سقطت ولم تمطر في نوئها ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=52فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا [ النمل : 52 ] ، قيل : وتخصيص ما له عروش بالذكر دون النخل والزرع لأنه الأصل ، وأيضا إهلاكها مغن عن ذكر إهلاك الباقي ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا معطوفة على (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42يقلب كفيه ) أو حال من ضميره أي : وهو يقول تمنى عند مشاهدته لهلاك جنته أنه لم يشرك بالله حتى تسلم جنته من الهلاك ، أو كان هذا القول منه على حقيقته ، لا لما فاته من الغرض الدنيوي ، بل لقصد التوبة من الشرك والندم على ما فرط منه .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=43ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله ( فئة ) اسم كان و ( له ) خبرها ، و ( ينصرونه ) صفة لفئة أي : فئة ناصرة ، ويجوز أن تكون ( ينصرونه ) الخبر ، ورجح الأول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ورجح الثاني المبرد ، واحتج بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4ولم يكن له كفوا أحد [ الإخلاص : 4 ] والمعنى : أنه لم تكن له فرقة وجماعة يلتجئ إليها وينتصر بها ، ولا نفعه النفر الذين افتخر بهم فيما سبق وما كان في نفسه منتصرا أي : ممتنعا بقوته عن إهلاك الله لجنته ، وانتقامه منه .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44هنالك الولاية لله الحق قرأ
أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( الحق ) بالرفع نعتا للولاية ، وقرأ أهل
المدينة وأهل
مكة وعاصم وحمزة ( الحق ) بالجر نعتا لله سبحانه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ويجوز النصب على المصدر والتوكيد كما تقول : هذا لك حقا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( الولاية ) بكسر الواو ، وقرأ الباقون بفتحها ، وهما لغتان بمعنى ، والمعنى هنالك أي : في ذلك المقام النصرة لله وحده لا يقدر عليها غيره ، وقيل : هو على التقديم والتأخير أي : الولاية لله الحق هنالك
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44هو خير ثوابا وخير عقبا أي : هو سبحانه خير ثوابا لأوليائه في الدنيا والآخرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44وخير عقبا ) أي : عاقبة ، قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وعاصم وحمزة ( عقبا ) بسكون القاف ، وقرأ الباقون بضمها ، وهما بمعنى واحد أي : هو خير عاقبة لمن رجاه وآمن به ، قال : هذا عاقبة أمر فلان ، وعقباه ، أي : أخراه .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32جعلنا لأحدهما جنتين قال : الجنة هي البستان ، فكان له بستان واحد وجدار واحد ، وكان بينهما نهر ، فلذلك كانا جنتين ، ولذلك سماه جنة من قبل الجدار الذي عليها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال : نهر
أبي قرطس نهر الجنتين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم : وهو نهر مشهور بالرملة . وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33ولم تظلم منه شيئا قال : لم تنقص ، كل شجر الجنة أطعم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم من طريق
علي بن أبي طلحة عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وكان له ثمر يقول : مال .
وأخرج
أبو عبيد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة ، قال : قرأها
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ( وكان له ثمر ) بالضم ، وقال : هي أنواع المال .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وكان له ثمر قال : ذهب وفضة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
قتادة nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35وهو ظالم لنفسه يقول : كفور لنعمة ربه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020717علمني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كلمات أقولهن عند الكرب : nindex.php?page=treesubj&link=24435الله ربي لا أشرك به شيئا .
وأخرج
عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=14681يحيى بن سليم الطائفي عمن ذكره قال :
طلب موسى من ربه حاجة فأبطأت عليه فقال : ما شاء الله ، فإذا حاجته بين يديه ، فقال : يا رب إني أطلب حاجتي منذ كذا وكذا أعطيتها الآن ، فأوحى الله إليه : يا موسى ، أما علمت أن قولك : ما شاء الله ، أنجح ما طلبت به الحوائج .
وأخرج
أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن
أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020719ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فيقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته ، وقرأ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، وفي إسناده
عيسى بن عون ، عن
عبد الملك بن زرارة ، عن
أنس .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11886أبو الفتح الأزدي :
[ ص: 862 ] عيسى بن عون ، عن
عبد الملك بن زرارة ، عن
أنس لا يصح حديثه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم من وجه آخر عن
أنس نحوه موقوفا .
وأخرج
البيهقي في الشعب عنه نحوه مرفوعا .
وأخرج
أحمد من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال لي نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020720ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش ؟ قلت : نعم ، قال : أن تقول لا قوة إلا بالله .
وقد ثبت في الصحيح من حديث
أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال له :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020721ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ nindex.php?page=treesubj&link=33074لا حول ولا قوة إلا بالله ، وقد وردت أحاديث وآثار عن السلف في فضل هذه الكلمة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير و ابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فتصبح صعيدا زلقا قال : مثل الجرز .
وأخرج
عبد الرزاق وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40حسبانا من السماء قال : عذابا (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فتصبح صعيدا زلقا ) أي : قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41أو يصبح ماؤها غورا أي : ذاهبا قد غار في الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه قال : يصفق
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42على ما أنفق فيها متلهفا على ما فاته .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28989_32006_28902وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=43وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ هَذَا الْمَثَلُ ضَرَبَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِمَنْ يَتَعَزَّزُ بِالدُّنْيَا وَيَسْتَنْكِفُ عَنْ مُجَالَسَةِ الْفُقَرَاءِ ، فَهُوَ عَلَى هَذَا مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ ) .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الرَّجُلَيْنِ هَلْ هُمَا مُقَدَّرَانِ أَوْ مُحَقَّقَانِ ؟ فَقَالَ بِالْأَوَّلِ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ . وَقَالَ بِالْآخَرِ بَعْضٌ آخَرُ .
وَاخْتَلَفُوا فِي تَعْيِينِهِمَا ، فَقِيلَ : هُمَا أَخَوَانِ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَقِيلَ : هُمَا أَخَوَانِ مَخْزُومِيَّانِ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ : أَحَدُهُمَا مُؤْمِنٌ ، وَالْآخَرُ كَافِرٌ ، وَقِيلَ : هُمَا الْمَذْكُورَانِ فِي سُورَةِ الصَّافَّاتِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ [ الصَّافَّاتِ : 51 ] وَانْتِصَابُ ( مَثَلًا وَرَجُلَيْنِ ) عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولَا ( اضْرِبْ ) قِيلَ : وَالْأَوَّلُ هُوَ الثَّانِي وَالثَّانِي هُوَ الْأَوَّلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ هُوَ الْكَافِرُ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32مِنْ أَعْنَابٍ ) بَيَانٌ لِمَا فِي الْجَنَّتَيْنِ ، أَيْ : مِنْ كُرُومٍ مُتَنَوِّعَةٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ ) الْحَفُّ الْإِحَاطَةُ ، وَمِنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=75حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ [ الزُّمَرِ : 75 ] ، وَيُقَالُ : حَفَّ الْقَوْمُ بِفُلَانٍ يَحِفُّونَ حَفًّا أَيْ : أَطَافُوا بِهِ ، فَمَعْنَى الْآيَةِ : وَجَعَلْنَا النَّخْلَ مُطِيفًا بِالْجَنَّتَيْنِ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا أَيْ : بَيْنَ الْجَنَّتَيْنِ ، وَهُوَ وَسَطُهُمَا ، لِيَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا جَامِعًا لِلْأَقْوَاتِ وَالْفَوَاكِهِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنِ الْجَنَّتَيْنِ بِأَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا كَانَتْ تُؤَدِّي حَمْلَهَا وَمَا فِيهَا ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا أَخْبَرَ عَنْ كِلْتَا بِآتَتْ ؛ لِأَنَّ لَفْظَهُ مُفْرَدٌ ، فَرَاعَى جَانِبَ اللَّفْظِ .
وَقَدْ ذَهَبَ الْبَصْرِيُّونَ إِلَى أَنَّ كِلْتَا وَكِلَا اسْمٌ مُفْرَدٌ غَيْرُ مُثَنًّى . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ مُثَنًّى ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ كُلٍّ فَخُفِّفَتِ اللَّامُ وَزِيدَتِ الْأَلِفُ لِلتَّثْنِيَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : أَلِفُ ( كِلْتَا ) لِلتَّأْنِيثِ ، وَالتَّاءُ بَدَلٌ مِنْ لَامِ الْفِعْلِ ، وَهِيَ وَاوٌ ، وَالْأَصْلُ كُلُوا .
وَقَالَ
أَبُو عَمْرٍو : التَّاءُ مُلْحَقَةٌ . وَ ( أُكُلَهَا ) هُوَ ثَمَرُهَا . وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ قَدْ صَارَ صَالِحًا لِلْأَكْلِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ( كُلُّ الْجَنَّتَيْنِ آتَى أُكُلَهُ )
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا أَيْ : لَمْ تَنْقُصْ مِنْ أُكُلِهَا شَيْئًا ، يُقَالُ : ظَلَمَهُ حَقَّهُ ، أَيْ : نَقَصَهُ ، وَوَصَفَ الْجَنَّتَيْنِ بِهَذِهِ الصِّفَةِ لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّهُمَا عَلَى خِلَافِ مَا يُعْتَادُ فِي سَائِرِ الْبَسَاتِينِ فَإِنَّهَا فِي الْغَالِبِ تَكْثُرُ فِي عَامٍ ، وَتَقِلُّ فِي عَامٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا أَيْ : أَجْرَيْنَا وَشَقَقْنَا وَسَطَ الْجَنَّتَيْنِ نَهَرًا لِيَسْقِيَهُمَا دَائِمًا مِنْ غَيْرِ انْقِطَاعٍ ، وَقُرِئَ ( فَجَّرْنَا ) بِالتَّشْدِيدِ لِلْمُبَالَغَةِ ، وَبِالتَّخْفِيفِ عَلَى الْأَصْلِ .
( وَكَانَ لَهُ ) أَيْ : لِصَاحِبِ الْجَنَّتَيْنِ ( ثَمَرٌ ) قَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ( ثَمَرٌ ) بِفَتْحِ الثَّاءِ وَالْمِيمِ ، وَكَذَلِكَ قَرَءُوا فِي قَوْلِهِ : ( أُحِيطَ بِثَمَرِهِ ) وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو بِضَمِّ الثَّاءِ وَإِسْكَانِ الْمِيمِ فِيهِمَا ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهِمَا جَمِيعًا فِي الْمَوْضِعَيْنِ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الثَّمَرَةُ وَاحِدَةُ الثَّمَرِ ، وَجَمْعُ الثَّمَرِ ثِمَارٌ ، مِثْلَ : جَبَلٍ وَجِبَالٍ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَجَمْعُ الثِّمَارِ ثُمُرٌ ، مِثْلَ : كِتَابٍ وَكُتُبٍ ، وَجَمْعُ الثُّمُرِ أَثْمَارٌ ، مِثْلَ : عُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ ، وَقِيلَ : الثَّمَرُ جَمِيعُ الْمَالِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْحَيَوَانِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
وَقِيلَ : هُوَ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ خَاصَّةً (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34فَقَالَ لِصَاحِبِهِ ) أَيْ : قَالَ صَاحِبُ الْجَنَّتَيْنِ الْكَافِرُ لِصَاحِبِهِ الْمُؤْمِنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ) أَيْ : وَالْكَافِرُ يُحَاوِرُ الْمُؤْمِنَ ، وَالْمَعْنَى : يُرَاجِعُهُ الْكَلَامَ وَيُجَاوِبُهُ ، وَالْمُحَاوَرَةُ الْمُرَاجَعَةُ ، وَالتَّحَاوُرُ التَّجَاوُبُ
[ ص: 860 ] nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا النَّفَرُ الرَّهْطُ ، وَهُوَ مَا دُونُ الْعَشْرَةِ ، وَأَرَادَ هَاهُنَا الْأَتْبَاعَ وَالْخَدَمَ وَالْأَوْلَادَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35وَدَخَلَ جَنَّتَهُ ) أَيْ : دَخَلَ الْكَافِرُ جَنَّةَ نَفْسِهِ .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : أَخَذَ بِيَدِ أَخِيهِ
الْمُسْلِمِ ، فَأَدْخَلَهُ جَنَّتَهُ يَطُوفُ بِهِ فِيهَا ، وَيُرِيهِ عَجَائِبَهَا ، وَإِفْرَادُ الْجَنَّةِ هُنَا يَحْتَمِلُ أَنَّ وَجْهَهُ كَوْنُهُ لَمْ يُدْخِلْ أَخَاهُ إِلَّا وَاحِدَةً مِنْهُمَا ، أَوْ لِكَوْنِهِمَا لَمَّا اتَّصَلَا كَانَا كَوَاحِدَةٍ ، أَوْ لِأَنَّهُ أَدْخَلَهُ فِي وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ وَاحِدَةٍ أَوْ لِعَدَمِ تَعَلُّقِ الْغَرَضِ بِذِكْرِهِمَا ، وَمَا أَبْعَدَ مَا قَالَهُ صَاحِبُ الْكَشَّافِ أَنَّهُ وَحَّدَ الْجَنَّةَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُ لَا نَصِيبَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُؤْمِنُونَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَيْ : وَذَلِكَ الْكَافِرُ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ بِكُفْرِهِ وَعُجْبِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا أَيْ : قَالَ الْكَافِرُ لِفَرْطِ غَفْلَتِهِ وَطُولِ أَمَلِهِ : مَا أَظُنُّ أَنْ تَفْنَى هَذِهِ الْجَنَّةُ الَّتِي تُشَاهِدُهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً nindex.php?page=treesubj&link=28760أَنْكَرَ الْبَعْثَ بَعْدَ إِنْكَارِهِ لِفَنَاءِ جَنَّتِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَخْبَرَ أَخَاهُ بِكُفْرِهِ بِفَنَاءِ الدُّنْيَا وَقِيَامِ السَّاعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا اللَّامُ هِيَ الْمُوطِئَةُ لِلْقَسَمِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ إِنْ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَرْضًا وَتَقْدِيرًا كَمَا زَعَمَ صَاحِبُهُ ، وَاللَّامُ فِي ( لَأَجِدَنَّ ) جَوَابُ الْقَسَمِ وَالشَّرْطِ أَيْ : لَأَجِدَنَّ يَوْمَئِذٍ خَيْرًا مِنْ هَذِهِ الْجَنَّةِ .
فِي مَصَاحِفِ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالشَّامِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36خَيْرًا مِنْهَا ) وَفِي مَصَاحِفِ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36خَيْرًا مِنْهَا ) عَلَى الْإِفْرَادِ .
وَ ( مُنْقَلَبًا ) مُنْتَصِبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ أَيْ : مَرْجِعًا وَعَاقِبَةً ، قَالَ هَذَا قِيَاسًا لِلْغَائِبِ عَلَى الْحَاضِرِ .
وَأَنَّهُ لَمَّا كَانَ غَنِيًّا فِي الدُّنْيَا ، سَيَكُونُ غَنِيًّا فِي الْأُخْرَى ، اغْتِرَارًا مِنْهُ بِمَا صَارَ فِيهِ مِنَ الْغِنَى الَّذِي هُوَ اسْتِدْرَاجٌ لَهُ مِنَ اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ أَيْ : قَالَ لِلْكَافِرِ صَاحِبُهُ الْمُؤْمِنُ حَالَ مُحَاوَرَتِهِ لَهُ مُنْكِرًا عَلَيْهِ مَا قَالَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ بِقَوْلِكَ : مَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ أَيْ : جَعَلَ أَصْلَ خَلْقِكَ مِنْ تُرَابٍ حَيْثُ خَلَقَ أَبَاكَ آدَمَ مِنْهُ ، وَهُوَ أَصْلُكَ ، وَأَصْلُ الْبَشَرِ ، فَلِكُلِّ فَرْدٍ حَظٌّ مِنْ ذَلِكَ ، وَقِيلَ : يُحْتَمَلُ أَنَّهُ كَانَ كَافِرًا بِاللَّهِ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ ، وَلَمْ يَقْصِدْ أَنَّ الْكُفْرَ حَدَثَ لَهُ بِسَبَبِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ وَهِيَ الْمَادَّةُ الْقَرِيبَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا أَيْ : صَيَّرَكَ إِنْسَانًا ذَكَرًا وَعَدَّلَ أَعْضَاءَكَ وَكَمَّلَكَ ، وَفِي هَذَا تَلْوِيحٌ بِالدَّلِيلِ عَلَى الْبَعْثِ ، وَأَنَّ الْقَادِرَ عَلَى الِابْتِدَاءِ قَادِرٌ عَلَى الْإِعَادَةِ ، وَانْتِصَابُ ( رَجُلًا ) عَلَى الْحَالِ أَوِ التَّمْيِيزِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي كَذَا قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ بَعْدَ ( لَكِنَّ ) الْمُشَدَّدَةِ .
وَأَصَلُهُ ( لَكِنَّ أَنَا ) حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ وَأُلْقِيَتْ حَرَكَتُهَا عَلَى النُّونِ السَّاكِنَةِ قَبْلَهَا فَصَارَ لَكِنَّنَا ، ثُمَّ اسْتَثْقَلُوا اجْتِمَاعَ النُّونَيْنِ فَسُكِّنَتِ الْأُولَى وَأُدْغِمَتِ الثَّانِيَةُ ، وَضَمِيرُ ( هُوَ ) لِلشَّأْنِ ، وَالْجُمْلَةُ بَعْدَهُ خَبَرُهُ ، وَالْمَجْمُوعُ خَبَرُ ( أَنَا ) ، وَالرَّاجِعُ يَاءُ الضَّمِيرِ ، وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ : لَكِنَّ أَنَا الشَّأْنُ اللَّهُ رَبِّي .
قَالَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ : إِثْبَاتُ أَلِفِ ( أَنَا ) فِي الْوَصْلِ ضَعِيفٌ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءِ وَالْمَازِنِيِّ أَنَّ الْأَصْلَ : لَكِنَّ أَنَا ، وَذَكَرَ نَحْوَ مَا قَدَّمْنَا .
وَرُوِيَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ أَنَّ الْأَصْلَ لَكِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي أَنَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِثْبَاتُ الْأَلِفِ فِي ( لَكِنَّا ) فِي الْإِدْرَاجِ جَيِّدٌ ؛ لِأَنَّهَا قَدْ حُذِفَتِ الْأَلِفُ مِنْ ( أَنَا ) فَجَاءُوا بِهَا عِوَضًا ، قَالَ : وَفِي قِرَاءَةِ
أُبَيٍّ ( لَكِنَّ أَنَا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ) وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَالْمُثَنَّى ، عَنْ
نَافِعٍ ، وَرُوَيْسٌ ، عَنْ
يَعْقُوبَ ( لَكِنَّا ) فِي حَالِ الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ مَعًا بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَنَا سَيْفُ الْعَشِيرَةِ فَاعَرَفُونِي فَإِنِّي قَدْ تَذَرَّيْتُ السَّنَامَا
وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
فَكَيْفَ أَنَا وَأَلْحَانُ الْقَوَافِي وَبَعْدَ الشَّيْبِ يَكْفِي ذَاكَ عَارَا
وَلَا خِلَافَ فِي إِثْبَاتِهَا فِي الْوَقْفِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14510أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو الْعَالِيَةِ ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ ( لَكِنَّ هُوَ اللَّهُ رَبِّي ) ثُمَّ نَفَى عَنْ نَفْسِهِ الشِّرْكَ بِاللَّهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ أَخَاهُ كَانَ مُشْرِكًا .
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ يَلُومُهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ ( لَوْلَا ) لِلتَّحْضِيضِ أَيْ : هَلَّا قُلْتَ حِينَ دَخَلْتَهَا هَذَا الْقَوْلَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : ( مَا ) فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى مَعْنَى الْأَمْرِ ( مَا شَاءَ اللَّهُ ) أَيْ : هَلَّا قُلْتَ حِينَ دَخَلْتَهَا : الْأَمْرُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ ، وَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ( مَا ) مُبْتَدَأً وَالْخَبَرُ مُقَدَّرٌ ، أَيْ : مَا شَاءَ اللَّهُ كَائِنٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ( مَا ) شَرْطِيَّةً وَالْجَوَابُ مَحْذُوفٌ أَيْ : أَيُّ شَيْءٍ شَاءَ اللَّهُ كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ أَيْ : هَلَّا قُلْتَ : مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، تَحْضِيضًا لَهُ عَلَى الِاعْتِرَافِ بِأَنَّهَا وَمَا فِيهَا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ ، إِنْ شَاءَ أَبْقَاهَا وَإِنْ شَاءَ أَفْنَاهَا ، وَعَلَى الِاعْتِرَافِ بِالْعَجْزِ ، وَأَنَّ مَا تَيَسَّرَ لَهُ مِنْ عِمَارَتِهَا إِنَّمَا هُوَ بِمَعُونَةِ اللَّهِ لَا بِقُوَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لَا يَقْوَى أَحَدٌ عَلَى مَا فِي يَدِهِ مِنْ مُلْكٍ وَنِعْمَةٍ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ .
ثُمَّ لَمَّا عَلَّمَهُ الْإِيمَانَ وَتَفْوِيضَ الْأُمُورِ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَجَابَهُ عَلَى افْتِخَارِهِ بِالْمَالِ وَالنَّفَرِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39إِنْ تَرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا الْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ يَاءُ الضَّمِيرِ ، وَ ( أَنَا ) ضَمِيرُ فَصْلٍ ، وَ ( أَقَلَّ ) الْمَفْعُولُ الثَّانِي لِلرُّؤْيَةِ إِنْ كَانَتْ عِلْمِيَّةً ، وَإِنْ جُعِلَتْ بَصَرِيَّةً كَانَ انْتِصَابُ ( أَقَلَّ ) عَلَى الْحَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( أَنَا ) تَأْكِيدًا لِيَاءِ الضَّمِيرِ ، وَانْتِصَابُ ( مَالًا وَوَلَدًا ) عَلَى التَّمْيِيزِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ هَذَا جَوَابُ الشَّرْطِ أَيْ : إِنْ تَرَنِي أَفْقَرَ مِنْكَ ، فَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَرْزُقَنِي اللَّهُ سُبْحَانَهُ جَنَّةً خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْآخِرَةِ أَوْ فِيهِمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا أَيْ : وَيُرْسِلُ عَلَى جَنَّتِكَ حُسْبَانًا ، وَالْحُسْبَانُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْحِسَابِ كَالْغُفْرَانِ أَيْ : مِقْدَارًا قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا ، وَوَقَعَ فِي حِسَابِهِ سُبْحَانَهُ ، وَهُوَ الْحُكْمُ بِتَخْرِيبِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْحُسْبَانُ مِنَ الْحِسَابِ أَيْ : يُرْسِلُ عَلَيْهَا عَذَابَ الْحِسَابِ ، وَهُوَ حِسَابُ مَا كَسَبَتْ يَدَاكَ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : حُسْبَانًا أَيْ : مَرَامِيَ ( مِنَ السَّمَاءِ ) وَاحِدُهَا حُسْبَانَةٌ ، وَكَذَا قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْقُتَيْبِيُّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الْحُسْبَانَةُ السَّحَابَةُ ، وَالْحُسْبَانَةُ الْوِسَادَةُ ، وَالْحُسْبَانَةُ الصَّاعِقَةُ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15409النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ : الْحُسْبَانُ سِهَامٌ يَرْمِي بِهَا الرَّجُلُ فِي جَوْفِ قَصَبَةٍ تُنْزَعُ فِي قَوْسٍ ، ثُمَّ يَرْمِي بِعِشْرِينَ مِنْهَا دُفْعَةً ، وَالْمَعْنَى : يُرْسِلُ عَلَيْهَا مَرَامِيَ مِنْ عَذَابِهِ إِمَّا بَرْدٌ ، وَإِمَّا حِجَارَةٌ أَوْ غَيْرُهُمَا مِمَّا يَشَاءُ مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ .
وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ :
[ ص: 861 ] أَصَابَ الْأَرْضَ حُسْبَانٌ
أَيْ : جَرَادٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا أَيْ : فَتُصْبِحَ جَنَّةُ الْكَافِرِ بَعْدَ إِرْسَالِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهَا حُسْبَانًا ( صَعِيدًا ) ، أَيْ : أَرْضًا لَا نَبَاتَ بِهَا وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُهُ ، ( زَلَقًا ) أَيْ : تَزْلَقُ فِيهَا الْأَقْدَامُ لِمَلَاسَتِهَا ، يُقَالُ : مَكَانٌ زَلَقٌ بِالتَّحْرِيكِ أَيْ : دَحْضٌ ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرُ قَوْلِكَ زَلَقَتْ رِجْلُهُ تَزْلَقُ زَلَقًا وَأَزْلَقَهَا غَيْرُهُ ، وَالْمَزْلَقَةُ الْمَوْضِعُ الَّذِي لَا يَثْبُتُ عَلَيْهِ قَدَمٌ ، وَكَذَا الزَّلَّاقَةُ ، وَصَفَ الصَّعِيدَ بِالْمَصْدَرِ مُبَالَغَةً ، أَوْ أُرِيدَ بِهِ الْمَفْعُولُ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا مَعْطُوفَةٌ عَلَى الْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا ، وَالْغَوْرُ : الْغَائِرُ .
وَصَفَ الْمَاءَ بِالْمَصْدَرِ مُبَالَغَةً ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا تَصِيرُ عَادِمَةً لِلْمَاءِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ وَاجِدَةً لَهُ ، وَكَانَ خِلَالَهَا ذَلِكَ النَّهْرُ يَسْقِيهَا دَائِمًا ، وَيَجِيءُ الْغَوْرُ بِمَعْنَى الْغُرُوبِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ :
هَلِ الدَّهْرُ إِلَّا لَيْلَةٌ وَنَهَارُهَا وَإِلَّا طُلُوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ غِيَارُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا أَيْ : لَنْ تَسْتَطِيعَ طَلَبَ الْمَاءِ الْغَائِرِ فَضْلًا عَنْ وُجُودِهِ وَرَدِّهِ ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ بِحِيلَةٍ مِنَ الْحِيَلِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : فَلَنْ تَسْتَطِيعَ طَلَبَ غَيْرِهِ عِوَضًا عَنْهُ .
ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنْ وُقُوعِ مَا رَجَاهُ ذَلِكَ الْمُؤْمِنُ وَتَوَقَّعَهُ مِنْ إِهْلَاكِ جَنَّةِ الْكَافِرِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ ) قَدْ قَدَّمْنَا اخْتِلَافَ الْقُرَّاءِ فِي هَذَا الْحَرْفِ وَتَفْسِيرِهِ ، وَأَصْلُ الْإِحَاطَةِ مِنْ إِحَاطَةِ الْعَدُوِّ بِالشَّخْصِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ [ يُوسُفَ : 66 ] وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ إِهْلَاكِهِ وَإِفْنَائِهِ ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : فَوَقْعَ مَا تَوَقَّعَهُ الْمُؤْمِنُ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ أَيْ : يَضْرِبُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى ، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ النَّدَمِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فَأَصْبَحَ يَنْدَمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا أَيْ : فِي عِمَارَتِهَا وَإِصْلَاحِهَا مِنَ الْأَمْوَالِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : يُقَلِّبُ مُلْكَهُ فَلَا يَرَى فِيهِ عِوَضَ مَا أَنْفَقَ ؛ لِأَنَّ الْمُلْكَ قَدْ يُعَبَّرُ عَنْهُ بِالْيَدِ مِنْ قَوْلِهِمْ : فِي يَدِهِ مَالٌ . وَهُوَ بِعِيدٌ جِدًّا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَيْ : وَالْحَالُ أَنَّ تِلْكَ الْجَنَّةَ سَاقِطَةٌ عَلَى دَعَائِمِهَا الَّتِي تَعْمِدُ بِهَا الْكُرُومَ ، أَوْ سَاقِطٌ بَعْضُ تِلْكَ الْجَنَّةِ عَلَى بَعْضٍ ، مَأْخُوذٌ مِنْ خَوَتِ النُّجُومُ تَخْوَى : إِذَا سَقَطَتْ وَلَمْ تُمْطِرْ فِي نَوْئِهَا ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=52فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا [ النَّمْلِ : 52 ] ، قِيلَ : وَتَخْصِيصُ مَا لَهُ عُرُوشٌ بِالذِّكْرِ دُونَ النَّخْلِ وَالزَّرْعِ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ ، وَأَيْضًا إِهْلَاكُهَا مُغْنٍ عَنْ ذِكْرِ إِهْلَاكِ الْبَاقِي ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا مَعْطُوفَةٌ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ ) أَوْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِهِ أَيْ : وَهُوَ يَقُولُ تَمَنَّى عِنْدَ مُشَاهَدَتِهِ لِهَلَاكِ جَنَّتِهِ أَنَّهُ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ حَتَّى تَسْلَمَ جَنَّتُهُ مِنَ الْهَلَاكِ ، أَوْ كَانَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ ، لَا لِمَا فَاتَهُ مِنَ الْغَرَضِ الدُّنْيَوِيِّ ، بَلْ لِقَصْدِ التَّوْبَةِ مِنَ الشِّرْكِ وَالنَّدَمِ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=43وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ( فِئَةٌ ) اسْمُ كَانَ وَ ( لَهُ ) خَبَرُهَا ، وَ ( يَنْصُرُونَهُ ) صِفَةٌ لِفِئَةٍ أَيْ : فِئَةٌ نَاصِرَةٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ( يَنْصُرُونَهُ ) الْخَبَرَ ، وَرَجَّحَ الْأَوَّلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَرَجَّحَ الثَّانِيَ الْمُبَرِّدُ ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [ الْإِخْلَاصِ : 4 ] وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ فِرْقَةٌ وَجَمَاعَةٌ يَلْتَجِئُ إِلَيْهَا وَيَنْتَصِرُ بِهَا ، وَلَا نَفَعَهُ النَّفَرُ الَّذِينَ افْتَخَرَ بِهِمْ فِيمَا سَبَقَ وَمَا كَانَ فِي نَفْسِهِ مُنْتَصِرًا أَيْ : مُمْتَنِعًا بِقُوَّتِهِ عَنْ إِهْلَاكِ اللَّهِ لِجَنَّتِهِ ، وَانْتِقَامِهِ مِنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( الْحَقُّ ) بِالرَّفْعِ نَعْتًا لِلْوَلَايَةِ ، وَقَرَأَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ وَأَهْلُ
مَكَّةَ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ ( الْحَقِّ ) بِالْجَرِّ نَعْتًا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَيَجُوزُ النَّصْبُ عَلَى الْمَصْدَرِ وَالتَّوْكِيدِ كَمَا تَقُولُ : هَذَا لَكَ حَقًّا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( الْوِلَايَةُ ) بِكَسْرِ الْوَاوِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا ، وَهُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى ، وَالْمَعْنَى هُنَالِكَ أَيْ : فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ النُّصْرَةُ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا غَيْرُهُ ، وَقِيلَ : هُوَ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ أَيْ : الْوِلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُنَالِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا أَيْ : هُوَ سُبْحَانَهُ خَيْرٌ ثَوَابًا لِأَوْلِيَائِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44وَخَيْرٌ عُقْبًا ) أَيْ : عَاقِبَةً ، قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ ( عُقْبًا ) بِسُكُونِ الْقَافِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا ، وَهَمَّا بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَيْ : هُوَ خَيْرٌ عَاقِبَةً لِمَنْ رَجَاهُ وَآمَنَ بِهِ ، قَالَ : هَذَا عَاقِبَةُ أَمْرِ فُلَانٍ ، وَعُقْبَاهُ ، أَيْ : أُخْرَاهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ قَالَ : الْجَنَّةُ هِيَ الْبُسْتَانُ ، فَكَانَ لَهُ بُسْتَانٌ وَاحِدٌ وَجِدَارٌ وَاحِدٌ ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا نَهَرٌ ، فَلِذَلِكَ كَانَا جَنَّتَيْنِ ، وَلِذَلِكَ سَمَّاهُ جَنَّةً مِنْ قِبَلِ الْجِدَارِ الَّذِي عَلَيْهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ : نَهْرُ
أَبِي قَرْطَسٍ نَهْرُ الْجَنَّتَيْنِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : وَهُوَ نَهْرٌ مَشْهُورٌ بِالرَّمَلَةِ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا قَالَ : لَمْ تَنْقُصْ ، كُلُّ شَجَرِ الْجَنَّةِ أَطْعَمَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ يَقُولُ : مَالٌ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : قَرَأَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ( وَكَانَ لَهُ ثُمُرٌ ) بِالضَّمِّ ، وَقَالَ : هِيَ أَنْوَاعُ الْمَالِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ قَالَ : ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ يَقُولُ : كَفُورٌ لِنِعْمَةِ رَبِّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=116أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020717عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَلِمَاتٍ أَقَوْلُهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ : nindex.php?page=treesubj&link=24435اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14681يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ قَالَ :
طَلَبَ مُوسَى مِنْ رَبِّهِ حَاجَةً فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ : مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَإِذَا حَاجَتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنِّي أَطْلُبُ حَاجَتِي مُنْذُ كَذَا وَكَذَا أُعْطِيتُهَا الْآنَ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا مُوسَى ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ قَوْلَكَ : مَا شَاءَ اللَّهُ ، أَنْجَحُ مَا طُلِبَتْ بِهِ الْحَوَائِجُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020719مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فِي أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ فَيَقُولُ : مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِلَّا دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ آفَةٍ حَتَّى تَأْتِيَهُ مَنِيَّتُهُ ، وَقَرَأَ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَفِي إِسْنَادِهِ
عِيسَى بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ
أَنَسٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11886أَبُو الْفَتْحِ الْأَزَدِيُّ :
[ ص: 862 ] عِيسَى بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ
أَنَسٍ لَا يَصِحُّ حَدِيثُهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ
أَنَسٍ نَحْوَهُ مَوْقُوفًا .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْهُ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ لِي نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020720أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ تَحْتَ الْعَرْشِ ؟ قَلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : أَنْ تَقُولَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي مُوسَى أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020721أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ nindex.php?page=treesubj&link=33074لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ وَآثَارٌ عَنِ السَّلَفِ فِي فَضْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَ ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا قَالَ : مِثْلَ الْجُرُزِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ قَالَ : عَذَابًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ) أَيْ : قَدْ حُصِدَ مَا فِيهَا فَلَمْ يُتْرَكْ فِيهَا شَيْءٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا أَيْ : ذَاهِبًا قَدْ غَارَ فِي الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ قَالَ : يُصَفِّقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا مُتَلَهِفًا عَلَى مَا فَاتَهُ .