الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1880 [ ص: 131 ] حديث أول لابن شهاب عن عطاء بن يزيد .

مالك ( ، عن ابن شهاب ) ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفذ ما عنده قال : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر .

[ ص: 132 ]

التالي السابق


[ ص: 132 ] هذا الحديث في الموطأ لم يختلف في شيء منه فيما علمت . حدثنا خلف بن قاسم ، حدثنا عمر بن محمد بن القاسم ومحمد بن أحمد بن كامل ومحمد بن أحمد بن المسور قالوا : حدثنا بكر بن سهل ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ، حتى إذا نفد ما عنده قال : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ومن يصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر وأما قوله : فلن أدخر عنكم ، فإنه يريد لن أستره عنكم وأمنعكموه ، وأنفرد به دونكم ونحو هذا .

وفي هذا الحديث ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من السخاء والكرم ، هذا إن كان عطاؤه ذلك من سهم وما أفاء الله عليه وإن يكن من مال الله ، فحسبك وما [ ص: 133 ] عليه صلى الله عليه وسلم من إنفاذ أمر الله وإيثار طاعته وقسمة مال الله بين عباده ، وقد فاز من اقتدى به فوزا عظيما ، وفيه إعطاء السائل مرتين ، وفيه الاعتذار إلى السائل ، وفيه الحض على التعفف والاستغناء بالله عن عباده والتصبر وأن ذلك أفضل ما أعطيه الإنسان ، وفي هذا كله نهي عن السؤال وأمر بالقناعة والصبر ، وقد مضى القول في السؤال وما يجوز منه وما لا يجوز ومتى يجوز فيما سلف من كتابنا هذا والحمد لله




الخدمات العلمية