الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 665 ) مسألة : قال ( ثم يستعيذ ) وجملة ذلك أن الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة سنة . وبذلك قال الحسن وابن سيرين ، وعطاء ، والثوري ، والأوزاعي ، والشافعي ، وإسحاق وأصحاب الرأي . وقال مالك : لا يستعيذ ; لحديث أنس ولنا قول الله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } .

                                                                                                                                            وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { أنه كان إذا قام إلى الصلاة استفتح ، ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، من همزه ، ونفخه ، ونفثه } قال الترمذي : هذا أشهر حديث في الباب . وقال ابن المنذر جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه كان يقول قبل القراءة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم } . وحديث أنس قد مضى جوابه .

                                                                                                                                            وصفة الاستعاذة : أن يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . وهذا قول أبي حنيفة والشافعي ; لقول الله تعالى { فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } وعن أحمد أنه يقول ; أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ; لخبر أبي سعيد ولقول الله تعالى { فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } وهذا متضمن لزيادة ، ونقل حنبل عنه : أنه يزيد بعد ذلك : إن الله هو السميع العليم . وهذا كله واسع ، وكيفما استعاذ فهو حسن ، ويسر الاستعاذة ، ولا يجهر بها ، لا أعلم فيه خلافا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية