الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              608 (باب وضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة ) .

                                                                                                                              وقال النووي: (باب وضع يده اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام تحت صدره، فوق سرته. ووضعهما في السجود على الأرض حذو منكبيه ) .

                                                                                                                              (حديث الباب ) .

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 114 ج 4 المطبعة المصرية .

                                                                                                                              [حدثنا زهير بن حرب. حدثنا عفان. حدثنا همام. حدثنا محمد بن جحادة. حدثني عبد الجبار بن وائل عن علقمة بن وائل، ومولى لهم؛ أنهما حدثاه عن أبيه (وائل بن حجر ) ؛ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر (وصف همام حيال أذنيه ) ثم التحف بثوبه. ثم وضع يده اليمنى على اليسرى. فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب. ثم رفعهما. ثم كبر فركع.

                                                                                                                              فلما قال: "سمع الله لمن حمده" رفع يديه. فلما سجد، سجد بين كفيه
                                                                                                                              .] .

                                                                                                                              [ ص: 323 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 323 ] (الشرح) .

                                                                                                                              (عن وائل بن حجر ) رضي الله عنه: (أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة، كبر: (وصف همام حيال أذنيه ) .

                                                                                                                              بكسر الحاء: أي: قبالتهما. وقد سبق بيان كيفية رفعهما.

                                                                                                                              "وفيه" استحباب رفع يديه عند الدخول في الصلاة، وعند الركوع، وعند الرفع منه.

                                                                                                                              (ثم التحف بثوبه ) . "فيه" فوائد؛ منها: أن العمل القليل في الصلاة لا يبطلها. لقوله: "ثم التحف".

                                                                                                                              (ثم وضع يده اليمنى على اليسرى ) . "فيه" استحباب وضع اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام.

                                                                                                                              قال النووي: ويجعلهما تحت صدره فوق سرته. قال: هذا مذهبنا، وبه قال الجمهور.

                                                                                                                              وقال أبو حنيفة وغيره: يجعلهما تحت سرته.

                                                                                                                              وعن أحمد روايتان كالمذهبين.

                                                                                                                              [ ص: 324 ] "وثالثة" أنه مخير بينهما، ولا ترجيح. وبهذا قال الأوزاعي، وابن المنذر.

                                                                                                                              وعن مالك روايتان؛ يضعهما تحت صدره، ويرسلهما.

                                                                                                                              وهذه رواية جمهور أصحابه، وهي الأشهر عندهم.

                                                                                                                              وفي المسألة أحاديث كثيرة.

                                                                                                                              ودليل وضعهما فوق السرة، حديث وائل بن حجر: (قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - ووضع يده اليمنى على يده اليسرى، على صدره- ) . رواه ابن خزيمة في صحيحه.

                                                                                                                              ودليل وضع اليمين على الشمال، حديث الباب، وحديث سهل بن سعد؛ (قال: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة ) . رواه البخاري، وهذا حديث صحيح مرفوع.

                                                                                                                              وأما حديث علي في وضع الأكف على الأكف تحت السرة، فضعيف بالاتفاق.

                                                                                                                              قلت: والأوفق بالأدلة التخيير. والله أعلم.

                                                                                                                              (فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب. ثم رفعهما ) .

                                                                                                                              "فيه" استحباب كشف اليدين عند الرفع.

                                                                                                                              (ثم كبر، فركع. فلما قال: "سمع الله لمن حمده"؛ رفع يديه.

                                                                                                                              [ ص: 325 ] وهذا الرفع عند الركوع، ثابت بأدلة متواترة، لا شك فيه.

                                                                                                                              (فلما سجد، سجد بين كفيه ) "فيه" وضعهما في السجود على الأرض، حذو منكبيه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية