الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            600 - حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء في شهر ربيع الأول سنة أربع وتسعين وثلاثمائة ، أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ، [ ص: 391 ] بالكوفة ، ثنا أحمد بن حازم بن أبي عروة ، ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني ، ثنا يحيى بن سليم ، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : دخلت فاطمة على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهي تبكي ، فقال : " يا بنية ، ما يبكيك ؟ " قالت : يا أبت ما لي لا أبكي وهؤلاء الملأ من قريش في الحجر يتعاقدون باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى لو قد رأوك لقاموا إليك فيقتلونك ، وليس منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك ، فقال : " يا بنية ، ائتني بوضوء " فتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم خرج إلى المسجد فلما رأوه قالوا : ها هو ذا فطأطؤوا رءوسهم ، وسقطت أذقانهم بين يديهم ، فلم يرفعوا أبصارهم فتناول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قبضة من تراب فحصبهم بها وقال : " شاهت الوجوه " فما أصاب رجلا منهم حصاة من حصاته إلا قتل يوم بدر كافرا .

                                                                                            " هذا حديث صحيح ، قد احتجا جميعا بيحيى بن سليم ، واحتج مسلم بعبد الله بن عثمان بن خثيم ، ولم يخرجاه ولا أعرف له علة ، وأهل السنة من أحوج الناس لمعارضة ما قيل أن الوضوء لم يكن قبل نزول المائدة ، وإنما نزول المائدة في حجة الوداع ، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعرفات .

                                                                                            وله شاهد صحيح ناطق بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يتوضأ ، ويأمر بالوضوء قبل الهجرة ولم يخرجاه " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية