الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
أي تكبيرة الإحرام: كذا في النووي، وأورده في باب: (صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالليل ) .
(حديث الباب ) .
وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم النووي ص 57-90 ج 6 المطبعة المصرية .
[عن عبيد الله بن أبي رافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب، nindex.php?page=hadith&LINKID=658298عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ nindex.php?page=treesubj&link=24992_1562أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللهم! أنت الملك لا إله إلا أنت. أنت ربي وأنا عبدك. ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا. إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. واهدني لأحسن الأخلاق. لا يهدي لأحسنها إلا أنت. واصرف عني سيئها. لا يصرف عني سيئها إلا أنت. لبيك وسعديك! والخير كله في يديك. والشر ليس إليك. أنا بك وإليك. تباركت وتعاليت. أستغفرك وأتوب إليك".
[ ص: 326 ] nindex.php?page=treesubj&link=1570وإذا ركع قال: "اللهم! لك ركعت. وبك آمنت. ولك أسلمت. خشع لك سمعي وبصري. ومخي وعظمي وعصبي. nindex.php?page=treesubj&link=1570_24992
وإذا رفع قال: "اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد".
وإذا سجد قال" "اللهم لك سجدت. وبك آمنت. ولك أسلمت. سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره. تبارك الله أحسن الخالقين". ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: "اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أسرفت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. لا إله إلا أنت" .] .
[ ص: 333 ] ويؤيد هذا: أن nindex.php?page=treesubj&link=25845السجود يقع بأعضاء أخر مع الوجه.
وأيضا: أن الشيء يضاف إلى ما يجاوره. كما يقال: بساتين البلد. والله أعلم.
"تبارك الله أحسن الخالقين" أي: المقدرين، والمصورين.
(ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: "اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم، وأنت المؤخر" ) .
أي: تقدم من شئت بطاعتك وغيرها. وتؤخر من شئت عن ذلك. كما تقتضيه حكمتك.
وتعز من تشاء وتذل من تشاء. "لا إله إلا أنت".
قال النووي: وفي هذا الحديث استحباب دعاء الافتتاح مما في هذا الحديث. إلا أن يكون إماما لقوم لا يؤثرون التطويل.
"وفيه": استحباب nindex.php?page=treesubj&link=1570الذكر في الركوع والسجود، والاعتدال. nindex.php?page=treesubj&link=24992والدعاء قبل السلام.
وفي رواية: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة كبر، ثم قال: "وجهت وجهي" إلى آخره. فيحمل المطلق على المقيد.
ومن هنا قال الشوكاني في "السيل الجرار": من له حظ في علم السنة المطهرة، ورزق نصيبا من الإنصاف: يعلم أن جميع الأحاديث الواردة [ ص: 334 ] في التعوذ والتوجهات، مصرحة بأنه صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك بعد تكبيرة الافتتاح.
وهذا مما لا يكاد يشك فيه عارف، أو يخالطه فيه ريب قط.
وقد كان يتوجه بعد التكبيرة. ويتعوذ بعد التوجه قبل افتتاح القراءة.
وقد ثبت عنه ألفاظ في التعوذ، أيها فعل المصلي فقد فعل المشروع.
وثبت عنه توجهات، أيها توجه به المصلي فقد فعل السنة.
ولكنه ينبغي للمتحري في دينه أن يحرص على فعل أصح ما ورد في التوجهات.
وأصح ما ورد حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الصحيحين، وغيرهما.
وفيه: (قال: "أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي" ) الخ. فهذا أصح ما ورد في التوجهات.
حتى لقد ثبت أنه قد تواتر لفظه، فضلا عن معناه.
ثم فيه التصريح أنه كان يتوجه بهذا في صلاته. ولم يقيد بصلاة الليل، كما ورد في بعض التوجهات.
فالعمل عليه والاستمرار على فعله، هو الذي ينشرح له الصدر، وينثلج به القلب. وإن كان جميع ما ورد من وجه صحيح يجوز العمل عليه، ويصير فاعله عاملا بالسنة، مؤديا لما شرع له. انتهى.