nindex.php?page=treesubj&link=28975_28723_30457_31048_34164_34198_34268_34274nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79ما أصابك من حسنة إلخ بيان للجواب المجمل المأمور به وإجراؤه
[ ص: 206 ] على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ثم سوق البيان من جهته عز وجل بطريق تلوين الخطاب وتوجيهه إلى كل واحد من الناس والالتفات لمزيد الاعتناء به والاهتمام برد مقالتهم الباطلة، والإيذان بأن مضمونه مبني على حكمة دقيقة حقيقة بأن يتولى بيانها علام الغيوب ، وتوجيه الخطاب إلى كل واحد منهم دون كلهم كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم للمبالغة في التحقيق بقطع احتمال سببية معصية بعضهم لعقوبة الآخرين أي: ما أصابك من نعمة من النعم.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79فمن الله أي: فهي منه تعالى بالذات تفضلا وإحسانا من غير استيجاب لها من قبلك. كيف لا؟ وأن كل ما يفعله المرء من الطاعات التي يفرض كونها ذريعة إلى إصابة نعمة ما فهي بحيث لا تكاد تكافئ نعمة حياته المقارنة لأدائها ولا نعمة إقداره تعالى إياه على أدائها فضلا عن استيجابها لنعمة أخرى، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=856626 "ما أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى" قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا". nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79وما أصابك من سيئة أي: بلية من البلايا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79فمن نفسك أي: فهي منها بسبب اقترافها المعاصي الموجبة لها وإن كانت من حيث الإيجاد منتسبة إليه تعالى نازلة من عنده عقوبة كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها:
ما من مسلم يصيبه وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها وحتى انقطاع شسع نعله إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر. وقيل: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما قبله وما بعده لكن لا لبيان حاله صلى الله عليه وسلم بل لبيان حال الكفرة بطريق التصوير، ولعل ذلك لإظهار كمال السخط والغضب عليهم والإشعار بأنهم لفرط جهلهم وبلادتهم بمعزل من استحقاق الخطاب لا سيما بمثل هذه الحكمة الأنيقة.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79وأرسلناك للناس رسولا بيان لجلالة منصبه صلى الله عليه وسلم ومكانته عند الله عز وجل بعد بيان بطلان زعمهم الفاسد في حقه صلى الله عليه وسلم بناء على جهلهم بشأنه الجليل، وتعريف "الناس" للاستغراق والجار إما متعلق بـ"رسولا" قدم عليه للاختصاص الناظر إلى قيد العموم أي: مرسلا لكل الناس لا لبعضهم فقط كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وما أرسلناك إلا كافة للناس وإما بالفعل فـ"رسولا" حال مؤكدة، وقد جوز أن يكون مصدرا مؤكدا كما في قوله:
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم ... بسر ولا أرسلتهم برسول
أي: بإرسال بمعنى رسالة.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79وكفى بالله شهيدا أي: على رسالتك بنصب المعجزات التي من جملتها هذا النص الناطق والوحي الصادق، والالتفات لتربية المهابة وتقوية الشهادة والجملة اعتراض تذييلي.
nindex.php?page=treesubj&link=28975_28723_30457_31048_34164_34198_34268_34274nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنَ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ إِلَخْ بَيَانٌ لِلْجَوَابِ الْمُجْمَلِ الْمَأْمُورِ بِهِ وَإِجْرَاؤُهُ
[ ص: 206 ] عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ سَوْقُ الْبَيَانِ مِنْ جِهَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ بِطَرِيقِ تَلْوِينِ الْخِطَابِ وَتَوْجِيهِهِ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ وَالِالْتِفَاتُ لِمَزِيدِ الِاعْتِنَاءِ بِهِ وَالِاهْتِمَامِ بِرَدِّ مَقَالَتِهِمُ الْبَاطِلَةِ، وَالْإِيذَانِ بِأَنَّ مَضْمُونَهُ مَبْنِيٌّ عَلَى حِكْمَةٍ دَقِيقَةٍ حَقِيقَةٍ بِأَنْ يَتَوَلَّى بَيَانَهَا عَلَّامُ الْغُيُوبِ ، وَتَوْجِيهُ الْخِطَابِ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ دُونَ كُلِّهِمْ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ لِلْمُبَالَغَةِ فِي التَّحْقِيقِ بِقَطْعِ احْتِمَالِ سَبَبِيَّةِ مَعْصِيَةِ بَعْضِهِمْ لِعُقُوبَةِ الْآخَرِينَ أَيْ: مَا أَصَابَكَ مِنْ نِعْمَةٍ مِنَ النِّعَمِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79فَمِنَ اللَّهِ أَيْ: فَهِيَ مِنْهُ تَعَالَى بِالذَّاتِ تَفَضُّلَاً وَإِحْسَانَاً مِنْ غَيْرِ اسْتِيجَابٍ لَهَا مِنْ قِبَلِكَ. كَيْفَ لَا؟ وَأَنَّ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ الْمَرْءُ مِنَ الطَّاعَاتِ الَّتِي يُفْرَضُ كَوْنُهَا ذَرِيعَةً إِلَى إِصَابَةِ نِعْمَةٍ مَا فَهِيَ بِحَيْثُ لَا تَكَادُ تُكَافِئُ نِعْمَةَ حَيَاتِهِ الْمُقَارِنَةِ لِأَدَائِهَا وَلَا نِعْمَةَ إِقْدَارِهِ تَعَالَى إِيَّاهُ عَلَى أَدَائِهَا فَضْلَاً عَنِ اسْتِيجَابِهَا لِنِعْمَةٍ أُخْرَى، وَلِذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=856626 "مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى" قِيلَ: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلَا أَنَا". nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ أَيْ: بَلِيَّةٍ مِنَ الْبَلَايَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79فَمِنْ نَفْسِكَ أَيْ: فَهِيَ مِنْهَا بِسَبَبِ اقْتِرَافِهَا الْمَعَاصِيَ الْمُوجِبَةَ لَهَا وَإِنْ كَانَتْ مِنْ حَيْثُ الْإِيجَادُ مُنْتَسِبَةً إِلَيْهِ تَعَالَى نَازِلَةً مِنْ عِنْدِهِ عُقُوبَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ وَصَبٌ وَلَا نَصَبٌ حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا وَحَتَّى انْقِطَاعُ شِسْعِ نَعْلِهِ إِلَّا بِذَنْبٍ وَمَا يَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ أَكْثَرُ. وَقِيلَ: الْخِطَابُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ لَكِنْ لَا لِبَيَانِ حَالِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ لِبَيَانِ حَالِ الْكَفَرَةِ بِطَرِيقِ التَّصْوِيرِ، وَلَعَلَّ ذَلِكَ لِإِظْهَارِ كَمَالِ السُّخْطِ وَالْغَضَبِ عَلَيْهِمْ وَالْإِشْعَارِ بِأَنَّهُمْ لِفَرْطِ جَهْلِهِمْ وَبَلَادَتِهِمْ بِمَعْزِلٍ مِنِ اسْتِحْقَاقِ الْخِطَابِ لَا سِيَّمَا بِمِثْلِ هَذِهِ الْحِكْمَةِ الْأَنِيقَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا بَيَانٌ لِجَلَالَةِ مَنْصِبِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَكَانَتِهِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ بَيَانِ بُطْلَانِ زَعْمِهِمِ الْفَاسِدِ فِي حَقِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَاءً عَلَى جَهْلِهِمْ بِشَأْنِهِ الْجَلِيلِ، وَتَعْرِيفُ "النَّاسِ" لِلِاسْتِغْرَاقِ وَالْجَارُّ إِمَّا مُتَعَلِّقٌ بِـ"رَسُولَاً" قُدِّمَ عَلَيْهِ لِلِاخْتِصَاصِ النَّاظِرِ إِلَى قَيْدِ الْعُمُومِ أَيْ: مُرْسَلَاً لِكُلِّ النَّاسِ لَا لِبَعْضِهِمْ فَقَطْ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ وَإِمَّا بِالْفِعْلِ فَـ"رَسُولَاً" حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ، وَقَدْ جُوِّزَ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرَاً مُؤَكِّدَاً كَمَا فِي قَوْلِهِ:
لَقَدْ كَذَبَ الْوَاشُونَ مَا فُهْتُ عِنْدَهُمْ ... بِسِرٍّ وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ
أَيْ: بِإِرْسَالٍ بِمَعْنَى رِسَالَةٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا أَيْ: عَلَى رِسَالَتِكَ بِنَصْبِ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا هَذَا النَّصُّ النَّاطِقُ وَالْوَحْيُ الصَّادِقُ، وَالِالْتِفَاتُ لِتَرْبِيَةِ الْمَهَابَةِ وَتَقْوِيَةِ الشَّهَادَةِ وَالْجُمْلَةُ اعْتِرَاضٌ تَذْيِيلِيٌّ.