الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل - : فبما نقضهم ميثاقهم ؛ " ما " ؛ لغو؛ المعنى : " فبنقضهم ميثاقهم " ؛ ومعنى " ما " ؛ الملغاة في العمل؛ توكيد القصة؛ لعناهم ؛ أي : باعدناهم من الرحمة؛ وجعلنا قلوبهم قاسية ؛ أي : يابسة؛ [ ص: 160 ] يقال للرجل الرحيم : " لين القلب " ؛ وللرجل غير الرحيم : " قاسي القلب؛ ويابس القلب " ؛ و " القاسي " ؛ في اللغة؛ و " القاسح " ؛ بالحاء " : الشديد الصلابة؛ وقوله : يحرفون الكلم عن مواضعه ؛ " الكلم " : جمع " كلمة " ؛ وتأويل " يحرفون " : يغيرونه على غير ما أنزل. وقوله - عز وجل - : ونسوا حظا مما ذكروا به ؛ معنى " نسوا " : " تركوا نصيبا مما ذكروا به " ؛ وقوله : ولا تزال تطلع على خائنة منهم ؛ " خائنة " ؛ في معنى " خيانة " ؛ المعنى : " لا تزال تطلع على خيانة منهم " ؛ و " فاعلة " ؛ في أسماء المصادر كثيرة؛ نحو : " عافاه الله؛ عافية " ؛ وقوله : فأهلكوا بالطاغية ؛ وقد يقال : " رجل خائنة " ؛ قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        حدثت نفسك بالوفاء ولم تكن ... للغدر خائنة مغل الإصبع



                                                                                                                                                                                                                                        قال : " خائنة " ؛ على المبالغة؛ لأنه يخاطب رجلا؛ يقول : لا تحملن فتغلل [ ص: 161 ] إصبعك في المتاع فتدخلها للخيانة؛ و " مغل يدك من خائنة " ؛ ويجوز أن يكون - والله أعلم - " على خائنة " ؛ " أن على فرقة خائنة " ؛ وقوله : إلا قليلا منهم ؛ منصوب بالاستثناء؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية