الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل [ 164 ]

                                                                                                                                                                                                                                        بإضمار فعل ، أي وقصصنا رسلا ؛ لأنه معطوف على ما قد عمل فيه الفعل ، ومثله ما أنشد سيبويه :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 507 ]

                                                                                                                                                                                                                                        أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا     والذئب أخشاه إن مررت به
                                                                                                                                                                                                                                        وحدي وأخشى الرياح والمطرا



                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز أن يكون ورسلا عطفا على المعنى ؛ لأن المعنى إنا أوحينا إليك إنا أرسلناك موحين إليك ، وأرسلنا رسلا قد قصصناهم عليك من قبل . وفي حرف أبي : ( ورسل ) بالرفع وكلم الله موسى تكليما مصدر مؤكد ، وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازا ، وأنه لا يجوز في قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        أمتلأ الحوض وقال قطني ؟



                                                                                                                                                                                                                                        أن يقول : قال قولا ، فكذا لما قال : تكليما وجب أن يكون كلاما على الحقيقة من الكلام الذي يعقل .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية