الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                وبقي من الحديث الذي خرجه البخاري :

                                470 492 وأن عبد الله بن عمر حدثه، أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل فرضتي الجبل الذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة، فجعل المسجد الذي بني ثم يسار المسجد بطرف الأكمة، ومصلى النبي صلى الله عليه وسلم أسفل منه على الأكمة السوداء، تدع من الأكمة عشرة أذرع أو نحوها، ثم تصلي مستقبل الفرضتين من الجبل الذي بينك وبين الكعبة

                                التالي السابق


                                وهذه القطعة خرجها - أيضا - مسلم عن المسيبي ، عن أبي ضمرة ، وأعاد إسنادها بعد تخريج القطعة التي قبلها.

                                وهذا كله يوهم أن هذه صفة موضع آخر صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل دخوله مكة ، وليس كذلك، وإنما هو من تمام صفة موضع صلاته بذي طوى ، كما [ ص: 606 ] ساقه الأزرقي في روايته.

                                والظاهر: أنه كان هناك مسجدان مبنيان بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف منهما اليوم شيء.

                                وفرضة الجبل - بضم الفاء - مدخل الطريق إليه، وأصله مأخوذ من الفرض وهو القطع غير البليغ -: قاله الخطابي .

                                وفي مبيت النبي صلى الله عليه وسلم بذي طوى ، وصلاته الصبح في هذا المكان: دليل على أن من كان قادرا على الدخول إلى مكة معاينة الكعبة فله أن يصلي خارجا منها بغير معاينة، وأن من كان بمكة وبينه وبين الكعبة حائل أصلي كالجبل فله أن يصلي بالاجتهاد إلى الكعبة ، ولا يلزمه أن يعلو فوق الجبال حتى يشهد الكعبة ; لما في ذلك من الحرج والمشقة.

                                وهذا قول أصحابنا والشافعية، ولا نعلم فيه خلافا.

                                وهذا "آخر أبواب المساجد" وبعدها "أبواب السترة" وما يصلى إليه، والمرور بين يدي المصلي، ونحو ذلك.



                                الخدمات العلمية