الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن الجميزي

                                                                                      شيخ الديار المصرية العلامة المفتي المقرئ بهاء الدين أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة بن المسلم اللخمي المصري الشافعي الخطيب المدرس ، ابن بنت الشيخ أبي الفوارس الجميزي .

                                                                                      ولد يوم النحر سنة تسع وخمسين وخمسمائة بمصر .

                                                                                      وحفظ القرآن صغيرا وارتحل به أبوه ، فسمع في سنة ثمان وستين من الحافظ ابن عساكر ، وببغداد من شهدة الكاتبة . وتلا بالعشر على أبي الحسن البطائحي ، وعلى القاضي شرف الدين بن أبي عصرون ، وتفقه عليه ، وأكثر عنه . وسمع أيضا من عبد الحق اليوسفي ، ويحيى بن السقلاطوني ومحمد بن نسيم ، وبادر فسمع من أبي الطاهر السلفي ، وأبي طالب اللخمي ، وابن عوف ، وابن بري النحوي ، وتلا على الشاطبي [ ص: 254 ] ختمات . وتفقه أيضا على العراقي والشهاب الطوسي ، وبرع في المذهب ، وخطب بجامع القاهرة ، وانتهت إليه مشيخة العلم .

                                                                                      وروى الكثير بدمشق وبمكة والقاهرة وقوص ; روى عنه البرزالي ، والمنذري ، وابن النجار ، والدمياطي ، وابن الصيرفي ، والفخر التوزري ، والأمين محمد بن النحاس ، والرضي الطبري ، وابن الشيرازي ، وأبو الفتح القرشي ، وخلق كثير من شيوخنا ، وعاش أرجح من تسعين سنة وأياما .

                                                                                      توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وستمائة رحمه الله .

                                                                                      وهو مسدد الفتاوى ، وافر الجلالة ، حسن التصون ، مسند زمانه .

                                                                                      وفيها مات أبو العباس أحمد بن قميرة التاجر ، ومدرس المستنصرية أبو الفتح أحمد بن يوسف الأنصاري الحلبي الحنفي وقد درس بحلب ، وأبو نصر الأعز بن العليق البابصري ، والمحدث سالم بن ثمالي بن عنان العرضي ، وأبو حامد عبد الله بن عبد المنعم بن عشائر الحلبي ، والصالح عبد الجليل بن محمد الطحاوي ، وضياء الدين عبد الخالق بن أنجب النشتبري ، وعبد الدائم بن عبد المحسن بن الدجاجي المصري عماد الدين .

                                                                                      ومدرس المستنصرية القاضي أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد السلام اللمغاني الحنفي كمال الدين قاضي القضاة ، والرشيد عبد الظاهر بن نشوان الجذامي المقرئ الضرير ، وأبو نصر عبد العزيز بن يحيى بن الزبيدي ، وله تسع وثمانون سنة ، وخطيب رندة المحدث أبو الحسين عبيد الله بن عاصم الأسدي الرندي وله سبع وثمانون سنة ، والحافظ أبو الحسن علي بن محمد بن علي الغافقي الشاري ، والسديد عيسى بن مكي العامري المقرئ [ ص: 255 ] إمام جامع الحاكم ، والعلم قيصر بن أبي القاسم السلمي ، الكاتب تعاسيف ومدرس الأمينية شمس الدين محمد بن عبد الكافي بن علي الربعي الصقلي ، ونحوي حلب جمال الدين محمد بن محمد بن عمرون ، ومفتي العراق سيف الدين محمد بن مقبل بن المني ، والأمير الصاحب جمال الدين يحيى بن عيسى بن مطروح المصري الشاعر .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية