الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا ؛ " هزؤا " ؛ فيه لغات؛ إن شئت قلت : " هزؤا " ؛ بضم الزاي؛ وتحقيق الهمزة؛ وهو الأصل؛ والأجود؛ وإن شئت قلت : " هزوا " ؛ وأبدلت من الهمزة واوا؛ لانضمام ما قبلها؛ وأنها مفتوحة؛ وإن شئت قلت : " هزءا " ؛ بإسكان الزاي؛ وتحقيق الهمزة؛ فهذه الأوجه الثلاثة جيدة يقرأ بهن؛ وفيها وجه آخر؛ ولا تجوز القراءة به لأنه لم يقرأ به؛ وهو أن يقول : " هزا " ؛ مثل : " هدى " ؛ وذلك يجوز إذا أردت تخفيف همزة [ ص: 186 ] " هزء " ؛ فيمن أسكن الزاي؛ أن يقول : " هزا " ؛ تطرح حركتها على الزاي؛ كما تقول : رأيت " خبا " ؛ تريد " خبئا " . وقوله : من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار ؛ النصب فيه على العطف على قوله : لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا ؛ أي؛ ولا تتخذوا الكفار أولياء؛ ويجوز : " والكفار أولياء " ؛ على العطف على " الذين أوتوا الكتاب " ؛ المعنى : " من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار أولياء " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية