الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 416 ] أبو بكر بن عبد الرحمن ( ع )

                                                                                      ابن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، الإمام ، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة النبوية ، أبو عبد الرحمن ، والصحيح أن اسمه كنيته ، وهو من سادة بني مخزوم ، وهو والد عبد الله ، وسلمة ، وعبد الملك ، وعمر ، وأخو عبد الله ، وعبد الملك ، وعكرمة ، ومحمد ، ومغيرة ، ويحيى ، وعائشة ، وأم الحارث ، وكان ضريرا .

                                                                                      حدث عن أبيه ، وعمار بن ياسر ، وأبي مسعود الأنصاري ، وعائشة ، وأم سلمة ، وأبي هريرة ، ونوفل بن معاوية ، ومروان بن الحكم ، وعبد الرحمن بن مطيع ، وأبي رافع النبوي ، وأسماء بنت عميس ، وطائفة .

                                                                                      وعنه ابناه عبد الله وعبد الملك ، ومجاهد ، وعمر بن عبد العزيز ، والشعبي ، وعراك بن مالك ، وعمرو بن دينار ، والزهري ، وعبد ربه بن سعيد ، وعكرمة بن خالد ، وسمي مولاه ، وإبراهيم بن مهاجر ، وعبد الله بن كعب الحميري ، وعبد الواحد بن أيمن ، وابن أخته القاسم بن محمد بن عبد الرحمن ، وخلق كثير .

                                                                                      قال الواقدي : اسمه كنيته ، وقد أضر ، وقد استصغر يوم الجمل فرد هو وعروة . وكان ثقة ، فقيها ، عالما سخيا ، كثير الحديث . [ ص: 417 ]

                                                                                      قال ابن سعد ولد في خلافة عمر ، وكان يقال له : راهب قريش لكثرة صلاته ، وكان مكفوفا .

                                                                                      وقال العجلي وغيره : تابعي ثقة .

                                                                                      وقال ابن خراش : هو أحد أئمة المسلمين ، هو وإخوته يضرب بهم المثل .

                                                                                      قال أبو داود : كان إذا سجد يضع يده في طشت ماء من علة كان يجدها .

                                                                                      وقال الزبير بن بكار : هو أحد فقهاء المدينة السبعة ، وكان يسمى الراهب ، وكان من سادات قريش .

                                                                                      قال إبراهيم بن المنذر : حدثنا معن ، عن ابن أبي الزناد ، أن الفقهاء السبعة الذين كان أبو الزناد يذكرهم : سعيد بن المسيب ، وعروة ، والقاسم ، وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وسليمان بن يسار .

                                                                                      وروى الشعبي عن عمر بن عبد الرحمن أن أخاه أبا بكر كان يصوم ولا يفطر . . في حديث ذكره . [ ص: 418 ]

                                                                                      قلت : كان أبو بكر بن عبد الرحمن ممن جمع العلم والعمل والشرف ، وكان ممن خلف أباه في الجلالة .

                                                                                      قال الهيثم بن عدي ، وعلي بن عبد الله التميمي ، وابن نمير ، وابن معين ، وأبو عمر الضرير ، والفلاس ، وأبو عبيد : مات سنة أربع وتسعين .

                                                                                      وروى الواقدي ، عن عبد الله بن جعفر المخرمي ، قال : صلى أبو بكر بن عبد الرحمن العصر ، فدخل مغتسله فسقط ، فجعل يقول : والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا . فما علمت أن الشمس غربت حتى مات ، وذلك في سنة أربع وتسعين بالمدينة .

                                                                                      قال الواقدي يقال لها : سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم . وقيل : مات سنة خمس وتسعين .

                                                                                      أخبرنا محمد بن الحسين القرشي ، أنبأنا محمد بن عماد ، أنبأنا عبد الله بن رفاعة ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا أبو محمد بن النحاس ، أنبأنا أبو الطاهر المديني ، حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، عن أبي مسعود ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن الكلب ، ومهر البغي ، وحلوان الكاهن . [ ص: 419 ]

                                                                                      وبه إلى يونس : حدثنا ابن وهب ، أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب ، عن أبي بكر أن أبا مسعود عقبة بن عمرو حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ثلاث هن سحت : ثمن الكلب ، ومهر البغي ، وحلوان الكاهن " .

                                                                                      وأخرجه أصحاب الأمهات الستة من حديث ابن عيينة ، ومالك ، والليث ، عن الزهري .

                                                                                      وكان والده عبد الرحمن بن الحارث من كبار التابعين وأشراف قومه .

                                                                                      يوصف بالعقل والفضل ، ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وما علمت له صحبة . له رواية في صحيح البخاري .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية