الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر ما كان يروح على المصطفى صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه بالمنحة أيام مقامهما في الغار

                                                                                                                          6279 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أحمد بن محمد بن [ ص: 183 ] يحيى بن سعيد القطان حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، قالت : استأذن أبو بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الخروج من مكة حين اشتد عليه الأمر ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اصبر ، فقال : يا رسول الله ، تطمع أن يؤذن لك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأرجو ، فانتظره أبو بكر ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ظهرا ، فناداه ، فقال له : أخرج من عندك ، فقال أبو بكر : إنما هما ابنتاي يا رسول الله . فقال : أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج ، فقال : يا رسول الله ، الصحبة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الصحبة ، قال : يا رسول الله عندي ناقتان ، قد كنت أعددتهما للخروج . قالت : فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم إحداهما وهي الجدعاء ، فركبا حتى أتيا الغار ، وهو بثور ، فتواريا فيه ، وكان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة أخو عائشة لأمها ، وكان لأبي بكر رضي الله عنه منحة ، فكان يروح بها ويغدو عليهم ، ويصبح فيدلج إليهما ، ثم يسرح ، فلا يفطن به أحد من الرعاء ، فلما خرجا ، خرج معهما يعقبانه حتى قدموا المدينة .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية