[ ص: 1127 ] وأخرج
ابن الضرير والنحاس وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
نزلت سورة الروم بمكة .
وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثله . وأخرج ،
عبد الرزاق ،
وأحمد . قال
السيوطي بسند حسن عن رجل من الصحابة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021063أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صلى بهم الصبح ، فقرأ فيها سورة الروم . وأخرج
البزار عن
الأغر المدني مثله .
وأخرج ،
عبد الرزاق ، عن
معمر بن عبد الملك بن عمير nindex.php?page=hadith&LINKID=1021064أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قرأ في الفجر يوم الجمعة بسورة الروم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في المصنف
وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=13433وابن قانع من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير مثل حديث الرجل الذي من الصحابة ، وزاد : يتردد فيها ، فلما انصرف قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021065إنما يلبس علينا في صلاتنا قوم يحضرون الصلاة بغير طهور ، من شهد الصلاة فليحسن الطهور .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غلبت الروم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=6وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=8أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون
قد تقدم الكلام على فاتحة السورة في فاتحة سورة البقرة وتقدم الكلام على محلها من الإعراب ومحل أمثالها في غير موضع من فواتح السور .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449غلبت الروم بضم الغين المعجمة وكسر اللام مبنيا للمفعول ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=44وأبو سعيد الخدري nindex.php?page=showalam&ids=17112ومعاوية بن قرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر وأهل الشام بفتح الغين واللام مبنيا للفاعل .
قال
النحاس : قراءة أكثر الناس " غلبت " بضم الغين وكسر اللام .
قال أهل التفسير : غلبت
فارس الروم ففرح بذلك كفار
مكة وقالوا : الذين ليس لهم كتاب غلبوا الذين لهم كتاب ، وافتخروا على المسلمين وقالوا : نحن أيضا نغلبكم كما غلبت
فارس الروم ، وكان المسلمون يحبون أن تظهر
الروم على
فارس لأنهم أهل كتاب .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3في أدنى الأرض في أقرب أرضهم من أرض العرب ، أو في أقرب أرض العرب منهم ، قيل : هي
أرض الجزيرة ، وقيل :
أذرعات ، وقيل :
كسكر ، وقيل :
الأردن ، وقيل :
فلسطين ، وهذه المواضع هي أقرب إلى بلاد العرب من غيرها وإنما حملت الأرض على أرض العرب لأنها المعهود في ألسنتهم إذا أطلقوا الأرض أرادوا بها جزيرة العرب وقيل : إن الألف واللام عوض عن المضاف إليه ، والتقدير : في أدنى أرضهم فيعود الضمير إلى
الروم ، ويكون المعنى : في أقرب أرض
الروم من العرب .
قال
ابن عطية : إن كانت الوقعة
بأذرعات فهي من أدنى الأرض بالقياس إلى
مكة ، وإن كانت الوقعة
بالجزيرة فهي أدنى بالقياس إلى أرض
nindex.php?page=showalam&ids=16848كسرى ، وإن كانت
بالأردن فهي أدنى إلى
أرض الروم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449وهم من بعد غلبهم سيغلبون أي :
والروم من بعد غلب
فارس إياهم سيغلبون
أهل فارس ، والغلب والغلبة لغتان ، والمصدر مضاف إلى المفعول على قراءة الجمهور ، وإلى الفاعل على قراءة غيرهم .
قرأ الجمهور ، وإلى الفاعل على قراءة غيرهم . قرأ الجمهور " سيغلبون " مبنيا للفاعل وقرأ
علي وأبو سعيد nindex.php?page=showalam&ids=17112ومعاوية بن قرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر وأهل الشام على البناء للمفعول ،
وابن السميفع من " بعد غلبهم " بسكون اللام .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29001في بضع سنين متعلق بما قبله ، وقد تقدم تفسير البضع واشتقاقه في سورة يوسف ، والمراد به هنا ما بين الثلاثة إلى العشرة
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4لله الأمر من قبل ومن بعد أي : هو المنفرد بالقدرة وإنقاذ الأحكام وقت مغلوبيتهم ووقت غالبيتهم ، فكل ذلك بأمر الله - سبحانه - وقضائه ، قرأ الجمهور " من قبل ومن بعد " بضمهما لكونهما مقطوعين عن الإضافة ، والتقدير : من قبل الغلب ومن بعده ، أو من قبل كل أمر ومن بعده .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي " من قبل ومن بعد " بكسر الأول منونا وضم الثاني بلا تنوين .
وحكى
الفراء " من قبل ومن بعد " بكسرهما من غير تنوين ، وغلطه
النحاس .
قال
شهاب الدين : قد قرئ بكسرهما منونين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ومعنى الآية : من متقدم ومن متأخر
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله أي : يوم أن تغلب
الروم على
فارس في بضع سنين يفرح المؤمنون بنصر الله
للروم لكونهم أهل كتاب كما أن المسلمين أهل كتاب ، بخلاف
فارس فإنه لا كتاب لهم ، ولهذا سر المشركون بنصرهم على
الروم ، وقيل : نصر الله هو إظهار صدق المؤمنين فيما أخبروا به المشركين من غلبة
الروم على
فارس ، والأول أولى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وهذه الآية من الآيات التي تدل على أن القرآن من عند الله ؛ لأنه إنباء بما سيكون ، وهذا لا يعلمه إلا الله - سبحانه - .
ينصر من يشاء أن ينصره وهو العزيز الغالب القاهر الرحيم الكثير الرحمة لعباده المؤمنين ، وقيل : المراد بالرحمة هنا : الدنيوية ، وهي شاملة للمسلم والكافر .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449_27047وعد الله لا يخلف الله وعده أي : وعد الله وعدا لا يخلفه ، وهو ظهور
الروم على
فارس ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الله لا يخلف وعده ، وهم الكفار ، وقيل : كفار
مكة على الخصوص .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا أي : يعلمون ظاهر ما يشاهدونه من زخارف الدنيا وملاذها وأمر معاشهم ،
[ ص: 1128 ] وأسباب تحصيل فوائدهم الدنيوية ، وقيل : هو ما تلقيه الشياطين إليهم من أمور الدنيا عند استراقهم السمع ، وقيل : الظاهر الباطل وهم عن الآخرة التي هي النعمة الدائمة ، واللذة الخالصة هم غافلون لا يلتفتون إليها ولا يعدون لها ما يحتاج إليه ، أو غافلون عن الإيمان بها والتصديق بمجيئها .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29001_19785أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما الهمزة للإنكار عليهم والواو للعطف على مقدر كما في نظائره ، وفي أنفسهم ظرف للتفكر وليس مفعولا للتفكر والمعنى : أن أسباب التفكر حاصلة لهم ، وهي أنفسهم لو تفكروا فيها كما ينبغي لعلموا وحدانية الله وصدق أنبيائه . وقيل : إنها مفعول للتفكر .
والمعنى : أولم يتفكروا في خلق الله إياهم ولم يكونوا شيئا ، وما في ما خلق الله نافية أي : لم يخلقها إلا بالحق الثابت الذي يحق ثبوته ، أو هي اسم في محل نصب على إسقاط الخافض أي : بما خلق الله والعامل فيها إما العلم الذي يؤدي إليه التفكر وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في الكلام حذف أي : فيعلموا ، فجعل ما معمولة للفعل المقدر لا للعلم المدلول عليه ، والباء في إلا بالحق إما للسببية ، أو هي ومجرورها في محل نصب على الحال أي : ملتبسة بالحق .
قال
الفراء : معناه إلا للحق أي : للثواب والعقاب ، وقيل : بالحق بالعدل ، وقيل : بالحكمة ، وقيل : بالحق أي : أنه هو الحق وللحق خلقها ، " وأجل مسمى " معطوف على الحق : أي : وبأجل مسمى للسماوات والأرض وما بينهما تنتهي إليه ، وهو يوم القيامة ، وفي هذا تنبيه على الفناء ، وأن لكل مخلوق أجلا لا يجاوزه .
وقيل : معنى وأجل مسمى أنه خلق ما خلق في وقت سماه لخلق ذلك الشيء
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29001_28760وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون أي : لكافرون بالبعث بعد الموت ، واللام هي المؤكدة ، والمراد بهؤلاء الكفار على الإطلاق ، أو كفار
مكة .
nindex.php?page=treesubj&link=29001_32016أولم يسيروا في الأرض الاستفهام للتقريع والتوبيخ لعدم تفكرهم في الآثار وتأملهم لمواقع الاعتبار ، والفاء في فينظروا للعطف على يسيروا داخل تحت ما تضمنه الاستفهام من التقريع والتوبيخ ، والمعنى : أنهم قد ساروا وشاهدوا
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=42كيف كان عاقبة الذين من قبل من طوائف الكفار الذين أهلكهم الله بسبب كفرهم بالله وجحودهم للحق وتكذيبهم للرسل ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9كانوا أشد منهم قوة مبينة للكيفية التي كانوا عليها ، وأنهم أقدر من كفار
مكة ومن تابعهم على الأمور الدنيوية ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9وأثاروا الأرض حرثوها وقلبوها للزراعة وزاولوا أسباب ذلك ولم يكن
أهل مكة أهل حرث
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9وعمروها أكثر مما عمروها أي : عمروها عمارة أكثر مما عمرها هؤلاء ، لأن أولئك كانوا أطول منهم أعمارا ، وأقوى أجساما ، وأكثر تحصيلا لأسباب المعاش .
فعمروا الأرض بالأبنية والزراعة والغرس
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9وجاءتهم رسلهم بالبينات أي : المعجزات ، وقيل : بالأحكام الشرعية فما كان الله ليظلمهم بتعذيبهم على غير ذنب ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بالكفر والتكذيب .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29001_30539_30525ثم كان عاقبة الذين أساءوا أي : عملوا السيئات من الشرك والمعاصي السوءى هي فعلى من السوء تأنيث الأسوأ ، وهو الأقبح أي : كان عاقبتهم العقوبة التي هي أسوأ العقوبات ، وقيل : هي اسم لجهنم كما أن الحسنى اسم للجنة ، ويجوز أن تكون مصدرا كالبشرى والذكرى . وصفت به العقوبة مبالغة .
قرأ
نافع وابن كثير وأبو عمرو " عاقبة " بالرفع على أنها اسم كان ، وتذكير الفعل لكون تأنيثها مجازيا ، والخبر السوءى أي : الفعلة أو الخصلة أو العقوبة السوءى أو الخبر أن كذبوا أي : كان آخر أمرهم التكذيب عاقبة الذين أساءوا ، والسوءى مصدر أساءوا أو صفة لمحذوف .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : إن قوله : أن كذبوا في محل نصب على العلة أي : لأن كذبوا بآيات الله التي أنزلها على رسله ، أو بأن كذبوا ، ومن القائلين بأن السوءى جهنم
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج وابن قتيبة وأكثر المفسرين ، وسميت سوءى لكونها تسوء صاحبها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى ثم كان عاقبة الذين أشركوا النار بتكذيبهم آيات الله واستهزائهم ، وجملة وكانوا بها يستهزئون عطف على كذبوا داخلة معه في حكم العلية على أحد القولين ، أو في حكم الاسمية لكان ، أو الخبرية لها على القول الآخر .
وقد أخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الكبير
والحاكم وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل
والضياء في المختارة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غلبت الروم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021066كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم ، لأنهم كانوا أصحاب أوثان ، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أصحاب كتاب ، فذكروه لأبي بكر ، فذكره أبو بكر لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : أما إنهم سيغلبون فذكره أبو بكر لهم ، فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا ، فجعل بينهم أجلا خمس سنين فلم يظهروا ، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : ألا جعلته أراه قال : دون العشر ، فظهرت الروم بعد ذلك ، فذلك قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غلبت الروم فغلبت ، ثم غلبت بعد بقول الله nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " .
قال سفيان : سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم
بدر .
وأخرج
أبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب نحوه ، وزاد أنه
لما مضى الأجل ولم تغلب الروم فارسا ، ساء النبي ما جعله أبو بكر من المدة وكرهه وقال : ما دعاك إلى هذا ؟ قال : تصديقا لله ولرسوله فقال : تعرض لهم وأعظم الخطة واجعله إلى بضع سنين ، فأتاهم أبو بكر فقال : هل لكم في العود فإن العود أحمد ؟ قالوا نعم ، فلم تمض تلك السنون حتى غلبت الروم فارسا وربطوا [ ص: 1129 ] خيولهم بالمدائن وبنوا رومية ، فقمر أبو بكر فجاء به أبو بكر يحمله إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال : هذا السحت ، تصدق به .
وأخرج
الترمذي وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني في الأفراد
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل ،
والبيهقي في الشعب عن
نيار بن مكرم الأسلمي قال : لما نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غلبت الروم الآية كانت
فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين
الروم وكان المسلمون يحبون ظهور
الروم عليهم ، لأنهم وإياهم
أهل الكتاب ، وفي ذلك يقول الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وكانت
قريش تحب ظهور
فارس لأنهم وإياهم ليسوا أهل كتاب ولا إيمان ببعث ، فلما أنزل الله هذه الآية خرج
أبو بكر يصيح في نواحي
مكة nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غلبت الروم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4في بضع سنين فقال ناس من
قريش لأبي بكر : ذلك بيننا وبينكم يزعم صاحبك أن
الروم ستغلب
فارس في بضع سنين ، أفلا نراهنك على ذلك ؟ قال بلى ، وذلك قبل تحريم الرهان ، فارتهن
أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان ، وقالوا
لأبي بكر : لم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين فسم بيننا وبينك وسطا تنتهي إليه ، قال : فسموا بينهم ست سنين ، فمضت الست قبل أن يظهروا ، فأخذ المشركون رهن
أبي بكر ، فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم ، فعاب المسلمون على
أبي بكر تسميته ست سنين لأن الله قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4في بضع سنين فأسلم عند ذلك ناس كثير .
وأخرج
الترمذي وحسنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال
لأبي بكر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021068ألا احتطت يا أبا بكر ، فإن البضع ما بين ثلاث إلى تسع .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عنه في تاريخه نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
أبي سعيد قال : لما كان يوم
بدر ظهر
الروم على
فارس ، فأعجب ذلك المؤمنين ، فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غلبت الروم قرأها بالنصب : يعني للغين على البناء للفاعل إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4يفرح المؤمنون بنصر الله .
قال : ففرح المؤمنون بظهور
الروم على
فارس ، وهذه الرواية مفسرة لقراءة
أبي سعيد ومن معه .
وأخرج
الحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : سيجيء أقوام يقرءون " الم غلبت الروم " يعني بفتح الغين ، وإنما هي غلبت : يعني بضمها ، وفي الباب روايات وما ذكرناه يغني عما سواه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يعني معايشهم متى يغرسون ، ومتى يزرعون ، ومتى يحصدون .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9كانوا أشد منهم قوة قال : كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل .
[ ص: 1127 ] وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضَّرِيرِ وَالنَّحَّاسُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
نَزَلَتْ سُورَةُ الرُّومِ بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ . وَأَخْرَجَ ،
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
وَأَحْمَدُ . قَالَ
السُّيُوطِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021063أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ ، فَقَرَأَ فِيهَا سُورَةَ الرُّومِ . وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ عَنِ
الْأَغَرِّ الْمَدَنِيِّ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ ،
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021064أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِسُورَةِ الرُّومِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي الْمُصَنَّفِ
وَأَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13433وَابْنُ قَانِعٌ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ مِثْلَ حَدِيثِ الرَّجُلِ الَّذِي مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَزَادَ : يَتَرَدَّدُ فِيهَا ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021065إِنَّمَا يُلْبِسُ عَلَيْنَا فِي صَلَاتِنَا قَوْمٌ يَحْضُرُونَ الصَّلَاةَ بِغَيْرِ طَهُورٍ ، مَنْ شَهِدَ الصَّلَاةَ فَلْيُحْسِنِ الطَّهُورَ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غُلِبَتِ الرُّومُ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=5بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=6وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=8أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ
قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى فَاتِحَةِ السُّورَةِ فِي فَاتِحَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى مَحَلِّهَا مِنَ الْإِعْرَابِ وَمَحَلِّ أَمْثَالِهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ فَوَاتِحِ السُّوَرِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449غُلِبَتِ الرُّومُ بِضَمِّ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَكَسْرِ اللَّامِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=44وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=17112وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنُ عُمَرَ وَأَهْلُ الشَّامِ بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَاللَّامِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : قِرَاءَةُ أَكْثَرِ النَّاسِ " غُلِبَتْ " بِضَمِّ الْغَيْنِ وَكَسْرِ اللَّامِ .
قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ : غَلَبَتْ
فَارِسُ الرُّومَ فَفَرِحَ بِذَلِكَ كُفَّارُ
مَكَّةَ وَقَالُوا : الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ كِتَابٌ غَلَبُوا الَّذِينَ لَهُمْ كِتَابٌ ، وَافْتَخَرُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالُوا : نَحْنُ أَيْضًا نَغْلِبُكُمْ كَمَا غَلَبَتْ
فَارِسُ الرُّومَ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ
الرُّومُ عَلَى
فَارِسَ لِأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3فِي أَدْنَى الْأَرْضِ فِي أَقْرَبِ أَرْضِهِمْ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ ، أَوْ فِي أَقْرَبِ أَرْضِ الْعَرَبِ مِنْهُمْ ، قِيلَ : هِيَ
أَرْضُ الْجَزِيرَةِ ، وَقِيلَ :
أَذْرِعَاتٌ ، وَقِيلَ :
كَسْكَرُ ، وَقِيلَ :
الْأُرْدُنُّ ، وَقِيلَ :
فِلَسْطِينُ ، وَهَذِهِ الْمَوَاضِعُ هِيَ أَقْرَبُ إِلَى بِلَادِ الْعَرَبِ مِنْ غَيْرِهَا وَإِنَّمَا حُمِلَتِ الْأَرْضُ عَلَى أَرْضِ الْعَرَبِ لِأَنَّهَا الْمَعْهُودُ فِي أَلْسِنَتِهِمْ إِذَا أَطْلَقُوا الْأَرْضَ أَرَادُوا بِهَا جَزِيرَةَ الْعَرَبِ وَقِيلَ : إِنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ عِوَضٌ عَنِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ ، وَالتَّقْدِيرُ : فِي أَدْنَى أَرْضِهِمْ فَيَعُودُ الضَّمِيرُ إِلَى
الرُّومِ ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى : فِي أَقْرَبِ أَرْضِ
الرُّومِ مِنَ الْعَرَبِ .
قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : إِنْ كَانَتِ الْوَقْعَةُ
بِأَذْرُعَاتٍ فَهِيَ مِنْ أَدْنَى الْأَرْضِ بِالْقِيَاسِ إِلَى
مَكَّةَ ، وَإِنْ كَانَتِ الْوَقْعَةُ
بِالْجَزِيرَةِ فَهِيَ أَدْنَى بِالْقِيَاسِ إِلَى أَرْضِ
nindex.php?page=showalam&ids=16848كِسْرَى ، وَإِنْ كَانَتْ
بِالْأُرْدُنِّ فَهِيَ أَدْنَى إِلَى
أَرْضِ الرُّومِ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ أَيْ :
وَالرُّومُ مِنْ بَعْدِ غَلَبِ
فَارِسَ إِيَّاهُمْ سَيَغْلِبُونَ
أَهْلَ فَارِسَ ، وَالْغَلَبُ وَالْغَلَبَةُ لُغَتَانِ ، وَالْمَصْدَرُ مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ ، وَإِلَى الْفَاعِلِ عَلَى قِرَاءَةِ غَيْرِهِمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ، وَإِلَى الْفَاعِلِ عَلَى قِرَاءَةِ غَيْرِهِمْ . قَرَأَ الْجُمْهُورُ " سَيَغْلِبُونَ " مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ وَقَرَأَ
عَلِيٌّ وَأَبُو سَعِيدٍ nindex.php?page=showalam&ids=17112وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنُ عُمَرَ وَأَهْلُ الشَّامِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ ،
وَابْنُ السَّمَيْفَعِ مِنْ " بَعْدِ غَلْبِهِمْ " بِسُكُونِ اللَّامِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29001فِي بِضْعِ سِنِينَ مُتَعَلِّقٌ بِمَا قَبْلَهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْبِضْعِ وَاشْتِقَاقِهِ فِي سُورَةِ يُوسُفَ ، وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ أَيْ : هُوَ الْمُنْفَرِدُ بِالْقُدْرَةِ وَإِنْقَاذِ الْأَحْكَامِ وَقْتَ مَغْلُوبِيَّتِهِمْ وَوَقْتَ غَالِبِيَّتِهِمْ ، فَكُلُّ ذَلِكَ بِأَمْرِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - وَقَضَائِهِ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ " مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ " بِضَمِّهِمَا لِكَوْنِهِمَا مَقْطُوعَيْنِ عَنِ الْإِضَافَةِ ، وَالتَّقْدِيرُ : مِنْ قَبْلِ الْغَلَبِ وَمِنْ بَعْدِهِ ، أَوْ مِنْ قَبْلِ كُلِّ أَمْرٍ وَمِنْ بَعْدِهِ .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ " مِنْ قَبْلٍ وَمِنْ بَعْدُ " بِكَسْرِ الْأَوَّلِ مُنَوَّنًا وَضَمِّ الثَّانِي بِلَا تَنْوِينٍ .
وَحَكَى
الْفَرَّاءُ " مِنْ قَبْلِ وَمِنْ بَعْدِ " بِكَسْرِهِمَا مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ ، وَغَلَّطَهُ
النَّحَّاسُ .
قَالَ
شِهَابُ الدِّينِ : قَدْ قُرِئَ بِكَسْرِهِمَا مُنَوَّنَيْنِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَمَعْنَى الْآيَةِ : مِنْ مُتَقَدَّمٍ وَمِنْ مُتَأَخَّرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ أَيْ : يَوْمَ أَنْ تَغْلِبَ
الرُّومُ عَلَى
فَارِسَ فِي بِضْعِ سِنِينَ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ
لِلرُّومِ لِكَوْنِهِمْ أَهْلَ كِتَابٍ كَمَا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ أَهْلُ كِتَابٍ ، بِخِلَافِ
فَارِسَ فَإِنَّهُ لَا كِتَابَ لَهُمْ ، وَلِهَذَا سُرَّ الْمُشْرِكُونَ بِنَصْرِهِمْ عَلَى
الرُّومِ ، وَقِيلَ : نَصْرُ اللَّهِ هُوَ إِظْهَارُ صِدْقِ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا أَخْبَرُوا بِهِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَلَبَةِ
الرُّومِ عَلَى
فَارِسَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَهَذِهِ الْآيَةُ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ؛ لِأَنَّهُ إِنْبَاءٌ بِمَا سَيَكُونُ ، وَهَذَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - .
يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ أَنْ يَنْصُرَهُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَالِبُ الْقَاهِرُ الرَّحِيمُ الْكَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالرَّحْمَةِ هُنَا : الدُّنْيَوِيَّةُ ، وَهِيَ شَامِلَةٌ لِلْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29001_32449_27047وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ أَيْ : وَعَدَ اللَّهُ وَعْدًا لَا يُخْلِفُهُ ، وَهُوَ ظُهُورُ
الرُّومِ عَلَى
فَارِسَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ وَعْدَهُ ، وَهُمُ الْكُفَّارُ ، وَقِيلَ : كُفَّارُ
مَكَّةَ عَلَى الْخُصُوصِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أَيْ : يَعْلَمُونَ ظَاهِرَ مَا يُشَاهِدُونَهُ مِنْ زَخَارِفِ الدُّنْيَا وَمَلَاذِّهَا وَأَمْرِ مَعَاشِهِمْ ،
[ ص: 1128 ] وَأَسْبَابِ تَحْصِيلِ فَوَائِدِهِمُ الدُّنْيَوِيَّةِ ، وَقِيلَ : هُوَ مَا تُلْقِيهِ الشَّيَاطِينُ إِلَيْهِمْ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا عِنْدَ اسْتِرَاقِهُمُ السَّمْعَ ، وَقِيلَ : الظَّاهِرُ الْبَاطِلُ وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ الَّتِي هِيَ النِّعْمَةُ الدَّائِمَةُ ، وَاللَّذَّةُ الْخَالِصَةُ هُمْ غَافِلُونَ لَا يَلْتَفِتُونَ إِلَيْهَا وَلَا يُعِدُّونَ لَهَا مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ ، أَوْ غَافِلُونَ عَنِ الْإِيمَانِ بِهَا وَالتَّصْدِيقِ بِمَجِيئِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29001_19785أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا الْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ عَلَيْهِمْ وَالْوَاوُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ كَمَا فِي نَظَائِرِهِ ، وَفِي أَنْفُسِهِمْ ظَرْفٌ لِلتَّفَكُّرِ وَلَيْسَ مَفْعُولًا لِلتَّفَكُّرِ وَالْمَعْنَى : أَنَّ أَسْبَابَ التَّفَكُّرِ حَاصِلَةٌ لَهُمْ ، وَهِيَ أَنْفُسُهُمْ لَوْ تَفَكَّرُوا فِيهَا كَمَا يَنْبَغِي لَعَلِمُوا وَحْدَانِيَّةَ اللَّهِ وَصِدْقَ أَنْبِيَائِهِ . وَقِيلَ : إِنَّهَا مَفْعُولٌ لِلتَّفَكُّرِ .
وَالْمَعْنَى : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ وَلَمْ يَكُونُوا شَيْئًا ، وَمَا فِي مَا خَلَقَ اللَّهُ نَافِيَةٌ أَيْ : لَمْ يَخْلُقْهَا إِلَّا بِالْحَقِّ الثَّابِتِ الَّذِي يَحِقُّ ثُبُوتُهُ ، أَوْ هِيَ اسْمٌ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى إِسْقَاطِ الْخَافِضِ أَيْ : بِمَا خَلَقَ اللَّهُ وَالْعَامِلُ فِيهَا إِمَّا الْعِلْمُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَيْهِ التَّفَكُّرُ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ أَيْ : فَيَعْلَمُوا ، فَجَعَلَ مَا مَعْمُولَةً لِلْفِعْلِ الْمُقَدَّرِ لَا لِلْعِلْمِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ ، وَالْبَاءُ فِي إِلَّا بِالْحَقِّ إِمَّا لِلسَّبَبِيَّةِ ، أَوْ هِيَ وَمَجْرُورُهَا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَيْ : مُلْتَبِسَةٌ بِالْحَقِّ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَعْنَاهُ إِلَّا لِلْحَقِّ أَيْ : لِلثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، وَقِيلَ : بِالْحَقِّ بِالْعَدْلِ ، وَقِيلَ : بِالْحِكْمَةِ ، وَقِيلَ : بِالْحَقِّ أَيْ : أَنَّهُ هُوَ الْحَقُّ وَلِلْحَقِّ خَلَقَهَا ، " وَأَجَلٍ مُسَمًّى " مَعْطُوفٌ عَلَى الْحَقِّ : أَيْ : وَبِأَجَلٍ مُسَمَّى لِلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا تَنْتَهِي إِلَيْهِ ، وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَفِي هَذَا تَنْبِيهٌ عَلَى الْفَنَاءِ ، وَأَنَّ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ أَجَلًا لَا يُجَاوِزُهُ .
وَقِيلَ : مَعْنَى وَأَجَلٍ مُسَمًّى أَنَّهُ خَلَقَ مَا خَلَقَ فِي وَقْتٍ سَمَّاهُ لِخَلْقِ ذَلِكَ الشَّيْءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29001_28760وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ أَيْ : لَكَافِرُونَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَاللَّامُ هِيَ الْمُؤَكِّدَةُ ، وَالْمُرَادُ بِهَؤُلَاءِ الْكُفَّارُ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، أَوْ كُفَّارُ
مَكَّةَ .
nindex.php?page=treesubj&link=29001_32016أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ الِاسْتِفْهَامُ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ لِعَدَمِ تَفَكُّرِهِمْ فِي الْآثَارِ وَتَأَمُّلِهِمْ لِمَوَاقِعِ الِاعْتِبَارِ ، وَالْفَاءُ فِي فَيَنْظُرُوا لِلْعَطْفِ عَلَى يَسِيرُوا دَاخِلٌ تَحْتَ مَا تَضَمَّنَهُ الِاسْتِفْهَامُ مِنَ التَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ قَدْ سَارُوا وَشَاهَدُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=42كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ مِنْ طَوَائِفِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ وَجُحُودِهِمْ لِلْحَقِّ وَتَكْذِيبِهِمْ لِلرُّسُلِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً مُبَيِّنَةٌ لِلْكَيْفِيَّةِ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ، وَأَنَّهُمْ أَقْدَرُ مِنْ كُفَّارِ
مَكَّةَ وَمَنْ تَابَعَهُمْ عَلَى الْأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9وَأَثَارُوا الْأَرْضَ حَرَثُوهَا وَقَلَّبُوهَا لِلزِّرَاعَةِ وَزَاوَلُوا أَسْبَابَ ذَلِكَ وَلَمْ يَكُنْ
أَهْلُ مَكَّةَ أَهْلَ حَرْثٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا أَيْ : عَمَرُوهَا عِمَارَةً أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرَهَا هَؤُلَاءِ ، لِأَنَّ أُولَئِكَ كَانُوا أَطْوَلَ مِنْهُمْ أَعْمَارًا ، وَأَقْوَى أَجْسَامًا ، وَأَكْثَرَ تَحْصِيلًا لِأَسْبَابِ الْمَعَاشِ .
فَعَمَرُوا الْأَرْضَ بِالْأَبْنِيَةِ وَالزِّرَاعَةِ وَالْغَرْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ أَيِ : الْمُعْجِزَاتِ ، وَقِيلَ : بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ بِتَعْذِيبِهِمْ عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ بِالْكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29001_30539_30525ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ أَسَاءُوا أَيْ : عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ مِنَ الشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي السُّوءَى هِيَ فُعْلَى مِنَ السُّوءِ تَأْنِيثُ الْأَسْوَأِ ، وَهُوَ الْأَقْبَحُ أَيْ : كَانَ عَاقِبَتَهُمُ الْعُقُوبَةُ الَّتِي هِيَ أَسْوَأُ الْعُقُوبَاتِ ، وَقِيلَ : هِيَ اسْمٌ لِجَهَنَّمَ كَمَا أَنَّ الْحُسْنَى اسْمٌ لِلْجَنَّةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرًا كَالْبُشْرَى وَالذِّكْرَى . وُصِفَتْ بِهِ الْعُقُوبَةُ مُبَالَغَةً .
قَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو " عَاقِبَةُ " بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهَا اسْمُ كَانَ ، وَتَذْكِيرُ الْفِعْلِ لِكَوْنِ تَأْنِيثِهَا مَجَازِيًّا ، وَالْخَبَرُ السُّوءَى أَيِ : الْفِعْلَةُ أَوِ الْخَصْلَةُ أَوِ الْعُقُوبَةُ السُّوءَى أَوِ الْخَبَرُ أَنْ كَذَّبُوا أَيْ : كَانَ آخِرَ أَمْرِهِمُ التَّكْذِيبُ عَاقِبَةُ الَّذِينَ أَسَاءُوا ، وَالسُّوءَى مَصْدَرُ أَسَاءُوا أَوْ صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : إِنَّ قَوْلَهُ : أَنْ كَذَّبُوا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْعِلَّةِ أَيْ : لِأَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ الَّتِي أَنْزَلَهَا عَلَى رُسُلِهِ ، أَوْ بِأَنْ كَذَّبُوا ، وَمِنَ الْقَائِلِينَ بِأَنَّ السُّوءَى جَهَنَّمُ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ وَابْنُ قُتَيْبَةَ وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ ، وَسُمِّيَتْ سُوءَى لِكَوْنِهَا تَسُوءُ صَاحِبَهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا النَّارُ بِتَكْذِيبِهِمْ آيَاتِ اللَّهِ وَاسْتِهْزَائِهِمْ ، وَجُمْلَةُ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ عَطْفٌ عَلَى كَذَّبُوا دَاخِلَةٌ مَعَهُ فِي حُكْمِ الْعِلِيَّةِ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ ، أَوْ فِي حُكْمِ الِاسْمِيَّةِ لِكَانَ ، أَوِ الْخَبَرِيَّةِ لَهَا عَلَى الْقَوْلِ الْآخَرِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ
وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غُلِبَتِ الرُّومُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021066كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّومِ ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَصْحَابَ أَوْثَانٍ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ لِأَنَّهُمْ أَصْحَابُ كِتَابٍ ، فَذَكَرُوهُ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ ، فَقَالُوا : اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلًا فَإِنْ ظَهْرَنَا كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا ، وَإِنْ ظَهَرْتُمْ كَانَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا ، فَجَعَلَ بَيْنَهُمْ أَجَلًا خَمْسَ سِنِينَ فَلَمْ يَظْهَرُوا ، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : أَلَا جَعَلْتَهُ أُرَاهُ قَالَ : دُونَ الْعَشْرِ ، فَظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غُلِبَتِ الرُّومُ فَغُلِبَتْ ، ثُمَّ غُلِبَتْ بَعْدُ بِقَوْلِ اللَّهِ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ " .
قَالَ سُفْيَانُ : سَمِعْتُ أَنَّهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْهِمْ يَوْمَ
بَدْرٍ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ نَحْوَهُ ، وَزَادَ أَنَّهُ
لَمَّا مَضَى الْأَجَلُ وَلَمْ تَغْلِبِ الرُّومُ فَارِسًا ، سَاءَ النَّبِيُّ مَا جَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ مِنَ الْمُدَّةِ وَكَرِهَهُ وَقَالَ : مَا دَعَاكَ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ : تَصْدِيقًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فَقَالَ : تَعَرَّضْ لَهُمْ وَأَعْظِمِ الْخُطَّةَ وَاجْعَلْهُ إِلَى بِضْعِ سِنِينَ ، فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : هَلْ لَكَمَ فِي الْعَوْدِ فَإِنَّ الْعَوْدَ أَحْمَدُ ؟ قَالُوا نَعَمْ ، فَلَمْ تَمْضِ تِلْكَ السُّنُونَ حَتَّى غَلَبَتِ الرُّومُ فَارِسًا وَرَبَطُوا [ ص: 1129 ] خُيُولَهُمْ بِالْمَدَائِنِ وَبَنَوْا رُومِيَّةَ ، فَقَمَرَ أَبُو بَكْرٍ فَجَاءَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ يَحْمِلُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ : هَذَا السُّحْتُ ، تَصَدَّقْ بِهِ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14269وَالدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
نِيَارِ بْنِ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غُلِبَتِ الرُّومُ الْآيَةَ كَانَتْ
فَارِسُ يَوْمَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَاهِرِينَ
الرُّومَ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ ظُهُورَ
الرُّومِ عَلَيْهِمْ ، لِأَنَّهُمْ وَإِيَّاهُمْ
أَهْلُ الْكِتَابِ ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ وَكَانَتْ
قُرَيْشٌ تُحِبُّ ظُهُورَ
فَارِسَ لِأَنَّهُمْ وَإِيَّاهُمْ لَيْسُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَلَا إِيمَانٍ بِبَعْثٍ ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ خَرَجَ
أَبُو بَكْرٍ يَصِيحُ فِي نَوَاحِي
مَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غُلِبَتِ الرُّومُ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=3فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4فِي بِضْعِ سِنِينَ فَقَالَ نَاسٌ مِنْ
قُرَيْشٍ لِأَبِي بَكْرٍ : ذَلِكَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ يَزْعُمُ صَاحِبُكَ أَنَّ
الرُّومَ سَتَغْلِبُ
فَارِسَ فِي بِضْعِ سِنِينَ ، أَفَلَا نُرَاهِنُكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالَ بَلَى ، وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الرِّهَانِ ، فَارْتَهَنَ
أَبُو بَكْرٍ وَالْمُشْرِكُونَ وَتَوَاضَعُوا الرِّهَانَ ، وَقَالُوا
لِأَبِي بَكْرٍ : لَمْ تَجْعَلِ الْبِضْعَ ثَلَاثَ سِنِينَ إِلَى تِسْعِ سِنِينَ فَسَمِّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ وَسَطًا تَنْتَهِي إِلَيْهِ ، قَالَ : فَسَمَّوْا بَيْنَهُمْ سِتَّ سِنِينَ ، فَمَضَتِ السِّتُّ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرُوا ، فَأَخَذَ الْمُشْرِكُونَ رَهْنَ
أَبِي بَكْرٍ ، فَلَمَّا دَخَلَتِ السَّنَةُ السَّابِعَةُ ظَهَرَتِ الرُّومُ ، فَعَابَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى
أَبِي بَكْرٍ تَسْمِيَتَهُ سِتَّ سِنِينَ لِأَنَّ اللَّهَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4فِي بِضْعِ سِنِينَ فَأَسْلَمَ عِنْدَ ذَلِكَ نَاسٌ كَثِيرٌ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ
لِأَبِي بَكْرٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021068أَلَا احْتَطَّتَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَإِنَّ الْبِضْعَ مَا بَيْنَ ثَلَاثٍ إِلَى تِسْعٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْهُ فِي تَارِيخِهِ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ
بَدْرٍ ظَهَرَ
الرُّومُ عَلَى
فَارِسَ ، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=2غُلِبَتِ الرُّومُ قَرَأَهَا بِالنَّصْبِ : يَعْنِي لِلْغَيْنِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=4يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ .
قَالَ : فَفَرِحَ الْمُؤْمِنُونَ بِظُهُورٍ
الرُّومِ عَلَى
فَارِسَ ، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ مُفَسِّرَةٌ لِقِرَاءَةِ
أَبِي سَعِيدٍ وَمَنْ مَعَهُ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ " الم غَلَبَتِ الرُّومُ " يَعْنِي بِفَتْحِ الْغَيْنِ ، وَإِنَّمَا هِيَ غُلِبَتْ : يَعْنِي بِضَمِّهَا ، وَفِي الْبَابِ رِوَايَاتٌ وَمَا ذَكَرْنَاهُ يُغْنِي عَمَّا سِوَاهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا يَعْنِي مَعَايِشَهُمْ مَتَى يَغْرِسُونَ ، وَمَتَى يَزْرَعُونَ ، وَمَتَى يَحْصُدُونَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=9كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ مَيْلٌ .